بلدية الخليل تحيي يوم التراث الفلسطيني الاحتلال يجرف 10 دونمات من الأشجار المثمرة في بيت أمر جيش الاحتلال يعتدي على المزارعين ويدمر محصول الزيتون شرق قلقيلية الاحتلال يقتحم بلدتي ترقوميا وبيت كاحل وينكل بالمواطنين قوات الاحتلال تقتحم "خلايل اللوز" جنوب شرق بيت لحم مانشستر يونايتد يعلن خضوع المغربي مزراوي لجراحة في القلب إصابة عدد من المواطنين بالاختناق خلال اقتحام بلدة الخضر جيش الاحتلال يعتدي على المزارعين ويدمر محصول الزيتون شرق قلقيلية الرئيس السابق للسي اي ايه: على إسرائيل ألا تغادر غزة هيئة بريطانية: تضرر سفينة إثر تعرضها لقذيفة قبالة سواحل اليمن اسرائيل تتحدّث عن عملية اغتيال في غارة وسط بيروت جيش الاحتلال يعلن مقتل 3 جنود بانفجار عبوة ناسفة في جباليا بوريل: قصف قوة الأمم المتحدة جنوب لبنان مرفوض وغير مبرر الخارجية: استيلاء الاحتلال على مقر "الأونروا" في القدس انتهاك صارخ للقرارات الأممية ومحاولة لتصفية قضية اللاجئين تصفيات كأس العالم: "الفدائي" يخسر أمام "أسود الرافدين" بهدف دون رد

مقيدة أرواحنا مابين الذكريات والأقدار (طيف غزة)

الحرية ـ تهاني العثامنة 

10-10-2024 الخميس عام وثلاثة أيام على حرب الإبادة المتواصلة على شعبنا بأكمله, حطت الحرب على أكتاف المواطنيين سوادها وكل ما ينبض في هذه البلاد أعلن حداده, دمرت آليات الحرب وطائراتها كل ما صادفته بطريقها من بنية بشرية ونفسية واجتماعية وتحتية وبنية كلية دون استثناء ولم تبقي شيء كمان كان, عاثت خرابا وتوسعت وكأنها جمعت كل ما يربط المواطن بهذه الأرض في كرة متدحرجة لتنفجر على شكل فوضى وانفلات , تخلق شعورا لا ينتهي من الملل والتعب وألف سؤال ومعنى والكثير من الكلمات غير المفهومة.

أصوات القصف والانفجارات بكل مكان ولكنها ليست مخيفة مقارنة بصوت دقات الساعة‚ دقائق طويلة تبدأ ولا تنتهي مليئة بالأحداث والأفكار والانتظار القاتل‚ الذي لا يرحم ‚ شباب هذه الدقائق شابت وأعصابها تلفت, حناجرها بحت , وملامحها تاهت.

هنا بيتنا أو كان بيتنا وهناك مدرستنا وهذا شارعنا وهذه حارتنا, هذا هوائنا وهذه سمائنا, هذه بلادنا نحن أين ذهب كل شي؟ وكيف تغير لهيئة مجهولة ؟ وما هذه الشوارع التي بتنا نسير فيها ؟ هذه ليست ملامحنا! وهذا الحطام ليس حطامنا ! كان هنا أجمل ذكرياتنا, ولم نكن يوما هكذا .

ملامح أبناء شعبنا في هذه البقعة من الوطن غريبة جدا و سوداء ومتهالكة تحمل ألف شعور, تمشي في شوارع القطاع بالتحديد , بعضها يسأل أين جثمان ابني , والآخر يبحث عن بقية جثمان والدته, وهناك صوت وكأنه يلاطم خده عله يستفيق ويفهم ما يحدث حوله, وهناك من يصرخ مناجيا السماء كل عائلتي استشهدت وأنا رضيت يا الله لكن أين جثامينهم؟ وبالقرب مني أشتم رائحة أمل لكن من نوع غريب, فالأمل بات يختبء أين ما وجد جثمان شهيد, وهذا مواطن فرح بإيجاد جثمان والده فهو من قسم المحظوظين بدفن رفات عائلاتهم وللأسف هم قلة.

لم يبقى شوارع ولا حارات ولا مدن ولا أسماء هي ساحة كبيرة جدا كل من عليها فان , عبارة عن حطام وخراب وقطع ملابس ممزقة ومن يرتديها جثمانه تبخر, هذه ليست غزة بل قصص وأحوال وأهوال أعتقد بأنها شبيهة ليوم القيامة .

هنا الكثير من القصص ورغم كثرتها لم تشمل القطاع بأكمله بل جزء منه, ولن أكمل لأني لم أجد معاني تتقن الوصف بدقة وأنا لن أكذب , لكنني سأتمنى شيء واحد فقط ألا حبذا وطنا, وأمنا , وعائلة, وجدران دافئة وما بعد ذلك يهون كل شيء.

وهنا سأقوم بطرح سؤال أخرس وأدرك تماما بأنه غير مسموع , لكنني سأطرحه على نفسي عل وعسى أن أجد الجواب يوما ما.

هل من آذان تسمع أنين هذه البلاد وأبنائها ؟

هل من آذان تسمع صريخ الأطفال؟ وحديث دموعهم الذي لا يسكت أبدا وشهيق شريانهم الممزق؟

ففي غزة حتى الرفات تتحدث, والجثامين تروي قصصا طويلة, والملامح تنقل الأخبار أفضل من أمهر صحفي ناقل للحقيقة, حتى الوان المدينة تخبرنا بما حدث وما يحدث, في غزة الحجر والشجر والبشر جميعهم ينقلون الحقيقة , ويساعدون في تغطية الحدث وكل بإسلوبه الخاص.

غزة الطفلة اليتيمة التي حاولت العبث مع الحياة علها تجد حالا أفضل من حالها سابقا, ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن, خانها الجميع, وقتلتها روحها المقاومة لكل ذل, ظنت بأن الجميع سيحاول إبعاد السكين السمج على رقبتها لتنجو, لكنهم انزعجو من صوت أنينها, وحاولوا حد السكين لتصبح أقوى وأسرع .

نحن بفلسطين نفذت عصارة أرواحنا وانتهى فصل الربيع من أفكارنا, ولن أقول خيم اليأس على عقولنا وبتنا محبطين لدرجة لم نعد نرى نورا حتى لو كان بسيطا في أخر النفق, ولكننا تعبنا للحد الذي لا يوصف, فكل شيئ ضاق وضاع ودفنا ولكن الجميل بين كل هذه الكلمات السوداوية بأننا ما زلنا أحياء, والأجمل بأننا حتى واذا متنا نبقى أحياء, جميعنا شهداء في هذا الوطن وقال ربنا الكريم بكتابه العظيم" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء يرزقون"

هلكنا حقا ولم ينفذ الأمل منا, كم تمنينا وخططنا وحلمنا وجئنا لننفذ فكان للأقدار رأي آخر, ومع ذلك رضينا يا الله.