صندوق الاستثمار ينفذ برنامجا إغاثيا عاجلا في قطاع غزة
صمّم صندوق الاستثمار برنامجاً عاجلاً يشمل مجموعة من التدخلات العاجلة في القطاعات الإغاثية والصحية والتعليمية، إذ إن هذه القطاعات هي الأكثر تضرراً من الحرب في قطاع غزة، وهي بحاجة إلى المزيد من الدعم والإسناد.
فقد تم إطلاق هذا البرنامج في قطاع غزة قبل العدوان الذي يشنّه الاحتلال منذ نحو عام، ويهدف إلى دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة العاملة في قطاع غزة، من خلال تقديم منح تشاركية لتلك المشاريع، وبتنفيذ مؤسسة مجتمعات عالمية Global Communities.
وقال الصندوق، إنه في أعقاب العدوان على القطاع، عمل على تطويع الإمكانيات والشراكات المتعددة، بهدف إعادة تشكيل البرنامج ليتناسب مع تبعات الحرب والعدوان على القطاع، وبما يلبي الاحتياجات الطارئة التي خلّفتها الحرب المتواصلة ضد أبناء شعبنا. وفي هذا السياق، قدّم البرنامج منحاً لمجموعة من المشاريع في قطاعات حيوية، مثل دعم بئر ارتوازية بنظام الطاقة الشمسية، للمساهمة في حصول حوالي 8,400 شخص على المياه الصالحة للشرب والاستخدامات اليومية والزراعة.
كما قدّم البرنامج منحاً لمشاريع في قطاع الأغذية مثل تجهيز وبناء مطبخ متكامل بمعداته وأدواته اللازمة، لتقديم الوجبات الغذائية لحوالي 22 ألف شخص، ومنحة لعدد من المخابز والأفران بهدف تحسين قدرتهم الإنتاجية، والمساهمة في تخفيض أسعار الخبز، وتوفير فرص عمل فيها، وتمكينها من إعداد الوجبات الغذائية، والخبز، لأعداد أكبر من أهلنا في القطاع.
وتتم حالياً دراسة المزيد من الطلبات لمشاريع أخرى في مجالات حيوية، سيكون لها تأثير مجتمعي لدعم صمود أهلنا في القطاع.
كذلك، انضم الصندوق كشريك للمبادرة التي أطلقتها مؤسسة النيزك للتعليم المساند والإبداع العلمي، لتطوير مناهج استدراكية للمساهمة في تعويض الفاقد التعليمي للطلبة في قطاع غزة، حيث تم إنشاء 18 مركزا تعليمياً في كل المناطق التي يمكن العمل بها في هذه الظروف، وإيصال المنهاج إلى أكثر من 2500 طالب وطالبة، وذلك بعد تنفيذ تدريب لمئات المعلمين. وتم العمل على تطوير مناهج استدراكية للصفوف من السابع وحتى التاسع في تخصصات المواد الأساسية وهي: اللغة العربية، والعلوم والرياضيات، واللغة الإنجليزية، وذلك استكمالا لبرنامج مؤسسة النيزك الحالي في الصفوف من الرابع وحتى السادس.
ويهدف البرنامج إلى المساهمة في تعويض الطلبة الفاقد التعليمي، جراّء حرمانهم من العام الدراسي بسبب العدوان على القطاع، وتمكينهم من الحصول على التعليم في المواد الأساسية أسوة ببقية أقرانهم، مع العلم أن هذا البرنامج سيتوسع قريباً ليشمل صفوفاً إضافية وشريحة أوسع من الطلبة.
وأعدّ الصندوق برنامجاً بالتعاون مع عدد من المؤسسات المحلية والدولية، بهدف تقليص الفاقد التعليمي من خلال تدريس مناهج استدراكية لصفوف السابع وحتى التاسع تشمل آلاف الطلبة، وذلك استكمالاً للمناهج التي تم إنجازها للصفوف من الرابع وحتى السادس، مع فرصة التوسع في هذا البرنامج ليضم صفوفاً إضافية، وأعداداً أكبر من الطلبة.
