مصر: محافظ الأقصر الجديد عضو في جماعة متشددة قتلت 58 سائحا
وكالة الحرية الاخبارية - دعا المحافظ الجديد للأقصر بمصر، الذي ينتمي لجماعة إسلامية متشددة، نسب لها شن هجوم مميت على الأجانب، في المنطقة، قبل 16 عاما، السائحين لزيارة المدينة، مؤكدا أنهم سيتمتعون فيها بالأمان التام.
وتسبب تعيين عادل محمد الخياط، محافظا للأقصر، بقرار من الرئيس محمد مرسي، في صيحات احتجاج، وشارك متظاهرون، اليوم الثلاثاء، في احتجاج لليوم الثاني، ووصف احد المنتقدين قرار مرسي بأنه "مسمار آخر في نعش السياحة".
ودفع القراروزير السياحة هشام زعزوع، وهو وزير مستقل من الخبراء المتخصصين، للكشف عن انقسام في الحكومة، بشأن تعيين الخياط، بقوله: إن التعيين تسبب في أزمة عميقة وله "تداعياته الخطيرة" على السياحة المصرية.
لكن المحافظ الجديد (60 عاما) شدد اليوم على أنه سيعمل لتنمية السياحة. وأعلن أن "الأقصر مفتوحة لجميع السائحين من جميع دول العالم، وهم في رعاية الدولة. والدولة مسؤولة عن أمانه (السائح) وعن رعايته وعن كل ما يتعلق بالسائح".
وكان الخياط عضوا في الجماعة الإسلامية، حين ارتكب مسلحون منها مذبحة عام 1997، في معبد حتشبسوت بالأقصر، قتل فيها 58 سائحا أجنبيا، بالإضافة إلى أربعة مصريين، وكان الهدف من الهجوم، قطع عائدات السياحة، عن حكومة الرئيس حسني مبارك، الذي أطاحت به انتفاضة شعبية مطلع عام 2011 .
وقال الخياط، الذي أدى اليمين القانونية، أمام مرسي يوم الاثنين الماضي ، إنه انضم إلى الجماعة الإسلامية عام 1975 حين ظهرت في الجامعات، لكنه نفى أن له دورا في ماضيها المتشدد. وقال إنه شارك في نشاط منه الرحلات الطلابية، والندوات، وإنه التحق بعمل حكومي في وزارة الاسكان منذ عام 1986.
ويشير تعيين الخياط الى تزايد توثيق الروابط بين جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة والجماعة الإسلامية، وهي إحدى الحركات الأصولية المتشددة، التي انتقلت الى التيار الرئيسي للسياسة منذ الإطاحة بمبارك.
وأثارت هيمنة الإسلاميين على السياسة في مصر، قلق معارضيهم، على مستقبل الآثار الفرعونية، التي يرى المتشددون، أنها ليست من الإسلام. لكن الخياط قال، إنه باعتباره مصريا يفخر بالتراث القديم لبلاده.
وقال:"المعابد لن يمسها أحد بسوء. بالعكس أنا حريص على نظافتها وإنارتها... وستكون الأقصر إن شاء الله في أبهى صورة". ووصف التماثيل بأنها عظيمة.
وسئل عن شرب الخمر، باعتباره من احتياجات السائحين، الذين تريد مصر أن تجذبهم إليها كمصدر للعملات الأجنبية، فقال: "السائح... لن يستطيع أحد أن يمسه بسوء وله مطلق الحرية في أن يتجول ويمشي في الأقصر كيف شاء".
ويحتج العاملون بالسياحة، أمام ديوان عام محافظة الأقصر، لثاني يوم على التوالي، وقد تذكروا الضربة الشديدة التي تعرضت لها حياتهم جراء مذبحة الأقصر. ولم يصل الخياط إلى المدينة بعد. وانخفض إقبال السائحين على المدينة خلال الفترة التي تلت ثورة 2011.
وقال وائل إبراهيم، نقيب المرشدين السياحيين بالأقصر، إن المرجعية المتطرفة للمحافظ الجديد، ستؤثر سلبا على السياحة، باعتبار أن هناك تركيزا دوليا على مصر في الفترة الحالية، وإن هذا سيضر بسمعة السياحة المصرية.
وقال ثروت عجمي، الذي يعمل أيضا في صناعة السياحة في الأقصر: إن تعيين الخياط دق مسمارا آخر في نعش السياحة في المدينة التاريخية.
وأيضا نسب إلى الجماعة الإسلامية المشاركة في اغتيال الرئيس أنور السادات عام 1981، قبل ان تبدأ تمردا مسلحا ضد الدولة في التسعينات. وللجماعة الإسلامية صلات بالقاعدة وزعيمها الروحي الشيخ عمر عبد الرحمن، المسجون في الولايات المتحدة لإدانته بالتحريض على نسف مركز التجارة العالمي في نيويورك.
لكن الجماعة نبذت العنف عام 2003، وأسست حزب "البناء والتنمية" بعد الإطاحة بالرئيس حسني مبارك عام 2011 الذي انضم إليه الخياط.
وقال الخياط، إنه استقال من الحزب بعد تعيينه محافظا هذا الأسبوع.
وقالت جماعة الإخوان: إن تعيينه محافظا هو "اختيار جيد" وإن نفوذ الجماعة الإسلامية في المنطقة سيحسن الحالة الأمنية فيها.