مسلمو أفريقيا الوسطى يستعدون للهرب من البلاد
وكالة الحرية الاخبارية - يواصل المسلمون في أفريقيا الوسطى تجمعهم في المسجد الكبير في العاصمة بانغي، وفي مناطق أخرى من البلاد، بهدف الترتيب لمغادرة البلاد للنجاة بأرواحهم بعد مقتل الآلاف منهم ونهب ممتلكاتهم على أيدي مليشيا "أنتي بالاكا" المسيحية، في غضون ذلك قتلت القوات الفرنسية أمس السبت خمسة مسلحين يعتقد أنهم تابعون لحركة سليكا.
ويقول المسلمون المتجمعون إنهم يخشون على أنفسهم من الاستهداف من قبل المسيحيين، ورغم ذلك فإن مغادرتهم للبلاد محفوفة بالمخاطر وتحتاج إلى تأمين من قبل قوات عسكرية.
في غضون ذلك قتلت القوات الفرنسية في مدينة نديلي شمال شرقي جمهورية أفريقيا الوسطى أمس السبت خمسة مسلحين يعتقد أنهم تابعون لحركة سيليكا، وذلك وفقا لما ذكرته مصادر خاصة للجزيرة. ولا تُعرف بعد أسباب مهاجمة القوات الفرنسية لمسلحي سيليكا في المنطقة.
والأحد قتل أربعة مسلمين على أيدي مليشيا "أنتي بالاكا" المسيحية في العاصمة بانغي بعد أن قُطع طريق العودة من المطار في العاصمة.
والخميس الماضي قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس إن معظم المسلمين طردوا من النصف الغربي لأفريقيا الوسطى نتيجة الصراع هناك، مضيفاً أن آلاف المدنيين يتعرضون لخطر القتل.
وأشار المسؤول الأممي في اجتماع لـمجلس الأمن الدولي عن أزمة أفريقيا الوسطى إلى أنه منذ أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي عرفت البلاد عملية تطهير من جانب الأغلبية المسيحية لطرد السكان المسلمين في غرب البلاد، وأضاف أنه حتى العام الماضي "كان الصراع الديني غريبا عن البلاد، لكن تفاقم إراقة الدماء مكّن جماعات مسلحة من استغلال الدين ذريعة للعنف".
وكان محمد سعيد إسماعيل، أحد قادة المسلمين والمستشار السابق لرئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، أكد الأربعاء الماضي في برنامج "بلا حدود" على قناة الجزيرة أن أكثر من ثلاثمائة مسجد في البلاد دمرت، وتم ذبح النساء والأطفال وحرق الرجال.
من جهتها أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن أحد موظفيها المحليين في أفريقيا الوسطى قتل السبت في هجوم مسلح في شمال البلاد، داعية جميع المسلحين إلى احترام القانون الدولي الإنساني.
وأوضحت اللجنة في بيان أن هذا الموظف المتعاقد معها قتل صباح السبت في نديلي في أعقاب أعمال عنف شهدتها المدينة.
ودعا رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أفريقيا الوسطى جورجيوس جورغانتاس في البيان المسلحين لاحترام العاملين لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر والحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، إضافة إلى كل العاملين في فرق الإغاثة الموجودين في المنطقة.
وخلال عام قتل آلاف الأشخاص في أفريقيا الوسطى بعد انقلاب عسكري قادته جماعة سيليكا فتمكنت من السيطرة على الحكم، إلا أن زعيم سيليكا ميشال جوتوديا اضطر للاستقالة من منصب الرئيس المؤقت للبلاد قبل شهرين تحت ضغط دولي، الأمر الذي أتاح مجالا أوسع لمليشيا "أنتي بالاكا" المسيحية للانتقام من المسلمين.
وحدث كل ذلك رغم أن فرنسا تنشر ألفي جندي في البلاد لدعم بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي والبالغ قوامها ستة آلاف فرد.
وكالات