هل يعلق الشرع بين "سيدته" تركيا و"مؤيديه الجهاديين"؟
مترجم- كتب المحلل والصحفي الإسرائيلي الوف بن دافيد في معاريف- تستمر موجة التفجيرات في الشرق الأوسط، حيث لم تنتهِ بعد تداعيات انهيار حزب الله والمحور الشيعي. المنطقة ما زالت في طور إعادة التصميم، مع تحديات جديدة مثل سقوط الأسد، الذي كان يُعتبر تطورًا إيجابيًا ولكن قد يصبح تهديدًا. الجيش الإسرائيلي يجد نفسه مضطراً للبقاء في ثلاث مناطق حيوية: غزة ولبنان وسوريا.
الجولاني: قائد جديد بسوريا
أحمد الجولاني، المعروف بلقب "أبو محمد الجولاني"، الذي تولى قيادة سوريا، يبث الآن خطًا معتدلاً يسعى من خلاله إلى توحيد جميع الطوائف والفصائل في سوريا تحت قيادته. يريد الجولاني تشكيل نظام وطني شامل، ويحرص على الإبقاء على جيش الأسد باعتباره جزءًا من بنية النظام الجديد، رغم محاولاته لتجنب التفكيك. ومع استمرار الهجمات الصهيونية على الأسلحة الاستراتيجية في سوريا، يواجه الجولاني تحديات كبيرة، لا سيما من داخل جماعته الجهادية التي تدعم "داعش" وتعتبره "خائنًا" للجهاد.
التحالف مع تركيا وقطر
الجولاني يعقد تحالفات مع تركيا وقطر، اللتين أصبحتا القوة المؤثرة في سوريا بعد تراجع النفوذ الإيراني. تركيا تسعى لدخول مناطق جديدة في سوريا حيث يتراجع الإيرانيون، مما قد يخلق نقاط التقاء بين القوات التركية وجماعة الجولاني في المستقبل، مما يفتح احتمالات وجود حدود مشتركة مع تركيا.
التحديات المقبلة
أما بالنسبة للكيان، فإن تهديدات الجولاني تأتي من الداخل، حيث يواجه معارضة من بعض مؤيديه الجهاديين الذين يرفضون خطه المعتدل. إضافة إلى ذلك، تصاعد التوترات مع الأكراد في شمال شرق سوريا قد يتسبب في صدامات بين تركيا والولايات المتحدة. وفي مناطق أخرى مثل سيناء والأردن، يتوقع حدوث موجات تفجير إسلامية قد تنبع من التأثيرات السورية.
الوضع في لبنان والأردن
في لبنان، يواجه حزب الله تهديدًا من الجماعات المناهضة للشيعة، بينما في الأردن، حيث حصل حزب الإخوان المسلمين على نسبة كبيرة من المقاعد البرلمانية، تستعد الأسرة الهاشمية لمواجهة تحديات جديدة قد تهدد استقرار المملكة.
الجيش الصهيوني في لبنان
الجيش الصهيوني يواجه تحديات في لبنان، حيث يشعر بضعف في قدراته للبقاء طويلًا في المناطق المحتلة. وجود سفن صواريخ تركية في المنطقة يشير إلى صعود القوة التركية في الشرق الأوسط، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين دمشق وتركيا، وهل سيسعى أردوغان إلى جعل دمشق وكيلًا لتركيا؟
الخلاصة:
الشرق الأوسط في مرحلة إعادة تشكيل قد تحمل تحديات جديدة للكيان والمنطقة بأسرها، مع ظهور قوة تركيا المتزايدة وتوترات متصاعدة بين مختلف القوى في سوريا، لبنان، والأردن.28612:05