الصحة في غزة: نعمل في مستشفيات غزة تحت الحد الأدنى من الإمكانات إيران: استشهاد 3 عمال إغاثة بقصف إسرائيلي مباشر على طهران إيران تطلق الموجة العاشرة من "الوعد الصادق 3": صواريخ ومسيرات تضرب قلب الاحتلال وتستهدف مراكز استخباراتية في "تل أبيب" الاحتلال يحتجز عدداً من المواطنين شرق طوباس رويترز: الجيش الأمريكي ينقل طائرات مقاتلة للشرق الأوسط الاحتلال يستولي على منزل ويحوله إلى ثكنة عسكرية شمال رام الله 6 شهداء و30 مصابا في قصف للاحتلال استهدف منتظري المساعدات شمال غرب مدينة غزة الاحتلال يواصل هدم المنازل في مخيم جنين الاحتلال ينصب بوابة حديدية جديدة شمال غرب سلفيت الاحتلال يعتقل تسعة مواطنين من مدينة الخليل إصابة شاب من ميثلون قرب جدار الفصل شمال شرق جنين الاحتلال ينصب حواجز داخل رمانة ويواصل اقتحام جبع إصابات خلال اقتحام الاحتلال بلدة أبو ديس الطقس: أجواء شديدة الحرارة ويطرأ ارتفاع طفيف آخر على درجات الحرارة "إسرائيل" تواصل قصف إيران لليوم السادس وطهران تردّ بأعنف هجوم صاروخي

مطلقة وليست عاهرة!!!!

كالعشب الناعم تنحني أمام النسيم وتنكسر أمام العاصفة، فكيف إذا كان النسيم والعاصفة هي نفس الشخص، هكذا هي المرأة المطلقة في مجتمعنا، فما أن تقع في فخ اللقب الجارح حتى تصبح فريسة سهلة توصلها لجلد ذاتها وكسر كل جميل في حياتها لتصنع لها وصمه عار على جبينها .
حازت على المرتبة الأولى ذلاً وليس فخراً، بلقب هو أبغض الحلال في ديننا ولكن ليس هو الحرام كما يدعي مجتمعنا الظالم بمبادئه وقوانينه المستمدة من عهر الثقافة وقلة الوعي لتوصل النساء إلى موارد البؤس وسلالم العتاب .

تجارب قاسية

هبة، فتاة في الـ25 من عمرها وأم لطفل، خاضت تجربة الزواج، لتتحول إلى أتعس التجارب بتدخل مستمر من قبل أهل زوجها بحياتها وبأبسط حاجياتها، وبزوج يدعي الديمقراطية من جهة ويجلدها بعصا الدكتاتورية من جهة أخرى، بالإضافة إلى شذوذ أخلاقي وديني لدى الزوج، أوصلها إلى المحكمة الشرعية بطلب الطلاق لتريح نفسها من آهات العيش ومرارة الذكريات التي عاشتها.

أسماء، فتاة أخرى أجبرها أهلها على الزواج من أحد أقاربها في سن الـ17، دون وعي من أن هذا القرار سيجعل ابنتهم في عمر الـ 21 مطلقة وأم لطفلتين، تحتبس دموعها ألماً عند الحديث عنهما، وتتزايد دقات قلبها خوفاً عند التفكير للحظة بأنها قد لا تراهما مجدداً.

قصة أخرى تراها بين أحلام الطفولة وترويها ( إ.ر) ابنة الـ22 ربيعاً، وهي تحتضن طفلها الصغير، حيث تزوجت دون وعي كاف بالأسرة والمسؤولية، لتكتشف بعد فترة وجيزة من الزواج أن هذا العالم ليس عالمها، وأن ما  رسمه الأهل لها بالحياة الزوجية والسعادة الدائمة ليس صحيحاً، لتتخذ أول قرار في حياتها بالانفصال عن شريكهاً والعودة إلى أسرتها وهي تحمل طفلاً بين أحشائها.

أنا، من أكون

"بين ذكريات مخيفة لا تقوى المطلقة على استرجاعها ، وبين قوانين مجحفة يفرضها المجتمع بشروط قاسية على هذه الفئة إذا أرادت البقاء تحول المرأة المطلقة إلى جلاد وتضرب نفسها لدرجة تصل بها إلى فقد الهوية كما روتها أسماء التي تحاول التقاط  أنفاسها عند الحديث عن معاناتها، لأقاطعها بسؤال ( من هي أسماء حالياً ؟)، فقالت: مجرد كائن يتنفس الذل والهوان حتى الهواء لا أقوى على استنشاقه ، لا أعرف من أكون ولا إلى ماذا أطمح فكل شيء مات، لا أعرف سوى الحرمان".

