مواطنون يشتكون: غلاءٌ فاحش على أسعارِ السلع الأساسية خلال رمضان
كتب محمــد عوض
يشتكي المواطنون من ارتفاع حادٍ على أسعار السلع الغذائية الأساسية في محافظات الضفة الغربية، خلال شهر رمضان المبارك، في وقتٍ ما زالت فيه رواتب الموظفين الحكوميين تصرف منقوصةً (80-85%)، الأمـر الذي أثارَ حالةً من الاستياء الواسع، يُعبّر عنه من خلال منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
بياناتٌ عديدة أصدرتها وزارة الاقتصاد، تحدد أسعار السلع، والتبليغ عن المخالفين، لكن الكثير من المواطنين يرون بأنّها حبر على ورق، حيث وصلَ سعر كيلو غرام الدجاج، في عددٍ من المناطق 22 شيقلاً، فيما بيع بمناطق أخرى ما بين 19-21 شيقلاً، وهو ما يتعارض مع ما حددته وزارة الاقتصاد "17 شيقلاً".
إلى جانبِ ذلك، فقد بيعت سلع أخرى بأسعار مرتفعة مقارنةً مع ما كانت عليه قبل شهر رمضان، منها، وعلى سبيل المثال: أرز أبو غربية، وزن 5 كغم، حيث كان بـ30 شيقلاً، ووصل اليوم إلى 36 شيقلاً في البقالات الصغيرة، والمحلات التجارية المتوسطة، بينما يباع في الأسواق الكبرى أقل من ذلك.
وسخرَ مواطنون، من الارتفاع الكبير على سعر "البصل"، الذي وصلَ إلى 10-12 شيقلاً، والفلفل الحلو 10 شواقل، الفاصولياء الخضراء (15-25) شيقلاً للكيلو الواحد، الخيار (5-8) شواقل، لحم العجل (45-50) شيقلاً، لحم الجدي (80-90) شيقلاً، وغيرها، وهو ما يضع أعباءً غير محدودة على كاهل المواطن العاجز أساسًا.
التعليقات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تفسر حالة الضيق الذي يعيشها المواطن الفلسطيني، حيث علَّقَ الكثير منهم: "بأن الراتب كاملاً لا يكفي لعزيمة واحدة خلال الشهر الفضيل"، وكتب آخر: "أفضل شيء مقاطعة الدجاج حتى انخفاض سعره"، وتساءل آخر: "كيف سيخرج التاجر الذي يتعمّد رفع الأسعار زكاة أمواله؟".
موقع "فرانس 24" العالمي، أعدَّ تقريرًا، مؤخرًا، عن غلاء الأسعار في الضفة الغربية، حيث أشار إلى أن ازدحام الأسواق لا يعكس حجم التسوّق، حيث يؤكد التجار بأن البيع بات محكومًا بمواعيد معينة فقط، كموعد صرف رواتب موظفي القطاع العام، وهو ما شرحه التاجر "أنور أبو أسامة" خلال حديثه.
وتحدّث التقرير، عن رواتب الموظفين الحكوميين، التي تبلغ شهريًا 170 مليون دولار أمريكي، وأنّها المحرّك الأساسي للأسواق، وهذا ما علَّق عليه الخبير الاقتصادي "جعفر صدقة"، حيث أوضح: "الرواتب هي من تعطي الحيوية للأسواق"، في لفتٍ واضح للانتباه، إلى تراجع قيمة المشتريات مع استمرار صرف الراتب منقوصًا.
وكان الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، قد أعلن عن ارتفاع واضح وبنسبة كبيرة في أسعار الكثير من المواد الغذائية بالأسواق لهذا الشهر، بداية من أسعار البيض التي ارتفعت بنسبة 7.69%، و3.22% بسعر السجائر، و11.84% بسعر منتجات الدجاج الطازج، و11.39% في أسعار الخضار الطازجة في أسواق الشرق الأوسط.
وحتّى لو صرفت الحكومة هذا الشهر، راتبًا كاملاً للموظفين، وفقًا لما أعلنت عنه في وقتٍ سابق، لن يكون كافيًا لحل الإشكاليات الهائلة التي تركها صرف الراتب منقوصًا لما يزيد عن 15 شهرًا، مما راكم ديونًا على المواطنين، كون الراتب لم يكن كافيًا أساسًا، وهو ما قادَ نقابات عديدة، للمطالبة برفع سقف الرواتب، والعلاوات، وغيرها، وهو ما أدى إلى إضراباتٍ في عديدٍ من القطاعات، خاصةً التعليم.