الاحتلال يخطر بهدم 37 منزلا ومنشأة تجارية في سلوان جنوب المسجد الأقصى شهيد وجريحان في غارة للاحتلال على بلدة حولا جنوب لبنان الرئيس يهنئ رئيس جمهورية القمر بسلامته من محاولة اغتيال حماس تكشف عن اتفاق لتشكيل "حكومة وفاق وطني" تدير غزة بعد الحرب أقوى إعصار يضرب شنغهاي الصينية منذ 75 عاما تشييع جثمان الشهيد أحمد ازقيلي في جنين الاحتلال يعتدي على شاب ويعتقله ويصيب مواطنين بالاختناق في الخليل "فتح" تشجب الإساءة للمتحدث باسمها عضو المجلس الثوري جمال نزال الشركات المدرجة تفصح عن بياناتها المالية للنصف الأول من العام 2024 وتراجع الأرباح بنسبة 62% مجلس الأمن يناقش وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة مستعمرون يقتحمون أراضي في بلدة بيتا جنوب نابلس جامعة الدول العربية والأمم المتحدة تبحثان تطورات الأوضاع في غزة والضفة الغربية مقرر أممي: إسرائيل تمنع دخول نحو 70% من المواد اللازمة لتنقية المياه بغزة الاحتلال يجدد غاراته على عدة بلدات جنوب لبنان العاهل الإسباني يتسلم أوراق اعتماد أول سفير لدولة فلسطين لدى مدريد

أكاديمي أميركي مرموق: حل الدولتين وهم و"إسرائيل" زائلة

وكالة الحرية الاخبارية -وكالات-كتب إيان لوستيك أستاذ العلوم السياسية في جامعة بنسلفانيا الأمريكية-وهي واحدة من الجامعات الـ7 الأولى في العالم- مقالاً مطولاً تحت عنوان "أوهام حل الدولتين"، نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".

وشرح لوستيك في المقال تفاصيل مريرة عن "خذلان الولايات المتحدة في مواجهة انتهاكات إسرائيل الدولية، وتاريخها الطويل في التغطية على الاحتلال الإسرائيلي، وعدم ثني إسرائيل عن نشاطها الاستيطاني تحت ذريعة إن عدم استفزاز إسرائيل سيدفعها نحو اتفاق سلام".

وأشار لوستيك إلى ما يسميه "حطام العقود الثلاث الماضية، والجثث المبعثرة من مبادرات سلام، تصنف كل مرة على أنها آخر فرصة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين، وإلا فإننا نزحف حول نقطة اللاعودة"، وهو بالفعل ما قاله وزير الخارجية الأميركي جون كيري أثناء جلسة المساءلة أمام مجلس الشيوخ إثر تسلمه موقعه كوزير للخارجية.

وشبه لوستيك "حل دولتين فلسطين حيوية تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل آمنة" كالرجل العجوز المريض الذي يقبع على فراش الموت في غيبوبة كاملة، مستشهداً بمثل دكتاتور اسبانيا فرانكو عام 1975، الذي بقى لفترة طويلة والإعلام يقول، إنه لم يموت بعد".

وقال لقرائه "إنه عمل في وزارة الخارجية كشاب صغير في سبعينات القرن الماضي، وأنه نبه الوزارة آنذاك إلى أن إسرائيل بزعامة مناحيم بيجن لا تريد السلام، بل إن كل ما تفعله هو مماطلة لمصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية".

وتابع "أنه عندما جلبت انتباه الوزارة لذلك أُخبرت بأن الهدف هو عدم استفزاز إسرائيل، أملاً بإقناعها التوصل لاتفاق مع الفلسطينيين".

وفيما يخص اتساع الاستيطان في الضفة الغربية ومضاعفة أعداد المستوطنين تحت غطاء اتفاقات "أوسلو" التي مضى 20 عاماَ على توقيعها، قال لوستيك "إن احتمال قيام دولة فلسطينية يحكمها الإسلاميون المتطرفون، يحظى بنفس الدرجة لقيام دولة فلسطينية علمانية".

