"فرسان الجنوب".. إلى أين تقوده الظروف؟
كتب محمَّد عوض
انتهى الموسم الكروي المنصرم، وهبط شباب يطا من الدرجة الأولى – الاحتراف الجزئي -، إلى الثانية، وكان الحدث أشبه بالكارثة بالنسبة لمتابعي الفريق عن قرب، ومحبيه، ومن يرجو دوماً له الخير، والتوفيق؛ جاء ذلك، بعدما مرَّ الفريق بوضعٍ مأساوي على مختلف الأصعدة، فلا استقرار إداري، ولا متطلبات الجهاز الفني حاضرة، ولا جماهير، ولا مؤسسات داعمة.
بالنسبة لـ "فرسان الجنوب"، فإن ما حدث، قطعاً، لم يكن مُرضياً، حتى مهما كان الوضع العام للنادي، فالفريق صاحب تاريخ طويل على المستوى المحلي، ومضرباً للمثل، وخرَّج لاعبين على سوية عالية، منهم من مثَّل المنتخبات الوطنية، وتنلقوا بين الأندية هنا وهناك، وقدموا مستويات مميزة، لكنهم – تلك الأسماء -، لم يبقَ منهم أحداً في الفريق.
دوري الدرجة الثانية ليس بعيداً، ومجموعة شباب يطا، التي سيخوض غمار المنافسة فيها، معقدة، كما كل موسم، وسيتشارك مع بيت أمـر، الهابط الآخـر، في المواجهات، "وفرسان الجنوب"، إلى الآن، يبتعدون كثيراً عن التدريبات، ولم ينخرطوا في سوق الانتقالات الصيفية المنصرم، بل كانت خسائرهم كبيرة، وخسروا هدّاف التشكيلة، هيثم أبو عرام.
لا تبدو الأمـور المقبلة جيدة للفريق، والسؤال المطروح: إلى أين تقوده الظروف؟ لا هيئة إدارية، ولا جهاز فني، ولا تشكيلة كاملة من اللاعبين، وعناصر كثر حاولوا مغادرة النادي لعدم حصولهم على مستحقاتهم المالية، وأقصد أبناء النادي، أما التعزيز، فقد غادروا، وانتهت مهمتهم، وانضموا إلى أنديةٍ جديدة، وبدأوا في التدريبات الجماعية منذ فترة.
"فرسان الوسط"، فريق يتبع لمدينة بأكملها، تعدادها السكاني يفوق 100 ألف نسمة، ويجب أن يكون خير ممثل لهذه البقعة الجغرافية العريقة، لكن ما يحدث الآن في النادي، يعتبر مسيئاً، وغير لائق، ربما يسقط الفريق مرة، ومرتين، وثلاثة، لكن الأهم نهوضه مجدداً، لا أن تتفاقم الأعباء فوقه من موسم إلى آخـر، حتى يجثو على قدميه، ويعجز عن الحركة.