كيري يؤكد : العملية العسكرية ضد سوريا "محددة الهدف" ولن تشارك فيها قوات برية
وكالة الحرية الاخبارية - اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري، مساء اليوم الجمعة، ان العملية العسكرية المحتملة ضد سوريا المتهمة بشن هجمات كيميائية ستكون محددة الهدف ولن تشارك فيها قوات على الارض.
من جانبه، اكد البيت الابيض انه يمكن "بقدر عال من الثقة" تحميل النظام السوري مسؤولية الهجوم الكيميائي الذي وقع قرب دمشق في 21 اب (اغسطس) الجاري، موضحا انه اسفر عن 1429 قتيلا، بينهم 426 طفلا.
وفي تصريح امام الصحافيين في واشنطن، تحدث كيري عن رد عسكري "محكم" و"محدد" في الزمن.
وقال كيري ان الرئيس الاميركي باراك اوباما "قال بوضوح كبير انه مهما كان القرار الذي سيتخذه في شأن سوريا، فانه لن يشبه في شيء افغانستان والعراق او حتى ليبيا. لن يتم نشر قوات على الارض".
وللقيام بهذا التدخل العسكري المحتمل، سمى وزير الخارجية حلفاء لواشنطن مثل فرنسا والجامعة العربية واستراليا.
واعتبر ايضا ان هذه العملية ستكون بمثابة رسالة الى ايران وحزب الله اللبناني، حليفي النظام السوري.
كما اكد كيري انه انطلاق من تجربة اجتياح العراق قبل عشرة اعوام والتي استندت الى معلومات استخباراتية مغلوطة عن وجود اسلحة دمار شامل، فان الولايات المتحدة لن ترتكب الخطأ نفسه.
وقال ان "اجهزة استخباراتنا اجرت تقييما متأنيا وإعادة تقييم للمعلومات عن هذا الهجوم" الكيميائي الذي حصل في سوريا في 21 اب (اغسطس) الجاري.
واضاف "لقد تم هذا الامر بإنتباه كبير مقارنة بتجربة العراق. لن نكرر ما حصل" في العراق.
وافاد تقرير للاستخبارات الاميركية نشره البيت الابيض وقال انه يستند الى ادلة من مصادر "عدة"، ان نظام بشار الاسد استخدم غازات الاعصاب في الهجوم الذي شنه، مستبعدا "في شكل كبير" ان يكون مقاتلو المعارضة السورية قد نفذوا هذا الهجوم.
وقال كيري إن الولايات المتحدة ستعاقب الرئيس السوري بشار الأسد على الهجوم الكيماوي "الوحشي والشائن" الذي قال إنه أودى بحياة ما يربو على 1400 شخص في دمشق الأسبوع الماضي.
وأضاف كيري أنه من الضروري عدم السماح لسوريا بالإفلات من العقاب على هذا الهجوم لأسباب من بينها أن تكون عبرة لمن قد يفكر في استخدام الأسلحة الكيماوية في المستقبل وقال إن هناك حلفاء انضموا إلى الولايات المتحدة في إصرارها على التحرك ومن بينهم فرنسا "أقدم حلفائنا".
وعرض كيري مجموعة من الأدلة التي تظهر أن قوات الأسد مسؤولة عن الهجوم وفي الوقت نفسه أصدرت الحكومة الأميركية تقرير مخابرات غير سري يتضمن الكثير من التفاصيل.
وقال التقرير إن الهجوم الذي وقع في 21 اب (أغسطس) أودى بحياة 1429 مدنيا سوريا، بينهم 426 طفلا.
وأضاف التقرير المؤلف من أربع صفحات أن المعلومات التي جمعت لإعداده تتضمن اتصالا تم اعتراضه أجراه مسؤول كبير على اطلاع تام بهجوم 21 آب (أغسطس) ومعلومات أخرى أخذت من روايات بعض الأشخاص إلى جانب عدد من الرسائل التي جرى اعتراضها.
وقالت فرنسا اليوم الجمعة إنها مازالت تؤيد اتخاذ إجراء عسكري لمعاقبة حكومة الأسد على الهجوم رغم رفض البرلمان البريطاني توجيه ضربة عسكرية.
واستغل أحد مساعدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحليف المقرب من الأسد رفض البرلمان البريطاني في تصويت أجراه أمس التدخل في سوريا وقال إنه يعكس المخاوف الأوروبية الأوسع بشأن مخاطر الرد العسكري.
ويبدو من المستبعد توجيه ضربة عسكرية على الأقل إلى أن يسلم محققو الأمم المتحدة تقريرهم بالنتائج التي توصلوا إليها بعد مغادرة سوريا غدا السبت.
ومما قد يزيد من صعوبة تحديد موعد أي ضربات ضد سوريا سفر أوباما يوم الثلاثاء إلى السويد وحضوره قمة مجموعة العشرين في روسيا. ولا يتوقع أن يأمر أوباما بشن أي ضربات أثناء زيارته للسويد أو روسيا.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاوند لصحيفة (لوموند) إنه مازال يؤيد القيام بتحرك عقابي "حازم" بسبب الهجوم الذي قال إنه ألحق ضررا "لا يمكن علاجه" بالشعب السوري، مضيفا أنه سيتعاون عن كثب مع حلفاء فرنسا.
وتعارض روسيا التدخل العسكري في سوريا وتقول إن أي هجوم سيزيد التوتر ويقوض فرص إنهاء الحرب الأهلية.
وقال يوري أوشاكوف، كبير مستشاري بوتين للسياسة الخارجية، إن تصويت البرلمان البريطاني يعكس رأي الأغلبية في أوروبا.
وقال أوشاكوف للصحافيين "بدأ الناس يتفهمون مدى خطورة هذه السيناريوهات .. روسيا تعمل بجد لتجنب سيناريو (التدخل) العسكري في سوريا".