لجنة إعمار الخليل تواصل ترميم اكثر من 100 بئرا في البلدة القديمة للتخفيف من أزمة شح المياه
تعدّ مشكلة شح المياه من أبرز التحديات التي تواجه سكان البلدة القديمة في الخليل، حيث تعاني العديد من العائلات منذ سنوات طويلة من انقطاع المياه لفترات ممتدة، ما أثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية وظروفهم المعيشية.
وفي إطار البحث عن حلول عملية لهذه الأزمة، تواصل لجنة إعمار الخليل تنفيذ مشروعها النوعي لترميم وإعادة تأهيل اكثر من 100 بئر قديم في أحياء البلدة القديمة، في خطوة تهدف إلى توفير مصدر مائي مستدام للأهالي، إلى جانب الحفاظ على موروث المدينة التاريخي، وقد أنجزت لجنة اعمار الخليل حتى الآن ترميم 12 بئراً في مناطق مختلفة فيما تتواصل الأعمال بوتيرة عالية لإنجاز باقي الآبار المستهدفة، مع العلم أن كل بئر يخدم ما لا يقل عن ثلاث عائلات على الأقل، ما يضاعف أثر المشروع الإنساني والاجتماعي.
وأوضح المدير العام للجنة إعمار الخليل، الأستاذ مهند الجعبري، أن المشروع لا يقتصر على ترميم الآبار فحسب، بل يتضمن بعداً اجتماعياً واقتصادياً مهماً، قائلا: "يتيح المشروع فرص تشغيل للأيادي العاملة في البلدة القديمة، حيث يتم إشراك أفراد العائلات التي يقع البئر داخل منازلهم في أعمال الترميم، بما يحقق دخلاً مباشراً لهم إلى جانب الاستفادة من المياه."
وأشار الجعبري إلى أن المشروع يأتي بدعم من القيادة الفلسطينية ممثلة بفخامة الرئيس محمود عباس، وعطوفة محافظ الخليل، وإقليم وسط الخليل، إضافة إلى مساهمة المجتمع المحلي ورجال الأعمال، الذين قدموا نموذجاً مشرفاً للشراكة المجتمعية من أجل التخفيف من معاناة السكان وتعزيز صمودهم، كما أوضح أن الأعمال تشمل تنظيف الآبار وصيانتها، إعادة تدعيم جدرانها الحجرية، وتحسين أنظمة جمع وتخزين المياه بما يضمن استدامتها على المدى الطويل.كما واشار الجعبري ان المشروع اكتسب أهمية خاصة أيضاً من ناحية الحفاظ على العناصر المعمارية في المباني القديمة، إذ تعد الآبار جزءاً أصيلاً من النسيج العمراني للبلدة القديمة وتساهم في استدامة هذا الإرث الحضاري، كما أن أعمال الترميم تتم وفق معايير دقيقة تضمن الحفاظ على الطابع التاريخي للمباني وعدم المساس بمكوناتها الأصلية، ما يعزز الهوية المعمارية الفريدة للبلدة القديمة.
وأكدت لجنة إعمار الخليل أن المشروع، الذي لا يزال مستمراً، سيحدث نقلة نوعية في حياة الأهالي عند استكمال ترميم جميع الآبار المستهدفة، مشددة على أن هذه الجهود تأتي ضمن رؤية اللجنة لحماية البلدة القديمة وتحسين ظروف العيش فيها.