إصابة شاب وطفل برصاص الاحتلال عقب اقتحام بيت فوريك وفاة مواطنين وإصابة ثالث من غزة بعد نشوب حريق داخل منزل في اليونان الاحتلال يقتحم بيت عوا غرب الخليل ويأخذ قياسات منزل تمهيدا لهدمه وقف إطلاق نار 7 أسابيع: التقديرات إبرام الصفقة خلال اسبوعين خطوة جديدة تدرس في الولايات المتحدة فيما يتعلق بهيئة تحرير الشام الاحتلال يعتقل مواطنا ونجله من قرية حرملة ببيت لحم الطقس: انخفاض آخر على درجات الحرارة والفرصة مهيأة لسقوط أمطار خفيفة عمان: وفيات وإصابات في حريق بجمعية الأسرة البيضاء لرعاية المسنين إصابة مواطن بالرصاص الحي خلال اقتحام الاحتلال مدينة نابلس الاحتلال يعتقل شابا من جنين على معبر الكرامة الخارجية: مجزرة النصيرات انعكاس لفشل المجتمع الدولي في تنفيذ قراراته فتوح: مجزرة مخيم النصيرات إرهاب دولة منظم السعودية تطالب بوقف إطلاق النار في غزة ودعم الأونروا انتشار الجيش اللبناني في القطاعيْن الأوسط والغربي 50 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى

الفكاهة والضحك: أدوات قوية يستخدمها المهرجون الطبيون لمعالجة أزمة اللاجئين

إن أزمة اللاجئين العالمية هي قضية معقدة وعميقة التحدي، تتمركز حول النزوح والضياع والمأساة في كثير من الأحيان، ومع ذلك تظهر قوة غير متوقعة وسط هذه المصاعب وهي الفكاهة والضحك.

 يستكشف هذا المقال الدور الفعّال للمهرجين الطبيين في مؤسسة الأنوف الحمراء فلسطين في حياة اللاجئين، ويسلط الضوء على قدرتهم على التضامن، تعزيز الصمود وبناء روابط داخل المجتمعات النازحة باستخدام الفكاهة والضحك باعتبارها أدوات قوية لبناء هذه الروابط.

غالباً ما ترتبط مخيمات اللاجئين بقصص المشقة والمعاناة، فهي أماكن يبحث فيها الأفراد والأسر عن الأمان والمأوى وسط الأزمات المتنوعة، في حين أن التحديات التي يواجهها اللاجئون لا يمكن إنكارها، فإن الجانب الغير بارز في هذه المخيمات هو قوة الفكاهة في نشر الضحك وتعزيز الشعور بالواقع المجتمعي المحيط، حيث تتمتع الفكاهة والضحك، كلغة عالمية، بقدرة رائعة على تخطي الحواجز الثقافية واللغوية والاجتماعية والاقتصادية، مما يوفر بصيصاً من الفرح وسط هذه الأزمات.

في كل عام، تشارك مؤسسة الأنوف الحمراء فلسطين مع بقية الشركاء في العالم في أحد البرامج المهمة لمؤسسة الأنوف الحمراء الدولية وهو برنامج الابتسامة الطارئة، والذي يتم تنظيمه في حالات الكوارث والأزمات حيث تستجيب الأنوف الحمراء للحاجة الملحة للدعم النفسي والاجتماعي من خلال برنامجها المبتكر "الابتسامة الطارئة"، من خلال مهمات متعددة يدعم فيها المهرجون الأطفال وعائلاتهم لتطوير استراتيجيات للتعامل مع وضعهم الصعب، وهؤلاء هم الأشخاص الذين فقدوا كل شيء تقريباً والذين شهدوا ونجوا من النزاعات أو الكوارث الطبيعية وأجبروا على الفرار والعيش في أوضاع عصيبة ومرهقة، ومن خلال تدخلات المهرج الفنية والتفاعلية، يتم منح الأطفال إمكانية التعبير عن مشاعرهم بطريقة مرحة، ويمكن للمهرجين إحداث تحول ومع التركيز على الإيجابيات وقوة وقدرات الأطفال لتساعدهم في إعادة الاتصال بالمشاعر الإيجابية واستعادة التأقلم والأمل.

من خلال تدخلاتنا الفنية والتفاعلية للمهرجين، يُمنح الأطفال إمكانية التعبير عن مشاعرهم بطريقة مرحة، ويمكن للمهرجين إحداث تحول في التركيز، مع الاهتمام بالجوانب الإيجابية وقوة وقدرات الأطفال لتساعدهم على إعادة الاتصال بالمشاعر الإيجابية واستعادة المرونة للتأقلم مع المحيط وزرع الأمل.

وفي هذا العام، شارك المهرج الطبي عزت نتشة في مهمة الابتسامة الطارئة في المغرب لزرع الأمل بين الأشخاص الذين تضرروا من الزلزال العام الماضي، حيث فقد الأطفال وعائلاتهم منازلهم بسبب هذا الزلزال، وقد قام فريق الابتسامة الطارئة بتقديم العديد من عروض التهريج وشاركوا في صنع لحظات الفرح مع الناس.

