قصة الناجي العربي الوحيد من غرق "تيتانيك"

في مثل هذا اليوم منذ 107 أعوام، كان "حمد حسب" المصري الوحيد على متن السفينة والناجي العربي الوحيد، من بين 88 لبنانيا لاقوا حتفهم مع 1429 شخصا، بعد أن ارتطمت سفينة تيتانيك بجبل جليد في المحيط الأطلسي وغرقت.

وفي العام الماضي، أزاحت الصحفية المصرية ياسمين سعد (29 عاما) عن هذا الكشف المثير، بعد أن أمضت 3 سنوات (2015-2018) في البحث عن أي تفاصيل تتعلق بهذا المصري الذي وصف بـ"الغامض"، وتعرفت إليه عبر الموقع الرسمي للسفينة Encyclopedia Titanica.

وذكر هذا الموقع أنه لم يتوصل إلى أي معلومات تتعلق بحمد حسب، الأمر الذي حرك فضول الصحفية ياسمين سعد لمعرفة تفاصيله المفقودة.

ومن القاهرة، تحدثت ياسمين سعد قائلة: "يبدو أن حمد حسب كان كتوما، لم يكتب معلوماته على بطاقة السفر عبر السفينة".

وتسرد ياسمين سعد تفاصيل رحلتها في البحث عن معلومات عن حياة حمد حسب الغامضة، بقولها: "لم أجد أي تفاصيل عنه في المؤسسات الحكومية المصرية (دار المحفوظات ودار الوثائق والبريد) فنشرت مدونة على الإنترنت، وطالبت فيها من يعرف المصري الوحيد الناج من غرق تيتانيك بالتواصل معي".

وبالفعل تواصلت إحدى معارف عائلة حسب مع ياسمين، التي علمت أنه كان يعمل مرشدا سياحيا، وترك زوجته في الشهر الثالث من حملها بعدما تلقى دعوة سفر مع شخص تعرف إليه في إحدى زياراته للقاهرة، وهو هنري هاربر صاحب دار نشر هاربر.

وبحسب ما توصلت إليه ياسمين، فقد سافر حمد حسب بصحبة هاربر وزوجته ميرا من القاهرة إلى لندن ومنها إلى نيويورك عبر السفينة "تيتانيك".

وكانت هذه الرحلة هي الأولى للباخرة التي أطلق عليها "السفينة التي لا تغرق".

كان حمد حسب العربي الوحيد الذي يجلس في الدرجة الأولى بصحبة هاربر وزوجته، وفي اليوم المشؤوم، كان يتجول في "تيتانيك" عندما سمع بالصدفة مراقب السفينة وهو يقول أن الجبل الجليدي شق بدنها من المنتصف، وأنهم سيغرقون لا محالة، فأسرع إلى هابر وميرا وأبلغهما بالخبر.

وبعد رحلة طويلة من البحث، قالت ياسمين سعد: "شعرت أنني أعرف حمد حسب، وأنني واحدة ممن كانوا على متن السفينة وأعيش مع ركابها، بعدما قرأت تفاصيل كثيرة جدا عنها، وشاهدت صورا أكثر".

ارتبطت ياسمين إنسانيا بحمد حسب الذي ظلت تبحث عن قصة حياته الغامضة طيلة 3 سنوات، حتى إنها علقت صورته على خزانة ملابسها، وقالت: "عندما انتهيت من التحقيق شعرت أنني واحدة منهم، لم أتمالك نفسي في لحظة الغرق وبكيت".

وبحسب الوثائق وما توصلت إليه ياسمين، كان حمد حسب الناجي العربي الوحيد من حادث الغرق المأسوي، لكنه ظل 3 سنوات متغيبا عن المشهد من بعد نجاته وحتى وصوله إلى مصر.

وحصلت ياسمين سعد من عائلة حمد حسب على بطاقة بريدية كتبها بخط يده وأرسلها إلى عائلته، لطمأنتها على نجاته بعد أيام من غرق "تيتانيك".

وأشارت ياسمين إلى أنها ألّفت رواية خيالية عن السنوات الثلاث الغامضة بحياة حمد حسب، التي لم يعلم عنها أي شخص رغبة منه في كتم هذا الأمر، وصدرت الرواية في الدورة الأخيرة من المعرض الدولي للتاب في القاهرة.

وكان فيلم "تيتانيك" الذي عرض عام 1997 حقق إيرادات تجاوزت 1.8 مليار دولار في أنحاء العالم، مما جعله أكثر الافلام تحقيقا للربح في تاريخ السينما.