واستطرد "بينما احتمال زوال إسرائيل كمشروع صهيوني، وزوالها بسبب الإرهاق والحروب والتغير الديموغرافي تتواجد بنفس درجة الاحتمال، لإخلاء العشرات من المستوطنات المنثورة في الضفة الغربية والقدس الشرقية، واقتلاع مئات الآلاف من المستوطنين، في الوقت الذي ولت فيه إمكانية قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة بأية معايير".

وحول إصرار العالم على التمسك بما أسماه "أوهام حل الدولتين"، اعتبر أن لكل طرف أسبابه الخاصة التي تجعله "يخدع نفسه" لماذا يشعر بضرورة التمسك بهذه الفكرة والتبرير لها.

وبيّن "لكل طرف أسبابه في تسويق فكرة حل الدولتين، فالسلطة الفلسطينية تريد أن تقنع الفلسطينيين بأن هناك تقدماً في تحقيق أمل الدولة، كي تستمر في الحصول على الدعم الاقتصادي والدبلوماسي، لدعم أسلوب الحياة الذي تعود عليه قادة السلطة، وعشرات الآلاف من الموظفين الحكوميين في القطاعات العامة والشرطة والجنود، وهيمنة السلطة على مجتمع ينظر إليها كجهاز فاسد".

أما "إسرائيل" بحسب لوستيك، فهي تحاول إرضاء قطاعات المجتمع الإسرائيلي التي تؤمن بحل الدولتين، بينما تدرأ عن نفسها انتقادات العالم، وتستفيد من ذلك كغطاء لاستشراء الاستيطان في الضفة الغربية الذي تدمن عليه.

ووصف لوستيك الإدارات الأميركية المتعاقبة بالشريكة في التضليل وغض الطرف عن الانتهاكات الإسرائيلية الفادحة، قائلاً "السياسيون الأمريكيون يحتاجون لحجة وشعار حل الدولتين لدرء اللوبي الإسرائيلي وتفادي شره، وتمويه عجزهم المذل في خلق أي فرق بين موقفهم، ومواقف الحكومات الإسرائيلية المتلاحقة".

وتحدث بمرارة وتقزز عن "تجارة عملية السلام، التي بات يعتاش منها ألاف الخبراء والصحفيين والكتاب، والممولين الذين في حقيقة الأمر لا يريدون التوصل لحل الدولتين، كون ذلك سيشكل ضربة قاضية على حياتهم المهنية".

وتوصل لوستيك إلى أن فكرة الدولتين كانت موجودة بعد قرار التقسيم، وانتهت في الفترة ما بين عامي 1948 و 1967 أو حتى 1973 قبل عودتها إلى الحياة لتكون علاجاً للإهانات العربية المتلاحقة في الحروب مع "إسرائيل"، والشعور بالذنب من قبل العالم لمعاناة الفلسطينيين في الشتات، والتي تكللت باتفاقات أوسلو التي أثبتت أنها ليست أكثر من غطاء لتوسيع الاستيطان وتحييد العالم، وتضليله بأن هناك عملية سلام يتم متبعتها".

وتنبأ بزوال "إسرائيل"، منوهاً إلى أن العديد من الإسرائيليين يرون انهيار بلادهم ليس فقط كأمر ممكن، بل محتمل؛ ولعل من الحكمة لهؤلاء الذين يعتقدون أن إسرائيل ستبقى إلى الأبد دولة صهيونية ما عليهم إلا أن ينظرون إلى السرعة التي انهار فيها الاتحاد السوفيتي، وشاه إيران، وجنوب إفريقيا العنصرية.

واختتم مقاله بالقول "إن حل الدولتين ليس حلاً، بل أصبح الشعار عقبة أمام السلام، وما المفاوضات الأخيرة الجارية إلا كذبة كبيرة، يعرفها المشاركون في هذه المفاوضات".