وقد عبر الزميل عزت عن تجربته قائلاً " لقد كانت تجربة فريدة بالنسبة لي، عملنا مع مدرستين في جبل أطلس حيث أُجبر السكان على العيش في خيام منذ أن دمر الزلزال منازلهم... ساعدني التواجد في فريق محترف كثيراً على تحقيق أهداف المهمة، إنه فريق يتميز بالمرونة العالية حيث تمكنا من التعامل مع كل الظروف الصعبة، لقد شعرت بالرضا من ردود الفعل من الأشخاص الذين أظهروا اهتمامهم بالعروض وتعلمت الكثير من المهرجين الآخرين، وخاصة مهارات سرد القصص حيث تحتاج إلى عكس المعنى العميق للأشياء وروحها، في الواقع استطعنا غرس الأمل بين هؤلاء الناس ورسم الابتسامة على وجوههم. "

يمكن أن تلعب الفكاهة والضحك دوراً متعدد الأوجه في معالجة أزمة اللاجئين، في حين أنه قد يبدو من غير المنطقي ربط الفكاهة والضحك بمثل هذا الوضع الخطير والمأساوي في كثير من الأحيان، إلا أنه يمكن أن يؤدي عدة وظائف مهمة، فعلى سبيل المثال يمكن أن تكون الفكاهة والضحك بمثابة آليات للتكيف، مما يسمح للأفراد بالهروب من الواقع القاسي وإيجاد الراحة من التوتر والقلق.

كما يمكن أن تساهم الفكاهة والضحك أيضاً في بناء المرونة في مواجهة الشدائد التي تمكن الأفراد من التأقلم مع المحيط والتعامل معه بمرونة، ويمكن للفكاهة أن تساعد الأفراد والمجتمعات على تطوير الشعور بالقوة والمقاومة، مما يعزز العقلية التي تساعدهم على تحمل المواقف الصعبة وعلاوة على ذلك، غالباً ما تكون الفكاهة والضحك متجذرين بعمق في الثقافة، وبما أن اللاجئون ينتمون لخلفيات ثقافية متنوعة فيمكن للفكاهة أن تكون وسيلة لهم للتعبير عن وجهات نظرهم وتجاربهم الفريدة، كما يمكن أن يكون وسيلة للحفاظ على الهوية الثقافية في مواجهة النزوح، والأهم من ذلك تنطوي روح الفكاهة على إمكانية إنشاء جسور بين مختلف المجتمعات المحلية، بما في ذلك اللاجئون، حيث يمكن للضحك المشترك أن يكسر الحواجز ويعزز التفاهم ويعزز الشعور بالإنسانية المشتركة، وهو أمر بالغ الأهمية للتماسك الاجتماعي.

تعتبر الفكاهة والضحك أيضاً أدوات قوية لزيادة الوعي بأزمة اللاجئين، ويمكن للتعليقات المضحكة أو العروض الكوميدية أن تلفت الانتباه إلى القضايا التي يواجهها اللاجئون وتعزيز النقاش المباشر بين جمهور أوسع.

تتحدى الفكاهة والضحك الصور النمطية والمفاهيم الخاطئة المحيطة باللاجئين، فمن خلال تقديم اللاجئين في ضوء إيجابي أو قابل للتواصل يمكن أن يضفي الطابع الإنساني على تجاربهم ويشجع التعاطف من الجمهور.

أما على المستوي الجسدي، ارتبطت الفكاهة والضحك بمختلف فوائد الصحة البدنية، بما في ذلك تحسين صحة القلب والأوعية الدموية وإطلاق "الإندورفين"، حيث يمكن أن تسهم هذه الآثار الفسيولوجية في الشعور العام بالرفاهية بين اللاجئين وتسهل التواصل والتفاعل بين اللاجئين فتصبح الفكاهة والضحك بمثابة كسر للجمود بينهم، مما يسهل على الأفراد التعامل مع بعضهم البعض، ومشاركة قصصهم، والتعاون في مواجهة التحديات المشتركة.

ومع كل هذه الفوائد للفكاهة والضحك على حياة اللاجئين، من المهم استخدام الفكاهة والضحك في سياق أزمة اللاجئين بحساسية، فليست كل المواقف مناسبة للفكاهة، فنحن في مؤسسة الأنوف الحمراء نسعى دائماً لتجنب الصور النمطية والتقليل من خطورة التحديات التي يواجهها اللاجئون، وتقديم الفكاهة والضحك بشكل شامل مع مراعاة الخلفيات المختلفة والتجارب المتنوعة للمتضررين من النزوح، حيث يتم دراسة المكان وخصائصه قبل تنفيذ مهمة الابتسامة الطارئة.

وفي خضم أزمة اللاجئين، تظهر الفكاهة والضحك كأساس للمرونة والتأقلم مع الواقع، مما يوفر مصدراً للقوة والتواصل والهوية الثقافية، بينما نتعامل مع تعقيدات النزوح ونسعى إلى حلول لعالم أكثر شمولاً ورحمة، فيصبح الاعتراف وتقدير دور الفكاهة والضحك في حياة اللاجئين أمراً أساسياً، فهما دليلاً على الروح التي لا تقهر للأفراد الذين، على الرغم من مواجهة تحديات هائلة، يجدون أسباباً للضحك والتواصل والتحمل معاً.