ما هي قصة "مريم" وما الشبه بينها وبين "الحوت الازرق" !!
انتشر بالآونة الأخيرة مجموعة من التطبيقات والألعاب الإلكترونية التي تتسم بطابع الرعب والإثارة، وعادة ما تكون تلك الألعاب من مصادر أجنبية مثل لعبة بوكيمون ولعبة الحوت الأزرق، وقد ظهر مؤخرا النسخة العربية من تلك الألعاب ولاقت رواجاً كبيراً في الوطن العربي ولا سيما في الدول الخليجية، لعل أشهرها وأحدثها لعبة مريم التي حصلت على نسبة عالية من التحميلات على المتاجر الإلكترونية منذ بداية إصدارها في شهر يوليو 2017، كون هذا نوع من الألعاب يعتبر جديدا على الساحة العربية. لعبة مريم، أثارت جدلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي فالبعض اعتبرها لعبة تجسسية تخترق حسابات المستخدمين، والبعض الآخر أرجأ خطورتها إلى أبعادٍ سياسية تهدد الأمن العام في المنطقة العربية، إلا أن مطورو اللعبة عارضوا تلك الآراء وصرحوا أن لعبة مريم ماهي إلا لعبة هدفها الرئيسي هو التسلية فقط من خلال إثارة الرعب عبر المؤثرات الصوتية والمرئية التي طالما تجذب المستخدم إليها.
قصة لعبة مريم المرعبة
تدور قصة لعبة مريم حول فتاة صغيرة تبدو مخيفة الشكل تدعى “مريم” في الغابة تتوه عن منزلها، فتستنجد بالمستخدم (اللاعب) كي يساعدها للعودة إلى المنزل، وخلال رحلة وصولها تبدأ بطرح الأسئلة، وعلى المستخدم أن يجيب على كل سؤال يتم طرحه، والملفت هنا أن الأسئلة التي يتم طرحها من قبل الفتاة تعتبر غريبة بعض الشيء حيث تسأل عن مكان إقامة المستخدم وهويته وأشياء أخرى، وهذه الأسئلة تكون في بدايتها بسيطة إلا أنها تتطور إلى أكثر من ذلك حيث تصل إلى انتهاك خصوصية المستخدم أو سؤاله بأسئلة سياسية ليست لها علاقة بمغزى اللعبة، وبين كل مرحلة وأخرى تخبر الفتاة المستخدم بأنها ستكمل الجولة الجديدة في اليوم التالي، فيضطر اللاعب إلى الانتظار يوم كامل ليستأنف رحلة البحث عن منزل الفتاة عبر الإجابة عن الأسئلة والمثول إلى أوامر الفتاة. ومن ضمن الأوامر التي تطلبها الفتاة هو الدخول إلى إحدى الغرف في أرجاء المنزل لتبحث عن والدها في أحد أركانه وسط مؤثرات صوتية ومرئية لمزيدٍ من الإثارة وبث الرعب في نفوس المستخدمين ليعيشوا لحظات تشويقية أثناء اللعب.
أسباب ذعر المستخدمين من اللعبة للوهلة الأولى يعتقد اللاعبين بأن لعبة مريم ماهي إلا لعبة مثيرة مثل بقية الألعاب الإلكترونية التي تتسم بالرعب والإثارة، إلا أنها أحدثت ضجة كبيرة بعد استخدامها لعدة أسباب وهي:
كان للمؤثرات الصوتية والمرئية في اللعبة دوراً كبيراً لبث الرعب في نفوس المستخدمين، فهي تملأ أجواء اللعبة بالإثارة والغموض فتخفق قلوب المستخدمين وخاصة الأطفال منهم، وهذا يعد خطرا جسيما على الأطفال.
شبّه الكثير من مستخدمي لعبة مريم بلعبة الحوت الأزرق، ولهذا، فقد حذر الخبراء بأنها قد تؤدي إلى حدوث حالات انتحار كما حصل بالفعل لمستخدمي لعبة الحوت الأزرق التي انتحر على إثرها عددا من المراهقين، وذلك لأن اللعبة تمتلك معلومات خاصة جدا بالمستخدم وفي حال الانسحاب من اللعبة تبدأ بالتهديد بإفشاء خصوصياتهم إلى ذويهم.
تضمنت أسئلة الفتاة مريم للمستخدمين بعض الجوانب السياسية الحالية على الساحة العربية وكان أبرزها سؤالها عن الأزمة القطرية والحصار الذي فرض على قطر بعض الدول الخليجية والعربية، مما أثار تساؤلات عديدة بين المستخدمين عن أهداف مطورو اللعبة من الأسئلة التي تتضمن أبعاد سياسية قد تزيد الأزمة العربية حدة وتهدد الأمن العام بحسب ما تداوله نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
ردود الأفعال حول مخاوف اللعبة
تباينت ردود الأفعال بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حول ما إذا كانت لعبة مريم تستحق هذه الضجة الكبيرة التي حصلت عليها أم لا، حيث تصدر هاشتاج #لعبة_مريم أعلى التريندات على موقع التواصل الاجتماعي تويتر خاصة في دول الخليج العربي ومصر منذ بداية إصدارها. فهناك آراء عديدة أكدت على أن هدف لعبة مريم الرئيسي هو التجسس على المستخدمين واختراق أجهزتهم الذكية.
فبعض المستخدمين نشر على حسابه في إحدى مواقع التواصل الاجتماعي أنه عندما حاول حذف اللعبة من هاتفه لم يتمكن من ذلك، وشدد المستخدمين على عدم الإدلاء بأية معلومات حقيقية في اللعبة كالاسم والمكان لاعتبارها لعبة استخباراتية تستخدم الأطفال طعماً للحصول على المعلومات التي تريدها.
بينما رأى خبراء تقنيون بأن ما يشاع على مواقع التواصل مبالغ به واللعبة فقط للتسلية ولا يمكنها اختراق الأجهزة الذكية أو الوصول إلى منصات مواقع التواصل والحصول على قائمة أصدقاء المستخدمين واستغلالها، خاصة أن لعبة مريم مرخصة من قبل متجر أبل وتم التدقيق بها من قبل الشركة. ع
ن مطور لعبة مريم
نفى مطور لعبة مريم الشاب السعودي ” سليمان الحربي ” ما يقال حول خطورة لعبة مريم بأنها لعبة استخباراتية وتجسسية تحاول اختراق الأجهزة لأهداف خبيثة أو أن لها أبعاد سياسية كما أشيع، وأكد الحربي على أن لعبة مريم هي فقط لعبة للتسلية، وكل ما يقال هو شائعات لا أكثر، حيث أكد على أن المعلومات التي ترد من قبل المستخدم لا يتم حفظها. ومن جانبٍ آخر نفى المطور سليمان الحربي أن تكون اللعبة شبيهة بلعبة الحوت الأزرق وأكد على ذلك من خلال اللعبة بعد تطويرها حيث تخبر الفتاة مريم بأنها لعبة مختلفة عن لعبة الحوت الأزرق عند دخول المستخدم إليها.