شبكة الشرق الأوسط للابتكار في التعليم تنظمها لقاءها الوطني الثالث في فلسطين
وكالة الحرية الاخبارية - بهدف توفير الفرصة لأعضاء شبكة الشرق الأوسط للابتكار في التعليم للالتقاء والتشبيك والتشاور والإطلاع على آخر المستجدات في مسيرة الشبكة، وإبداء الآراء حول مستقبلها، والتحديات التي تواجهها. نظمت الشبكة لقاءها الوطني الثالث، وذلك في فندق الموفينبك في رام الله بمشاركة أكثر من 40 شخصا.
وفي الجلسة الأولى تحدث السيد وحيد جبران، رئيس اللجنة التوجيهية للشبكة، حيث أطلع المشاركين على عمل المجموعات المحورية، والشراكات الإستراتيجية التي نسجتها الشكبة مؤخرا مع عدة مؤسسات وشبكات، والبيان الذي أعدته فيما يتعلق بالتعليم بعد 2015.
كما تطرق جبران إلى التوجهات المستقبلية للشبكة، التي سيتم استضافتها إبتداء من آذار 2015 من قبل مبادرة الشباب للتطوير التربوي التي يقع مقرها في الأردن، وذلك بعد توقيع مذكرة تفاهم معها تتضمن أسس التعاون والعمل المشترك، بحيث يتم المحافظة على هوية واستقلالية الشبكة فيما يتعلق بإدارتها وآلية اتخاذ القرارات فيها، وإدارة موازنتها المالية.
ووضح جبران طبيعة التحضيرات الجارية لعقد الورشة الإقليمية الخامسة للشبكة التي سيتم تنظيمها أواخر تشرين ثاني في عمان، والتي سيكون محورها: "التعليم في حالات الطوارئ"، وأهمية الورشة في ظل الأوضاع التي تشهدها المنطقة، وما يتعرض له الحق في التعليم من انتهاكات. وأضاف أن هذه الورشة ستركز على ثلاثة جوانب، الأول: تطوير مناهج ومواد ومصادر تعليمية ملائمة للتعليم في ظل الطوارئ، والثاني: تدريب المعلمين وتوظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في سياق الطوارئ، والثالث: توفير بيئة تعلمية آمنة معززة بالدعم النفسي الاجتماعي للمعلمين والمتعلمين على حد سواء.
وتركزت الجلسة الثانية التي تولت إدارتها د. نهى عطير، على نتائج عمل المجموعات المحورية، حيث تحدث السيد زاهر عطوة باسم مجموعة "مهننة التعليم" وقدم عمل المجموعة حول معايير المعلم الجيد في فلسطين، والأردن، ولبنان، وسوريا كخطوة نحو التعليم الجيد والإبداع، واقتراح المجموعة جائزة المعلم القائد المتميز على مستوى هذه الدول من أجل نشر ثقافة الجودة والتميز والإبداع لدى المعلمين، والمساهمة في رفع مكانتهم الاجتماعية ورفع مستوى التعليم. بعد ذلك، قدم د. حكم حجة نتائج عمل مجموعة "تعلم استخدام التكنولوجيا في التدريس" التي تشكلت من مجموعة من الأكاديميين وقامت بتطوير دليل تعلم ذاتي يمكن المعلمين والمعلمات من اكتساب مهارة توظيف بعض الأدوات التكنولوجية المجانية المتوفرة من خلال شبكة الانترنت مثل: نظام إدارة المعلومات، وتصميم الخرائط المفاهيمية، وتصميم ألعاب الفيديو في التدريس. وفي نهاية الجلسة شارك الحضور بمداخلاتهم ووجهوا أسئلتهم للمتحدثين.
وفي الجلسة الثالثة التي يسرّها السيد سامر سلامة، جرى تناول شكل التنظيم الإداري للشبكة. وتم خلال الجلسة تقسيم المشاركين إلى أربع مجموعات عمل هي: الأولى مجموعة حقوق الأعضاء ومسؤولياتهم التي قام بتيسير عملها السيد زاهر عطوة، والثانية مجموعة حشد التمويل والموارد التي قام بتيسير عملها السيد ذوقان القيشاوي، والثالثة مجموعة متطلبات العضوية في اللجنة التوجيهية ومسؤولياتها التي قام بتيسير علمها السيد رفعت صباح، والرابعة مجموعة متطلبات العضوية وأشكالها التي قامت بتيسير عملها الدكتورة نهى عطير.
وعقدت الجلسة الرابعة والأخيرة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي، ومركز إبداع المعلم، والمجلس الثقافي البريطاني، وجاءت تحت عنوان "مسارات مبتكرة نحو التربية على المواطنة النشطة للجميع"
وإفتتح الجلسة د. بصري صالح الوكيل المساعد لشؤون التخطيط والتطوير في وزارة التربية والتعليم العالي وعضو الشبكة،الذي أكد على أن التربية على المواطنة جزء من إهتمام الوزارة، وتمثل هذا الإهتمام بمنهاج التربية المدنية، وتدريب المعلمين، وذلك للقناعة الراسخة بأهمية إنخراط الطلبة في قضايا مجتمعهم.
