"عبد الفتاح عرار" ... البقاء مع ترجي وادي النيص أو البحث عن وجهة جديدة ؟

كتب محمـد عوض

مـرَّ ترجي وادي النيص، أحد أعرق الأندية الفلسطينية، بموسم شاق للغاية، خاصةً على صعيد دوري الوطنية موبايل للمحترفين، فلم يكن قادراً على البقاء بين أندية النخبة إلا بصعوبةٍ بالغة، وظل منافساً على الهروب من شبح الهبوط حتى الجولة الأخيرة، فنجا بشق الأنفس، وحفظ ماء وجهه، وسط ظروف صعبة للغاية تنامت من موسم إلى آخـر.

معاناة الترجي كانت بحاجة إلى رجل قوي الشخصية، يقبل قيادة الجهاز الفني في ظروفٍ كهذه، لأنه يغامر باسمه أساساً، ويضع نفسه في رهانٍ مهما كانت خبرته، قابل للخسارة، وهذا ما يخلق حالة من عدم الاستقرار النفسي، لاسيما في ظل انحسار الخيارات الممكنة، فلم يجد الفريق إلا عبد الفتاح عرار، المدرّب الذي يعرف التشكيلة أكثر من أي شخص آخـر.

"عـرار"، أمام موسم كروي مقبل حافل، فالأندية تتفاقم مشكلاتها المالية، وهذا ما يؤدي إلى غياب مقومات الاستقرار الفني والإداري، ويخلق مشاكل داخل التركيبة، ولا يمكن الحكم من الآن عما إذا كان قد قرر الاستمرار مع الترجي أو البحث عن وجهةٍ جديدة، يكون من خلالها الوصول إلى منصات التتويج مسألةً ممكنة، بدلاً من خوض صراع البقاء.

استعادة خدمات اللاعبين أبناء النادي، خطوة هامة جداً في مسألة الحفاظ على وجود "عرار" كمدير فني للترجي، أو الاستعداد للتعاقد مع بدلاء على سويةٍ عالية، لهم القدرة على سد الثغرات الموجودة في التشكيلة، ولا ننسى الإشارة، إلى أن عدداً من عناصر الترجي، تقدموا في السن، ولم يعد بإمكانهم العطاء كما كان سابقاً، وهذا بحدِ ذاته بحاجة لمعالجة.

بعض الأندية المحترفة، استهدفت التعاقد مع عناصر من الترجي الفترة الماضية، تحديداً أمجد زيدان وجهاد صقر، وقُدم لكل منهما أكثر من عرض، ورحيلهما، أو رحيل أي منهما، وعدم استعادة الآخرين، يعني ضربة قاسمة لسيرورة الفريق، وإذا استمرت التشكيلة بالفقد، فإن هذا يعني بأن الإجابة على سؤال استمرار عرار من عدمه سيصبح ممكناً.