فعالية نوعية في جامعة الخليل تستعرض مشاريع طلابية توظف الذكاء الاصطناعي لخدمة المجتمع
شهدت جامعة الخليل اليوم الأربعاء فعالية أكاديمية جمعت بين الإبداع الطلابي والتطبيقات التكنولوجية، حيث نظّمت بالشراكة مع المجلس الأعلى للإبداع والتميّز فعالية بعنوان "ثورة الذكاء الاصطناعي: حيث يلتقي الإبداع بالتكنولوجيا"، خُصصت لعرض مشاريع طلابية تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في معالجة قضايا مجتمعية وإنسانية.
المعرض، الذي احتضنه مبنى الأنشطة الطلابية، كشف عن مشاريع تعمل على تطوير أدوات ذكية في مجالات متنوعة، منها الرعاية الصحية، والتعليم، والعدالة، والأمن الغذائي. وقد شملت المشاريع نماذج تطبيقية مثل نظام ذكي لتشخيص فقر الدم، وتطبيق لتحليل الصور الطبية، وبرمجية للتنبؤ بمستويات السكر لدى مرضى السكري، إلى جانب مشاريع تركّز على مكافحة الأخبار الزائفة وتقديم حلول ذكية للتعليم التفاعلي.
كما عبّر الدكتور نادر حجازي، عضو مجلس أمناء جامعة الخليل، عن اعتزازه بالمستوى الذي وصل إليه طلبة الجامعة، مشيدا بالتحول الذي يشهده الجيل الشاب نحو عدم الاكتفاء بالاستهلاك التقني، بل تطوير حلول ذكية لمشكلات واقعية في مجتمعهم.
من جهته أشار المهندس عدنان سمارة إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد ترفا، بل هو أداة استراتيجية "يجب أن تُسخّر لخدمة الإنسان الفلسطيني، خاصة في ظل التحديات التي نعيشها."
جلسة علمية... ومسؤوليات أخلاقية
ليس بعيداً عن الجوانب التقنية، ناقشت جلسة علمية بعنوان "أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي: عندما تقرر الآلة من يحكم من؟" الأسئلة الكبرى المتعلقة بتصميم واستخدام هذه الأنظمة. وشارك في الجلسة عدد من الأكاديميين من تخصصات التكنولوجيا والإعلام والقانون، حيث تم التطرق إلى قضايا مثل التحيّز الخوارزمي والخصوصية والمسؤولية القانونية، إضافة إلى أثر الذكاء الاصطناعي على القرارات العامة.
الدكتور بلال عمرو، عميد كلية تكنولوجيا المعلومات، أشار إلى تحديات بناء أنظمة تراعي القيم الإنسانية منذ مرحلة التصميم. فيما تطرق الدكتور أحمد السويطي إلى غياب الأطر القانونية المحلية التي تضبط استخدام الذكاء الاصطناعي، وهو ما قد يترك الأفراد عرضة لانتهاكات تقنية.
في حين أشار استاذة الإدارة والتمويل الدكتور عادل أبو شرار إلى أهمية تبني الجيل المقبل على العمل لأدوات الذكاء الاصطناعي، مؤكدا على تحديات ضخمة تفرضها البيئة الرقمية الحالية على المشاريع الاقتصادية الناشئة. فيما دعت أستاذة الذكاء الاصطناعي سماح البدوي إلى تعليم الأطفال في سن مبكرة أدوات الذكاء الاصطناعي بالتزامن مع تربيتهم على القيم الاخلاقية.
ريادة محلية وفرص مستقبلية
الفعالية لم تغفل القطاع الخاص، إذ استضافت نخبة من الرياديين الفلسطينيين الذين عرضوا تجارب واقعية في توظيف الذكاء الاصطناعي في السوق المحلي. من أبرزهم المهندس جواد الشريف الذي تحدّث عن تجربة شركة "رويال" في دمج الذكاء الاصطناعي في خطوط الإنتاج، موضحاً أن هذه التقنيات ساهمت في رفع الكفاءة دون أن تمس بدور العنصر البشري.
كما قدّم إبراهيم الشريف، مدير الحديقة التكنولوجية في بلدية الخليل، مداخلة حول تحليل السوق بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى الفرص الاستثمارية الواعدة في هذا القطاع. وتحدث الريادي شعيب زاهدة عن تطويع الذكاء الاصطناعي في مجال التجارة الإلكترونية.