مقررة أممية: ما يحدث في فلسطين يفوق الإبادة الجماعية الاحتلال دمر (814) مسجدًا و(19) مقبرةً خلال حربه على غزة فتوح: فشل وقف العدوان فضح المجتمع الدولي وأعطى الاحتلال الحافز للاستمرار تعليق قرار إغلاق محطّات الوقود مستشفيات شمال غزة ستخرج عن الخدمة ما لم يتوفر الوقود لبنان: 282 شهيدا حصيلة شهداء قصف الاحتلال على بعلبك والبقاع الأوسط مستوطنون يعتدون على المواطنين في اللبن الغربي قضاء رام الله مسيرة في رام الله استنكارا لجرائم الاحتلال المتواصلة في فلسطين ولبنان وزيرة العمل: تطالب منظمة العمل العربية بدعم عمال فلسطين والانضمام للمنظمة الدولية 8 شهداء بينهم أطفال في قصف للاحتلال على رفح وغزة والبريج مستعمرون يسرقون ثمار زيتون في "خلايل اللوز" جنوب شرق بيت لحم استشهاد 7 مواطنين في قصف للاحتلال على جباليا ومخيم النصيرات الرئيس الفرنسي: ينبغي وقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل المستخدمة في غزة إسرائيل: عمليتنا البرية خطوة مهمة لإعادة سكان الشمال الاحتلال يشن سلسلة غارات على شمال قطاع غزة

الأسوأ منذ عام 1967.. رمضان يحلّ على القدس بوضع اقتصادي صعب

يتزامن شهر رمضان المبارك هذا العام مع بداية الشهر السادس من حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، والتي انعكست بشكل مباشر على جميع الأراضي الفلسطينية وخاصة المسجد الأقصى ومدينة القدس التي شهدت حصاراً وهجمة احتلالية شرسة منذ بدء العدوان على غزة.

ومن أبرز القطاعات التي تضررت خلال الحرب الإسرائيلية في المدينة المقدسة، هو القطاع التجاري والاقتصادي، الذي يشهد بطبيعته ركودًا بسبب هجمات الاحتلال وتضييقاته عليه بالضرائب والملاحقة للتجار، إلا أنه ازداد سوءًا مع استمرار الحرب على غزة.

رئيس لجنة تجار القدس حجازي الرشق، يقول إن شهر رمضان يأتي هذا العام على مدينة القدس والقطاع التجاري فيها بأسوأ حالاته، لافتاً إلى أنه منذ عام 1967 لم تشهد القدس أسوأ من حالتها اليوم.

وبيّن الرشق، أن حرب الإبادة الجماعية التي ينفّذها الاحتلال ضد قطاع غزة منذ 5 شهور انعكست بشكل كبير على الحالة العامة في مدينة القدس، وأثرت بشكل خاص على القطاع التجاري فيها؛ بسبب إجراءات الاحتلال وحصاره على المدينة وسكانها.

وأوضح أن قطاع التحف الشرقية هو أكثر القطاعات التجارية التي تأثر بإجراءات الاحتلال، مشيرًا إلى أن هذا القطاع يشكّل نحو 34% من القطاع التجاري والاقتصادي لمدينة القدس ويضم حوالي 462 محلاً تجارياً تقع جميعها داخل بلدة القدس القديمة.

وأردف الرشق : "يعتمد قطاع التحف الشرقية بشكل أساسي على الأفواج السياحية والزوار من خارج مدينة القدس والتي توقفت تماماً عن الوصول للمدينة منذ السابع من أكتوبر الماضي، ما جعله يعاني شلل وتوقف تام منذ 5 شهور".

واستطرد: "عدد كبير من العاملين في هذا القطاع اضطروا لإغلاق محلاتهم بشكل كامل والبحث عن مصادر أخرى للرزق لإعالة عائلاتهم".

ولفت الرشق، إلى أن أصحاب المحلات ليسوا وحدهم من تأثر فقط من توقف السياحة للقدس إنما أيضا قطاعات الفنادق والحافلات السياحية والمطاعم السياحية والتي كانت مصدر رزق لآلاف المقدسيين الذين باتوا عاطلين عن العمل بسبب إجراءات الاحتلال وعدوانه.

