فنان فلسطيني اعتقلته إسرائيل فرسم معاناة الأسرى

وكالة الحرية الاخبارية -  عُرف برسمه للشخصية الكرتونية "أبو فايك"، هذه الشخصية التي ترمز للإنسان الفلسطيني الفلاح والكادح والمرتبط بأرضه وناسه. صاحبها هو رسام الكاريكاتير، الفنان الفلسطيني محمد سباعنة (بلدة قباطية، قضاء جنين، 34 عاماً)، الذي عاد إلى بيته وعائلته قبل أيام قليلة بعدما كان اعتقله الاحتلال الإسرائيلي لمدة خمسة شهور، حين كان عائداً من الأردن.

ريشته موجهة نحو فلسطين بجميع تفاصيل قضاياها التاريخية واليومية، متطرقاً سباعنة من خلال رسوماته إلى القدس المحتلة وجدار الفصل العنصري والاستيطان منذ بداية مسيرته الفنّية، كانت ريشة سباعنة موجهة نحو فلسطين بجميع تفاصيل قضاياها التاريخية واليومية، متطرقاً من خلال رسوماته إلى القدس المحتلة وجدار الفصل العنصري والاستيطان وحكايات الأسرى، إلا أنّ سباعنة، وفي حديث خاص لـ 24، قال: "اكتشفت خلال فترة اعتقالي، بأنّه برغم كلّ ما كُتب ورُسم وأنتج لقضية الأسرى حتى اليوم، نحن عاجزون عن نقل معاناتهم بكامل تفاصيلها وعاجزون عن التعبير عنهم، لأنّ لكلّ أسير قصة أو مجموعة من القصص التي تختلف من أسير إلى آخر".

زنزانة 28 

قضى سباعنة خمسة شهور وراء القضبان، يعتبرها "لم تكن طويلة مقارنة مع غيري". وأمضى وقته في الرسم والقراءة، محاولاً أن يكون منتجاً داخل الأسر "كي أبقى حيّاً ولا أستسلم لهذا القيد". ويضيف: "ثم أني ولأول مرة ألعب الرياضة، ولعبتها في المعتقل".

خلال هذه الفترة، رسم سباعنة 60 لوحة فنّية، بغالبيتها عرضت قضية الأسرى بكافة جوانبها، والأهم قُدمت من خلال فنان عاشها وعاشر الأسرى كذلك، بالإضافة إلى رسومات عن مواضيع أخرى عديدة، منها مواضيع اجتماعية يعاني منها الفلسطيني من فساد وغلاء معيشة وغيرها، يقول سباعنة: "كان همّي ألا يصبح السجن عالمي الذي أتحدث عنه فقط.. فلسطين بالنسبة لي هي أكبر من مساحة هذا الأسر الذي أنا فيه، وكان يجب أن أعلو فوق السجّان وأبقى متصلاً مع كلّ شيء".

يعمل سباعنة حالياً على مشروعه الفنّي القادم، وهو معرض رسومات يحمل الاسم "زنزانة 28"، يتحدث من خلاله عن قضايا الأسرى بكامل تفاصيل حياتهم منذ لحظة الاعتقال، إلى التحقيق والمحاكم حتى السجن وما بين جميعهم من تفاصيل حياتية وإنسانية. وسوف يضيف إلى المعرض مجموعة من اللوحات لفنان من داخل السجن قضى أكثر من 10 سنوات في الأسر، كمساعدة من سباعنة لنشر أعمال هذا الأسير.

أما عن ارتباط الفنان الفلسطيني بقضايا وطنه وهموم ناسه، فيقول: "هي تذكرة خلود لأي مبدع، بقدر ما يرتبط الفنان مع قضايا وطنه وينتمي إليها، فينتمي إليه أبناء شعبه ويؤمنون به. الموضوع ليس افتعالاً أو قراراً يبادر إليه المبدع فيكون، بلّ أن المبدع هو ابن الشارع والقضية، يرتبط بتفاصيلها التي يشربها ويتشبع بها".