8 أسئلة حول علاجي ميرك وفايزر المضادين لكوفيد-19

يتزامن انتشار متحور أوميكرون الجديد من فيروس كورونا مع الإعلان عن إنتاج أدوية جديدة تخفف من الأشكال الحادة للمرض، فما المعطيات المتوافرة عنها؟

في تقرير نشرته مجلة "نوفيل أوبسرفاتور" الفرنسية، تقول الكاتبتان إيلودي لوباج وبيرينيس روكفور-جيوفاني إن الأمل في الحصول على دواء فعال لعلاج "كوفيد-19" أصبح كبيرا بعد أن أعلنت شركة "ميرك" (Merck) عن دواء "مولنوبيرافير" (Molnupiravir)، وشركة "فايزر" (Pfizer) عن "باكسلوفيد" (Paxlovid).

وفقا للبيانات التي قدمتها الشركتان بعد التجارب الأولية، فإن العلاج الأول من شأنه أن يقلل من خطر الإصابة بأعراض خطيرة لكوفيد-19 بنسبة 30%، أما الثاني فيمكن أن يقلل خطر الإصابة إلى نحو 90%.

وحسب الكاتبتين، تحتاج هذه النتائج الأولية إلى مزيد من التأكيد، لكنها تبدو مشجعة للغاية، خاصة أنها تأتي في وقت حرج عادت فيه معدلات الإصابة بالفيروس إلى الارتفاع وزادت المخاوف من نقص فعالية اللقاحات مع ظهور متحور "أوميكرون".

وكانت بريطانيا أول دولة توافق رسميا على استخدام دواء شركة "ميرك" في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وخلال خطاب ألقاه في 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلن وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران أن بداية تسويق هذا الدواء في فرنسا ستكون في أوائل ديسمبر/كانون الأول الجاري، رغم أن وكالة الأدوية الأوروبية لم توافق حتى الآن على استخدامه إلا في حالات الطوارئ.

من جانبها، لم تنتظر الولايات المتحدة الضوء الأخضر من إدارة الغذاء والدواء الأميركية، وطلبت من شركة "فايزر" 10 ملايين علاج من عقارها الجديد، فهل ستكون الأدوية الجديدة فعالة كما هو متوقع وماذا عن آثارها الجانبية؟

 ما مدى فعالية باكسلوفيد ومولنوبيرافير؟

تم اختبار العلاجين على مئات الأشخاص غير الملقحين. ووفقا لبيانات شركة فايزر، فإن حبوب باكسلوفيد فعالة بشكل كبير، حيث تقلل من خطر الإصابة بشكل حاد من "كوفيد-19" بنسبة 89% لدى الأشخاص المعرضين للخطر والفئات الأكثر هشاشة.

في المقابل، يعد أداء حبوب ميرك -مولنوبيرافير- أقل فاعلية، فقد أعلنت الشركة في 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أن علاجها يقلل من مخاطر الاستشفاء (دخول المستشفى) والوفاة بنسبة 30%، بينما توقعت النتائج المؤقتة التي تم التوصل إليها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي انخفاضا بنسبة 50% في خطر الوفاة.

وأشادت أخصائية الأمراض المعدية في مستشفى سانت لويس في باريس، آن كلود كريميو، بهذه الأدوية الجديدة، لكنها دعت إلى توخي الحذر قائلة "في هذه المرحلة، ليس لدينا سوى نتائج الشركات المصنعة على عدد صغير نسبيا من المرضى.

بالتالي، لن نعرف مدى فعالية هذه الأدوية المضادة للفيروسات حتى نستخدمها على أرض الواقع".

 ما نقاط قوتها؟

تُؤخذ هذه الأدوية المضادة للفيروسات عن طريق الفم، وهي ميزة كبيرة مقارنة بالأجسام المضادة أحادية النسيلة التي تُعطى عن طريق نقل الدم في المستشفيات.

مع ظهور الأعراض الأولى، يكفي إجراء فحص بسيط ثم استشارة طبيبك إذا كانت النتيجة إيجابية للحصول على الدواء من الصيدليات.

لكن في المرحلة الحالية، ستكون الأولوية للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بشكل حاد من المرض، لذلك من المنتظر تخصيص هذه الأدوية المضادة للفيروسات لكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.

3- ماذا عن الأشخاص الذين تلقوا اللقاحات؟

تدرس الوكالة الأوروبية للأدوية والسلطات الصحية الفرنسية هذه المسألة حاليا.

وفي الوقت الحالي، يُعتقد أن هذه الأدوية المضادة للفيروسات إلى جانب ميزتها العلاجية، يمكن أن توصف كتدبير وقائي، لأنها تكسر سلاسل انتشار العدوى.

في هذا الصدد، تؤكد كلاريس لوست، مديرة فرع شركة ميرك في فرنسا أن "هناك دراسة جارية لتقييم فعالية عقار مولنوبيرافير لدى الأشخاص الذين خالطوا أشخاصا مصابين. وستكون النتائج لدينا خلال عام 2022".