وأما عن القطاعات الأخرى،  أن 9% من المحلات التجارية في القدس حافظت على عملها خلال الشهور الخمسة الماضية وهي محلات المواد الغذائية والتموينية والمخابز والصيدليات، فيما عانى 57% من المحلات والقطاعات الأخرى من العمل المتأرجح ما بين السيء والسيء جداً.

وتضم البلدة القديمة بالقدس نحو 1372 محلاً تجارياً، أغلقت جميعها خلال الـ 45 يوماً الأولى من الحرب، حيث لم يسمح لأي شخص بدخول البلدة القديمة ما عدا من سُجل في هويته أنه من سكان البلدة، مما أصاب الحركة التجارية بشلل تام، كما تسبب بهروب القوة الشرائية من البلدة القديمة إلى مناطق أخرى.

وأكد الرشق أن الاحتلال لا زال حتى اليوم يفرض تشديدات على دخول مدينة القدس وبلدتها القديمة حيث تشهد بوابات البلدة القديمة تواجدًا عسكريًا دائمًا، ويتعرض الشبان للتوقيف والتفتيش المهين، ناهيك عن الدوريات الراجلة لقوات الاحتلال وعمليات الدهم الضريبي.

وعن الأسواق المحيطة بالبلدة كالأسواق في شارع السلطان وشارع صلاح الدين الأيوبي وشارع الزهرة، يقول "الرشق" إنها تضررت ولكن ليس بذات الضرر الواقع على أسواق البلدة القديمة.

وحتى الآن، قد يصعب التكهن بحجم الخسائر التي سيتكبدها القطاع التجاري في مدينة القدس عامة والبلدة القديمة خاصة، في ظل استمرار الوضع الراهن على ما هو عليه.

إلا أنه يمكن الحديث عن الانعكاسات الخطيرة التي تسببت بها الحرب، وعن ذلك يحدثنا "الرشق" أنه إضافة إلى إغلاق العديد من المحلات التجارية والارتفاع الحاد بنسبة البطالة في صفوف المقدسيين نتيجة توقف بعض القطاعات التجارية وتسريح عدد من العمال والعاملين ممن كانوا يعملون بالداخل المحتل، فإن الحرب أثرت بشكل مباشر على رأس مال التاجر المقدسي الذي تآكل بنسبة كبيرة؛ نتيجة استنزاف التجار أموالهم المدخرة وتصرفهم بها لسداد التزاماتهم.

وتسبب الإغلاق والحصار على القدس بتكدس البضائع لدى التجار واستحالة تصريفها بسبب الاختلاف الموسمي منذ السابع من أكتوبر وحتى اليوم.

وعن قرارات الاحتلال المتعلقة بتقييد الوصول إلى المسجد الأقصى خلال رمضان، أوضح الرشق أن قرارات الاحتلال وتهديداته، جعلت التاجر المقدسي يخشى من الاستعداد لشهر رمضان المبارك، وعلى الرغم من تراجع الاحتلال وحديثه عن السماح لأعداد محدودة بالوصول الى القدس والأقصى، إلا أنه هذا التراجع لم يترجم على أرض الواقع، فالمنع وإرجاع المواطنين والتضييق عليهم لا يزال قائماً.

وأضاف: "شهر رمضان في هذا العام يختلف كلياً عن الأعوام السابقة كلها، فرغم أن مدينة القدس مرت بالكثير من محطات المواجهة كالانتفاضتين الأولى والثانية وهبة البوابات ومعركة سيف القدس وغيرها إلا أنها لم تمر بمرحلة اسوء مما هي عليه بالوقت الحاضر".

واستطرد: "حتى مظاهر الاحتفال في رمضان هذا العام انعدمت، وبالتالي بينما كان من الطبيعي أن يعوّل التاجر على شهر رمضان من العام إلى العام الذي يليه، ويراهن كثيراً على هذا الشهر لتسديد التزاماته التي تراكمت طوال العام بسبب تضاعف أعداد القوة الشرائية خلال هذا الشهر، إلا أن تجار القدس يشهدون وضعًا سيئًا جداً على جميع الأصعدة هذا العام".