مع من تتعاقد الإدارة أولاً : المدير الفني أم اللاعبين ؟

كتب محمـد عوض

لا زلت – كوجهةِ نظرٍ شخصية – على قناعة تامة، بأن ما يحصل في الدوري الفلسطيني غالباً، ليس انتقالات في صفوف المدرّبين، بل "تبادل"، ففي العديد من الحالات كان ينتقل مدرّب الفريق "أ" إلى الفريق "ب"، فيما ينتقل مدرّب الفريق "ب" إلى الفريق "أ"، نحن نمتلك الكثير من الأشخاص الحاصلين على شهادات تدريبية بمستوياتها، لكننا لا نراهم على الأرض.

الهيئات الإدارية للأندية، في الكثير من الأحيان، تبحث عن الأسماء المعروفة، لأنها تحت الضغط دوماً، بسبب التأخير في التحضيرات، فهم على الدوام موجودين لإدارة أزمة، ويعد الموسم الكروي عبئاً عليهم، وهذا لا يجعل الإنجاز ممكناً، بالعادة من يكون أكثر استعداداً في مختلف الجوانب، يكون الأقدر على الحصد، ولنا في هلال القدس وأهلي الخليل عبرة.

على سبيل المثال، فإن شباب الخليل، تضرّر الموسم المنصرم، حينما قام رجال مجلس الإدارة بإبرام مجموعة من التعاقدات الكبيرة، وبضم أسماء لامعة، قبل التعاقد مع مدير فني، وبالتالي فإن الإجابة عن سؤالنا هنا، هو التعاقد مع مدرّب قبل كل شيء، لأن لكل منهم وجهة نظره الفنية، ومن يرى بأن اللاعب الفلاني نجماً، فإن غيره لا يراه مناسباً إطلاقاً.

جبل المكبر تعاقد في "الميركاتو" الحالي مع أربعة لاعبين، وأعلن لاحقاً عن التعاقد مع المدرب فراس أبو رضوان، وهو اسم لمع لفترة في عالم كرة القدم الفلسطينية، واختفى الفترة الماضية عن الإعلام بشكل شبه كلّي، أما الأمعري فعلى النقيض تماماً، فجاء بإيهاب أبو جزر مدرباً، ومن ثم قام بتغييره هيكلية الفريق، بضم لاعبين ورحيل آخـرين.

عضو مجلس إدارة شباب الظاهرية "علي البطاط"، تحدث في وقتٍ سابق لـ "أيام الملاعب"، بأن فريقه يسعى إلى التعاقد مع مدير فني أولاً، ليكون بجانبه أيضاً المدرّب يوسف عيسى، وعقبها سيتم التعاقد مع لاعبين جدد لتحسين قدرات التشكيلة، وهذا الجانب إيجابي جداً، ومدروس، ويشير إلى احترافية صرفة في التعامل مع هذا الجانب.

إن الجانب الإداري يعد – من وجهة نظري – أهم مكون من مكونات الفريق، فهو المسؤول عن كل الحيثيات الصغيرة والكبيرة، ولا يبدأ العمل به، ولا ينتهي إلا به، وهذا ما يلتفت إليه الكثير من اللاعبين قبل الانضمام إلى أي من الأندية، فاللاعب يبحث عن الإدارة المحترفة ذات المصداقية العالية، وإلا فإنه سيبقى متردداً، وتتملكه هواجس كثيرة.

في العموم، التعاقد مع المدير الفني أو حتى الجهاز الفني كاملاً، يجب أن يكون أول مراحل الانطلاق للموسم الجديد، هذا للفرق التي لا تمتلك جهازاً فنياً، وتكليفه بالتعاقد مع لاعبين وفقاً لرؤيتين فنية وإدارية، ناتجة عن وجود تخطيط حقيقي لكيفية إدارة الموسم على كافة الأصعدة، وهذا بالضبط ما يؤدي إلى النجاح، وتوفير المقومات يقود إلى الاستقرار.