"أسماء حالها حال الكثيرات اللواتي زرعن بداخلي ضرورة الكتابة عنهن، حيث أن الكثيرات من المطلقات في مجتمعنا البائس لا يدافعن عن حقهن في اتخاذ هذا القرار، وبعد معاناة مريرة وآلام نفسية وجسدية ظاهرة حتى أصبحت الكثيرات يلومن أنفسهن على اتخاذ هذا القرار إلى هبة التي واجهت مجتمعها بقوة كبيرة فدافعت عن قرارها كأي حق من حقوقها ولم تلفت إلى المهازل المجتمعية الداعية إلى استحيائها من نفسها وهذا ما أكدته الأخصائية الاجتماعية عهد جرادات في حديثها لي أن الطريقة السيئة التي تواجها النساء بعد الطلاق والصعوبات الحياتية تشعرهن بالندم وتأنيب الذات لتوصلهن إلى النطق بعبارات مثل" يا ريت تحملت الضرب والإهانة ولا قعدت هالقعدة وتحملت الهوان والذل من البشر" .

مجرد خادمة

كلمتان هزتي بهما أسماء عندما نطقت بهما فحالها حال الكثيرات اللواتي تحولن لخادمات داخل بيوت الأهل وكأنهن عالة عليهم وتعملن بأجر المسكن والمأكل، أما إذا كانت المطلقة أماً ولديها أبناء فأجر السكن يتضاعف وقد يصل إلى حد الإهانة من جميع الأفراد ( الأم، الأب، الإخوة، زوجات، الإخوة) لم أدرك السبب، هل هي مضطرة لدفع هذه الفاتورة الصعبة، هل كل من وقعت مطلقة مجبرة على الإهانة وتحمل ألوان العذاب كافة وكأنها كتلة من الخطأ والخطيئة, وتوجهت بالسؤال ل (إ.ر) إن كانت تتحمل نفس الشيء فأجابتني بالمثل وإن كان الأخف حدة .

فاقد للعذرية ... فاقدة للكرامة 

تتعرض المرأة المطلقة لأسواء حالات الاستغلال داخل مجتمعنا لتصل إلى الاستغلال الجنسي كونها فاقدة لغشاء البكارة والذي إذا فقد فقدت الكرامة من وجه نظر المتخلفين .

إيناس علان محامية وناشطة حقوقية أكدت لنا أن هناك الكثيرات من المطلقات ممن تعرضن للتحرش من قبل أرباب العمل وكأنهن سلعة رخيصة تشتري بزهيد الثمن.

وفي ذات الطرح قمت بنشر سؤال على صفحتي الخاصة على شبكة التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك ) مفاده هل هو صحيح أن المرأة المطلقة تتعرض للاستغلال بأنواعه ؟ فتفاجأت أن هناك إجماع كامل من قبل كافة الأفراد أن المرأة المطلقة تواجه أبشع أنواع الاستغلال . وهذا ما أكدته لنا جردات بقولها  " تتعرض المطلقة لأنواع عدة من الاستغلال . منها العمل المطول والأجور الرخيصة بالإضافة إلى التميز والإهانة وتتصل الذروة بالتحرش وطلب المعاشرة المحرمة . فيما  اتفقت الناشطان الحقوقيان خلدون  أبو هشهش وفوزية شلبايه أن المطلقة  مستغلة داخل أسرتها كخادمة وخارجها كمنحرفة اجتماعياً .

مش من حقها

من حق المطلقة أن تتزوج، ونظرياً لديها فرصاً متساوية مع أي فتاة ولكن الواقع المجتمعي غير ذلك ، فاختياراتها معدودة على الأصابع، فقد تواجه المطلقة العثرات الجمة في زواجها مرة أخرى خصوصاً إذا أرادت الزواج من شاب لم يسبق له التجربة كحال (ر.ر) التي وجهت بعبارة "مش من حقها "، وكأن من تفوهت بها تمتلك وتقرر الحقوق لكن ( ر.ر) واجهت وأصرت على قرارها رقم النقد المجتمعي السيء لحالتها لتصنع واقعاً جديداً لنفسها بعيداً عن كنوز العنف المجتمعي الداعية إلى زواج المطلقة من رجل متزوج وتكون هي الرقم ( 2.3.4...) أو الزواج من مسن يحاول استرجاع مراهقته بفتاة ربما لو سمح لها القدر لنادته جدي أو أبي .

الطلاق، من أصعب المراحل التي تمر بها المرأة في حياتها وتحتاج إلى دعم عائلي ومجتمعي تجعلها تنظر للحياة بإيجابية ، ولتصبح منتجة فاعلة صانعة للقرارات، فدعونا ننسى عبارات الاستغلال والعنف ولنؤمن أنها إنسانة تمتلك حقوق وكيان ولا تختلف عن أي فرد داخل مجتمعنا .