إسرائيل تعارض مسودة أمريكية بسبب "نزع سلاح غامض" لحماس.. وتُحذر من تصعيد في لبنان
كشف محلل الشؤون العسكرية في موقع "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي، اليوم الأربعاء، أن إسرائيل تعارض بشدة فقرة واحدة فقط في المسودة الأمريكية المقدمة لبعض أعضاء مجلس الأمن الدولي بشأن إنشاء "قوة استقرار دولية" في قطاع غزة، وهي الفقرة المتعلقة بنزع سلاح حماس وفصائل المقاومة الأخرى.
وأوضح بن يشاي أن المسودة لم تُعرض بعد رسمياً على مجلس الأمن، ولم يطلع عليها جميع الأعضاء الـ15، كما لا يزال غير واضح موعد الانتهاء من الصيغة النهائية أو الدول المشاركة في القوة.
وأكد أن الولايات المتحدة لا تطلب قراراً بموجب الفصل السابع (الذي يسمح باستخدام القوة)، بل وثيقة غامضة تمنح المجلس "رعاية رمزية" لقوة يقيمها ترامب بالشراكة مع دول عربية وإسلامية، تحت إشراف "مجلس السلام" برئاسة ترامب وتوني بلير، ومركز تنسيق في كريات غات يضم 40 دولة.
الفقرة الإشكالية: في خطة "20 نقطة" الأصلية لترامب، استُخدم مصطلح نزع السلاح (Disarmament)، لكن المسودة الحالية تستبدله بـ إخراج السلاح من الخدمة (Decommissioning)، وهو مصطلح غامض يسمح لحماس بالاحتفاظ بسلاحها عملياً، بما في ذلك الأسلحة الخفيفة، دون تسليمها لجهة خارجية تضمن منع وصولها إليها مستقبلاً.
كما تعارض إسرائيل اللجوء إلى الأمم المتحدة كمرجعية، خوفاً من تأثيرها على تفويض القوة وقواعد إطلاق النار، مما قد يؤدي إلى "يونيفيل جديدة" تفشل في نزع سلاح حماس كما فشلت مع حزب الله، وتعيق إسرائيل عن تحقيق أهدافها: القضاء على التهديد ومنع إعادة بناء القدرات العسكرية.
الجبهة اللبنانية
في لبنان، تمارس إسرائيل ضغطاً سياسياً وعسكرياً على الحكومة وحزب الله لتسريع نزع سلاح الأخير.
الجيش اللبناني يعمل جزئياً في الجنوب لتدمير مواقع صواريخ ومخازن ذخيرة، لكنه لا يمنع حزب الله من إعادة بناء بنيته التحتية (مصانع، أنفاق). المشكلة الأكبر في وادي البقاع وشرق لبنان، حيث بدأ تهريب أسلحة وتقنيات من العراق عبر إيران بكميات صغيرة.
مصدر أمني إسرائيلي أكد لـ"يديعوت" أن إسرائيل تهاجم كل محاولة تهريب أو تعافي، وأن حزب الله يركز على استعادة نفوذه الداخلي لإثارة خوف الحكومة من حرب أهلية، وليس بالضرورة مهاجمة إسرائيل.
وختم بن يشاي: إسرائيل ستستنفد الضغط السياسي والتهديدات العسكرية أولاً، فإن لم تنجح، ستضطر لتصعيد الهجمات- بالتنسيق مع واشنطن- للقيام بما ترفضه بيروت وحزب الله.