ووضح صالح أن الأمر لا يخلو من تحديات تتمثل في إنفتاح المجتمع على المدرسة، وبالعكس، وكذلك قضية المنهاج بكل مكوناته، حيث ينبغي أن يحتوي على مواقف من داخل المدرسة وخارجها، لإحداث حالة تفاعل حقيقية، ومن هنا يأتي التأكيد على حالة التكامل والشمولية بين المقررات الدراسية.
كما شدد صالح على أن موضوع التربية على المواطنة أيضا يجب أن ينعكس في إطار الخطط الموضوعة، وأن يرتبط بحوكمة النظام التربوي، بحيث تنعكس قيم المواطنة بالممارسة اليومية.
ثم قدم ميسر الجلسة السيد حذيفة جلامنة، عضو اللجنة التوجيهية للشبكة المتحدثين الرئيسيين، الذين تناولوا موضوع التربية على المواطنة من جوانب مختلفة، فقد بين السيد ثروت زيد، مدير عام الإدارة العامة للإشراف والتأهيل التربوي، أن التربية على المواطنة في وزارة التربية والتعليم تقوم على إطار مرجعي يتمثل بإعلان الإستقلال، والقانون الأساسي، ومسودة الدستور الفلسطيني. وأوضح زيد أن رؤية الوزارة تتمثل بمواطن فلسطيني يعتز بقيمه، غير منغلق على نفسه، ولديه آفاق عالمية. ولتحقيق ذلك تتبنى وزارة التربية والتعليم جملة من الأسس في التربية على المواطنة منها: القيادة المؤسساتية، والقدرة على التصرف في الموارد البشرية والمادية، وحسن التصرف في الإنجازات، والقدرة على التصرف في البيئة التعليمية، والجوانب الإجتماعية، والإقتصادية، والبيئية، والتكنولوجيا في التعليم.
وأوضح زيد أن النقلة النوعية تمثلت بآلية العمل بالمشروع، لتكريس التعلم من خلال العمل.
من جانبه تحدث السيد رفعت صباح، مدير عام مركز إبداع المعلم عن تطور مفهوم المواطنة في سياقات مختلفة، وإرتبطه لاحقا بالدولة، حيث أن الدولة الضعيفة والمستبدة تصّدر وتفرز العديد من القيم السلبية، وتقود إلى التطرف. ومن هنا يكون الإنتماء إلى العشيرة، وأحيانا إلى الحزب السياسي عوضا إلى الإنتماء للدولة.
ولكن النقيض هو ما يحصل في الدولة الديمقراطية، حيث مشاركة المواطنين، من هنا هدف مشروع المواطنة الذي ينفذه إبداع المعلم إلى تعزيز المشاركة الإيجابية، فقد صيغت منهجية المشروع بعناية، حيث تركز على المعرفة، والمهارات، وكذلك القيم، وهذا يعني رؤية وإطارا شاملا.
وبين صباح أن التربية على المواطنة ليست منفصلة عن نوعية التعليم، حيث تقود التربية على المواطنة إلى مخرجات إنسان متزن قادر على التفكير، والتحليل، والتفاعل مع الآخرين على أسس الإحترام والقبول، وهذا يؤسس لنهج بعيد عن التطرف السياسي والإجتماعي.
بدوره قدم السيد سعد الدين الحلواني تجربة المجلس الثقافي البريطاني، وهدف البرنامج المتمثل بتمكين المجتمعات المحلية من قيادة العملية التنموية الخاصة بها، ولهذا الغرض عمد المجلس إلى برنامج توأمة المدارس بين فلسطين وبريطانيا في موضوع المواطنة العالمية، حيث يسفر التفاعل عن مشاريع مشتركة.
وهناك أيضا الشق المجتمعي في تعزيز المواطنة الفاعلة، حيث يندمج وينغمس المجتمع بفاعلية في هموم ومشاكل مجتمعهم، فيقدمون التبرعات، والعمل التطوعي، وهناك أمثلة قدمت قصص نجاح في قلقيلية، والخليل، وغيرها من المناطق الفلسطينية.
وقدمت السيدة خديجة عويضات عمل إحدى المجموعات المحورية في الشبكة، المكونة من أعضاء من فلسطين والأردن، والهادف إلى تقديم تصور مقترح للتربية على المواطنة من منظور حقوقي، حيث تم مراجعة مقررات التربية المدنية في لبنان، والأردن، وسوريا، وفلسطين للمرحلة الأساسية، والتوصل في ضوء المراجعة إلى تصور مقترح لدرس قائم على هذه المنظومة.
وإستعرضت عويضات منهجية العمل، وختمت بجملة من التوصيات التي خرجت بها الدراسة والمتمثلة بضرورة بناء أو تطوير مناهج تربية المواطنة بما يتوافق ومؤشرات المواطنة الفاعلة من منظور حقوقي، والتركيز على استراتيجيات التعلم النشطة في تدريس قيم واتجاهات ومهارات المواطنة الفاعلة، وضرورة مراعاة منظومة المدى والتتابع لدى بناء أو تطوير مناهج تربية المواطنة، والإهتمام بمعيار الشمولية للمجالات الثلاث المعرفية، والمهارية، والقيمية لدى بناء أو تطوير مناهج تربية المواطنة، وتضمين مؤشرات تربية المواطنة الفاعلة في موضوعات المباحث الدراسية المختلفة.