تعاظم المعضلات المالية و"ميركاتو" الصيف بارد وسط مطالب اللاعبين الكبرى

 

كتب محمـد عوض

إن سيرورة كرة القدم الفلسطينية، تتأثر من موسمٍ إلى آخـر، لأن المنطلقات كانت على ما يبدو غير مخططة بالشكل المناسب، ويظهر جلياً غياب التخطيط على المدى البعيد، إذ أن كل ما حصل للأندية المحلية، يشير إلى أن العمل دوماً كان على إدارة الأزمات مرحلياً، بينما عجز الجميع عن إيجاد حلول نهائية لأي من المعضلات البارزة، وأهمها : المالية.

ما الذي يعنيه بأن تكون فرق كرة القدم الفلسطينية مثقلة بالديون إلى هذا الحد – الغالبية العظمى - ؟ هذا يدلل على وجود مشكلة بنيوية في مأسسة نادٍ ما ! عموماً يجب أن نسأل أنفسنا سؤالاً جدياً: من يدفع الثمن مستقبلاً ؟ أشكك في أن المعضلة المالية للأندية نوقشت بجد، أين المخارج الفعالة لأزمة من هذا النوع ؟
 

  • "ميركاتو" الصيف بارد
     

على عكس أجواء هذا الفصل، ظهر "الميركاتو" لغاية الآن، لا يوجد حلول حقيقية لخزائن الأندية الفارغة، إن الأسلوب الوحيد المتبع هو "التسول" من أصحاب رؤوس الأموال، سواء أفراد أو شركات، يبدو بأن الأسلوب عقيماً، فيما تحتاج هذه الإشكالية إلى أسلوبٍ عميق، كم من نادٍ فكر بأسلوب تجاري حقيقي نافع ؟

معظم الأندية لم تبرم تعاقدات جديدة، لأن الوضع المالي لا يسمح، ومعظم اللاعبين الذين تحدثت معهم، أكدوا على عدم قدرتهم على التوقيع لفريق جديد، لأنهم يريدون أولاً الحصول على بقية مستحقاتهم المالية عن الموسم الماضي، إذا انتقلوا إلى أي منافس آخـر، فلن يعود لهم شيئاً، شكاوى اللاعبين المادية على الأندية في اتّحاد كرة القدم بالجملة.

سألت الفترة الأخيرة عدداً من إداريي الأندية، عن الأسباب وراء عدم إبرام التعاقدات حتى هذه اللحظة، فأجابني أحدهم : "مين بدو يدفع ؟ كلنا مفلسين، وإللي معهم مصاري ما عاد بدفعوا للأندية لأنهم زهقوا من هالحال، هو الناس ما في وراها إلا كرة القدم يحطوا عليه مصاري؟"

 

  • الذات أولاً وأخيراً !
     

لماذا يطلب أي شخص من بلدٍ ما من ابن النادي أن يكون منتمياً ؟ ما ثمن ذلك بالضبط ؟ وماذا فعلت الإدارة به حينما امتلكت الأموال ؟ ألقتهم على دكة الاحتياط لفترات طويلة، حتى كره الكثير منهم كرة القدم، فقرروا المغادرة، وإذا لم يغادروا كانوا يحصلون على مبالغ قليلة مقارنةً مع لاعبي التعزيز.

ما جعل فكرة "مصلحتي أولاً" ليس اللاعبين إطلاقاً، بل إدارات الأندية، هي من أهملت أبناء الفريق الذين ترعرعوا في فئاته العمرية، وما جعل اللاعب يفكر في مصلحته على الدوام بغض النظر عما سيحصل للفريق الذي يمثل بلدته أو مدينته، هو أنه شعر بالتهميش مقارنةً مع لاعب التعزيز الذي يحظى كل امتيازات أعلى منه بكثير.

لاعب في الدرجة الأولى، وابن لنادٍ أتحفظ على ذكر اسمه قال : "أنا معلق، لا أستطيع الانتقال ولا التوقيع، طلبت راتباً جيداً ولم أحصل عليه، فيما حصل لاعب تعزيز جاء من فريق آخر على ضعف ما طلبت، علماً بأنني أشغل مركزاً أساسياً في التشكيلة منذ سنوات، وعلى اختلاف المدربين، بينما الوافد الجديد كان احتياطياً في معظم الفرق التي لعب معها، كأن ابن النادي عقاباً يجب تسديد ثمنه؟".
 

  • مطالب كبرى للاعبين
     

أحد اللاعبين المميزين قال لي قبل أيام : "أنا مضطر لطلب راتب شهري كبير، وأن أحصل على مقدم عقد، أو على راتب شهرين على أقل تقدير مقدماً، إذا كان استحقاقك المالي لعقدٍ سنوي 100 ألف شيقل تقريباً، فإنك لن تحصل إلا على نصفه، هذا إذا حصلت على النصف، وغالباً لن تحصل".

لا يدعو ما سمعت للعجب على الإطلاق، إداري متمرس في عمل الأندية الفلسطينية قال لي يوماً من الأيام : "ليس مهماً أن تدفع المال بقدر ما هو مهم أن تحصل على توقيع اللاعب، بعدما يصبح متورطاً، فبإمكانك أن ترضيه بأي شيء، إذا كانت الحسابات أن يحصل من قيمة عقده على 10 آلاف من 50 ألفاً، أو يجلس في منزله لأنه مرتبط بعقد طيلة الموسم، فسيختار الخيار الأول حتماً".

حالة التناقض فيما يسعى إليه اللاعب، ويهدف إليه الإداري، في مسألة المطلب المالي العالي، واستهداف "النصب" – لأي مبرّر كان – أدى إلى فقدان الثقة بين الطرفين، وهذا ليس جديداً، بل يتعمق من فترة زمنية إلى أخرى، وامتدت جغرافياً لتشمل كل الفرق تقريباً، في الحقيقة هناك مشاكل كثيرة كبرى، وتجاهلها لن يجعلها تتوقف عن الوجود.

  •  
  • صفقات تمت إلى الآن
     

هذه بعض الصفقات التي تمت إلى الآن بشكل رسمي لأندية دوري المحترفين : "محمـد يامين ولاعبين آخرين خلال الأيام القادمة لهلال القدس، رامي مسالمة وإياد أبو غرقود وعثمان الزغارنة وشوقي السويطي وحسين جوهر للسموع، سامح وحمادة مراعبة لأهلي الخليل – العقد الرسمي لم يوقع بعد، وتم التوقيع على مسودة فقط -، محمـد عصفور إلى مؤسسة البيرة، ويحيى إحريب وثائر قراعين وثائر مناصرة إلى جبل المكبر".