الاحتلال يعرض استضافة "قمة مصالحة" لطرفي نزاع السودان
قال مسؤولون بوزارة الخارجية الإسرائيلي إنه تم دعوة الجنرالين اللذين يتزعمان الفصائل التي تتقاتل في السودان للحضور إلى "قمة مصالحة" في إسرائيل يناقشان خلالها وقف إطلاق النار.
ونقل موقع "واللاه" العبري عن مسؤولين في الخارجية الإسرائيلية بأن المبادرة تذكر بعملية الوساطة بين روسيا وأوكرانيا التي قادها رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، باستثناء أنه في حالة السودان، تمتلك إسرائيل معرفة أعمق وقدرة على ممارسة تأثير أكبر على الجانبين.
واندلع القتال قبل نحو 10 أيام في السودان بين الجيش و"قوات التدخل السريع" حيث تدور معارك بشكل رئيسي في العاصمة الخرطوم، ولكن أيضاً في عدة مناطق أخرى من البلاد، وفقاً للأمم المتحدة، قُتل فيها حتى الآن حوالي 500 شخص.
وتدير العلاقة بين إسرائيل والسودان هيئتان: وزارة الخارجية المسؤولة عن الاتصالات مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، و"الموساد" المسؤول عن الاتصالات مع قائد ميليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي".
وتابع كبار مسؤولي الاحتلال عن كثب المفاوضات التي كانت تجري في السودان بمحاولة للتوصل إلى اتفاق حول تشكيل حكومة مدنية، وعندما زار وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين الخرطوم في فبراير، أكد أنه بدون إقامة حكومة مدنية في السودان سيكون من الأصعب دفع اتفاقية تطبيع بين إسرائيل والسودان.
وأكد مسؤولون كبار في وزارة خارجية الاحتلال أنه منذ اندلاع القتال في السودان، أرسل وزير الخارجية إيلي كوهين والمدير العام لوزارته رونين ليفي رسائل وتحدثا مباشرة إلى برهان وحميدتي، لوقف القتال، كما أرسل كبار المسؤولين في "الموساد" رسائل إلى كلا الجانبين في السودان مطالبينهما بوقف التصعيد.
وشهدت المحادثات مع الجنرالين السودانييْن تقدما في الأيام الأخيرة، وقدم كوهين عرضاً للاثنين للحضور إلى تل أبيب، وعقد اجتماع للتوصل إلى اتفاق من شأنه إنهاء القتال واستئناف المفاوضات السياسية.
وأوضح المسؤولون أن كلاً من البرهان وحميدتي لم يستبعدا إمكانية حضور مثل هذا الاجتماع، ما كون انطباعاً بأن الطرفين ينظران في الأمر بشكل إيجابي.
ونسق الاحتلال تحركاته الدبلوماسية في السودان مع إدارة بايدن ومع دول أخرى في المنطقة مثل الإمارات، وأبلغتهم مسبقاً باقتراح عقد قمة مصالحة بين البرهان والحمادي.
ودافع الاحتلال بالوسائط يتعلق بالخوف من أن تدهور السودان إلى حرب أهلية متجددة سيدمر البلاد ويمنع إقامة حكومة مدنية ويزيل من جدول الأعمال إمكانية التوصل إلى اتفاق تطبيع.
وقال كوهين لموقع "واللاه" إنه منذ زيارته للخرطوم قبل ثلاثة أشهر، والتي روج خلالها لتوقيع اتفاق التطبيع، ظل على اتصال مع مختلف الأطراف من أجل تعزيز العلاقات بين الطرفين.
وقال كوهين "إذا كانت هناك طريقة يمكن لإسرائيل من خلالها المساعدة في إنهاء "الحرب والعنف في البلاد سنكون سعداء جدا للقيام بذلك".