الأطفال ذوو الإعاقة في غزة... معاناة مضاعفة جراء العدوان
يواجه الأطفال ذوو الإعاقة في قطاع غزة تحديات كبيرة ومعاناة مضاعفة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من شهر تشرين الأول/ اكتوبر الماضي، فهم معرضون أكثر من غيرهم للإصابات الجسدية والنفسية نتيجة القصف والتدمير المستمر، بالإضافة إلى فقدانهم الرعاية الطبية اللازمة والتأهيل، جراء الاستهداف المتعمد للمستشفيات والمؤسسات والمراكز التي تعنى بهم.
وفي هذا السياق، وثقت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال حالات لأطفال من ذوي الإعاقة في قطاع غزة، انقلبت حياتهم رأسا على عقب جراء العدوان المستمر الذي يشنه الاحتلال على القطاع، ومن هذه الحالات الطفلة بتول (17 عاما) التي تعاني من إعاقة حركية وذهنية، بسبب تعرضها لحادث دعس عندما كانت في الرابعة من العمر، إذ كانت تعيش في كنف أسرتها المكونة من خمسة أفراد (الوالدان وشقيق وشقيقتان)، في حي الشجاعية بمدينة غزة، وقد تعرض منزلهم للقصف فاستشهد جميع أفراد أسرتها باستثناء الأب الذي تم ترحيله قسرا إلى جنوب قطاع غزة، وبتول التي تم إنقاذها من تحت الأنقاض بعد عملية بحث استمرت عدة ساعات.
تم علاج بتول من حروق وجروح متعددة في بيت أقارب لها من قبل ممرض متطوع، بعد أن أخرج الاحتلال معظم المستشفيات عن الخدمة.
وقالت بتول، بصوت ثقيل، للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال: "قصفوا بيتنا ودار عمي عنا نايمين، ماتوا وماما وأختي فاطمة وبنتها رؤيا وعلي أخوي... ضليت أصيح على ماما وهي مرمية جنب الباب، ماما بتحبني، وعلي أخوي بحبني، الله يرحمهم".
وأضافت: "جابوني هون، كلهم ماتوا إلا أنا، أنا هسة بطلعش برة، نفسي أطلع".
أما قريبة الطفلة بتول فقالت إن سكان الحارة تمكنوا من إخراج بتول من تحت الأنقاض، وقد كانت تصرخ وتنادي على والدتها والدماء تغطي جسدها.
وأضافت: "الحياة اختلفت بالنسبة لها، فقبل الحرب كانت الحافلة التابعة لـ"جمعية فلسطين المستقبل للشلل الدماغي" تأتي كل يوم صباحا وتأخذها للجمعية، وهناك تتعلم بعض المهارات وتلعب مع أطفال مثلها، وعندما تعود للمنزل تلعب وتضحك مع والدتها وأشقائها، كانت مدللة جدا ولكن الأمر اختلف الآن، فهي حاليا لا تفعل شيئا، تجلس طوال اليوم في بيتنا صامتة، بعد أن فقدت كل أهلها، ومؤسستها وأصدقاءها هناك".