أخيرا، يُتوقع أن تكون هذه الأدوية المضادة للفيروسات أكثر فعالية ضد السلالات المتحورة مقارنة باللقاحات.

4- ما حدودها؟

يجب تناول هذه الحبوب بعد ظهور الأعراض الأولى بفترة قصيرة، لأن فعاليتها تتضاءل مع مرور الوقت.

وتشير لوست إلى أنه "يمكن تناول مولنوبيرافير خلال الأيام الخمسة الأولى بعد ظهور الأعراض، وكلما كان الاستخدام في وقت أسرع يكون ذلك أفضل لمنع الفيروس من التكاثر".

من جهتها، تقول كريميو "لا يزال ضروريا تحديد الفترة الزمنية التي يكون فيها لهذه الأدوية تأثير فعال على مسار المرض.

وقد تم إعطاء مولنوبيرافير في غضون 5 أيام من ظهور الأعراض، بينما تم إعطاء باكسلوفيد في غضون 3 أيام، وهو ما يمكن أن يفسر الاختلافات في النتائج.

لقد رأينا ذلك مع عقار تاميفلو، الذي يختفي تأثيره عن تناوله بعد أكثر من 48 ساعة من ظهور الأعراض الأولى".

ويثير هذا الأمر قلق ماري بول كيني، رئيسة اللجنة العلمية الفرنسية للقاح "كوفيد-19″، والتي تقول في هذا السياق "يتعين علينا تحسين عملية الكشف عن المرضى للتأكد من وصف الأدوية في الوقت المناسب، فالأمر ليس بهذه البساطة، لأن أعراض كوفيد-19 ليست واضحة تماما".

وعلى صعيد السعر، من المنتظر تسويق هذه الأدوية في أوروبا بما يقارب 700 يورو، وهو أقل بكثير من تكلفة العلاج في المستشفى (حوالي 1500 يورو في الليلة)، لكنه أعلى بكثير من سعر اللقاحات (حوالي 20 يورو للجرعة).

- ما المخاطر والآثار الجانبية؟

تقول الشركتان المصنعتان إن التأثيرات الجانبية ستكون محدودة، لكن عالم الأحياء المجهرية باتريك بيرشي يؤكد أن "هناك نقصا في البحوث بشأن سمية هذه الأدوية المضادة للفيروسات".

فيما يتعلق بدواء باكسلوفيد، تتركز المخاوف حول ضرورة مزجه مع عقار "ريتونافير" (Ritonavir).

وتوضح كريميو أن "استخدام عقار ريتونافير يمكن أن يؤدي إلى تفاعلات دوائية"، ويجب أن يؤخذ ذلك في الاعتبار قبل وصف باكسلوفيد للأشخاص الذين يعانون من أمراض أخرى.

6- هل هناك خطر

التأثير على الحمض النووي البشري؟ تشير لوست إلى أن دواء مولنوبيرافير "يمنع تكاثر الحمض النووي الريبي للفيروس، لكنه لا يعدل الحمض النووي بأي شكل من الأشكال".

7- هل يزيد خطر الإصابة بالسرطان عبر التأثير على خلايا المريض؟

تقول لوست في هذا السياق "هناك اختبارات قياسية حول هذا الموضوع، وهي مطمئنة للغاية، ولا يوجد خطر محدد بشأن حدوث الطفرات حتى الآن".

لكن الأطباء لا ينصحون بتاتا بدواء مولنوبيرافير للنساء الحوامل تجنبا لخطر حدوث تشوهات.

- هل ستحل هذه الأدوية محل اللقاحات؟

يستبعد الخبراء حاليا حدوث هذا الأمر، وتقول مديرة الجمعية الفرنسية لعلم الفيروسات، ميلين أوغلياسترو، "يظل اللقاح هو السلاح الرئيسي"،فمن الأفضل دائما الوقاية من المرض بدلا من تناول العلاج بعد وقوعه.

من جانبها، تعتقد كريميو أنه "في حالة وجود سلالة متحورة تتضاءل معها فعالية اللقاحات، ستمكننا هذه الأدوية من انتظار وصول لقاحات جديدة".

وفي المستقبل، يمكن أن تشكل هذه الأدوية المضادة للفيروسات جزءا العلاج، لكنها لن تعوّض اللقاحات.

ويقول أستاذ علم المناعة في جامعة بروكسل الحرة، ميشيل غولدمان، "إذا تمكنّا من تحقيق شكل من أشكال مناعة القطيع، ستكون الأجسام المضادة وحيدة النسيلة مفيدة للأشخاص المعرضين للخطر.

وبإمكان بقية المرضى تناول الأدوية المضادة للفيروسات عند ظهور الأعراض الأولى، بنفس الطريقة التي نتعامل بها مع الإنفلونزا".

المصدر : الصحافة الفرنسية