وفي السياق، يدعم الصندوق المدرسة الأميركية الدولية في قطاع غزة، من خلال مساعدة أكثر من 100 من طلبة الثانوية العامة فيها، الذين كانوا في جمهورية مصر العربية بعد ربطهم بعدد من مدارس الضفة الغربية لاستكمال تعليمهم، ما ساهم في اجتيازهم العام الدراسي بنجاح.
وقال الصندوق إنه منذ بدء العدوان على قطاع غزة، ركّز برنامجه للمسؤولية المجتمعية على دعم مؤسسات المجتمع المحلي في القطاع، بهدف رفدها بالموارد المالية التي تمكّنها من تنفيذ مبادراتها الإغاثية، الهادفة إلى دعم صمود أهلنا في القطاع في وجه العدوان، وحصولهم على المستلزمات الصحية والغذائية.
بالإضافة إلى ذلك، حرص الصندوق على تقديم الدعم للمؤسسات العاملة مع ذوي الإعاقة، وهم بالتأكيد من أكثر الفئات تضرراً من العدوان، ويحتاجون إلى أجهزة ومستلزمات طبية خاصة بهم، قد يسبب انقطاعها تعريض حياتهم للخطر، الأمر الذي دفع بالصندوق إلى اتخاذ خطوات داعمة لهذه الفئة، من خلال تمكين المؤسسات العاملة مع ذوي الإعاقة من الحصول على الأجهزة والأدوات التي يحتاجون إليها، مثل المعينات السمعية والبطاريات والنظارات الطبية وغيرها.
ويهدف برنامج المسؤولية المجتمعية الذي ينفذه الصندوق إلى تمكين مؤسسات المجتمع المحلي من القيام بدورها، وهو دعم المجتمع بمختلف فئاته. وفيما يتعلق بقطاع غزة، فقد ساهم الصندوق في دعم مجموعة من المؤسسات العاملة في قطاعات إنسانية حيوية، مثل القطاع الصحي والغذائي، وهي القطاعات الإنسانية التي تحتاج إلى تدخلات عاجلة، وبالفعل، فقد بلغ عدد المستفيدين من الدعم الذي قدّمه الصندوق ضمن برنامج المسؤولية المجتمعية في قطاع غزة أكثر من 8,000، حصلوا على مستلزمات طبية، وأدوات صحية ووجبات غذائية.
كما انضم الصندوق كشريك إستراتيجي إلى مبادرة أطلقها بنك فلسطين، تهدف إلى دعم منظومة الابتكار والشركات التكنولوجية الناشئة في فلسطين، التي تضرّرت بشدة جراء الحرب المدمرة على قطاع غزة، والتي تقوم حاضنة التكنولوجيا "انترسكت"، التابعة لمجموعة بنك فلسطين بتنفيذها.
وتقدم المبادرة منحا للشركات الفلسطينية الناشئة في قطاع التكنولوجيا في مراحلها المبكرة، في قطاع غزة والضفة الغربية، لتوفّر لها دعماً مالياً لنشاطاتها اليومية من أجل ضمان استمراريتها وبقائها، كما تقدم المبادرة منحاً للشركات القائمة أو للمتعاقدين المستقلين (Freelancers)، وذلك من أجل تمكين الشركة من الاستمرار في احترام التزاماتها التعاقدية مع الشركات الخارجية التي تقوم بخدمتها وتعزيز فرصة استدامتها.
ونجحت المبادرة حتى الآن في دعم حوالي 18 من الشركات التكنولوجية الناشئة والقائمة، بالإضافة إلى 20 من المتعاقدين المستقلين (Freelancers)، ويساهم في هذه المبادرة إلى جانب بنك فلسطين والصندوق عدد من رجال الأعمال الفلسطينيين المغتربين والإخوة العرب في منطقة الخليج العربي، ومن المتوقع أن يبلغ عدد الشركات المستفيدة من هذه المبادرة حوالي 50 شركة قائمة، و50 شركة ناشئة، وحوالي 200 من المتعاقدين المستقلين (Freelancers)، في حين يجري العمل حالياً على استقطاب موارد مالية إضافية للمبادرة.