القدس عاصمة دائمة للإعلام العربي.. صوت الفلسطينيين من قلب العاصمة المحتلة
في خطوة تهدف إلى ترسيخ القدس كقضية إعلامية وسياسية مركزية في الوعي العربي والإسلامي، تستعد إذاعة "صوت فلسطين" غدًا الإثنين لتنظيم يوم إذاعي عربي موحّد، احتفاءً باعتماد القدس عاصمة دائمة للإعلام العربي، تجسيدًا لقرار مجلس وزراء الإعلام العرب الصادر عام 2022.
وأكد المشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف، أن هذا اليوم الإذاعي، الذي تشارك فيه عشرات الإذاعات المحلية والعربية والدولية، يحمل رسالة مزدوجة:
أولاً، التأكيد على أن القدس هي العاصمة السياسية والثقافية والإعلامية لدولة فلسطين، وثانيًا، فضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق الإعلاميين، ومواجهة محاولاته لطمس الرواية الفلسطينية وفرض روايته الكولونيالية على المدينة.
من جانبه، قال مستشار محافظ القدس الإعلامي، معروف الرفاعي، إن البث الموحد سيتضمن تغطية مباشرة من قلب المدينة المحتلة، وتقارير وشهادات حية من صحفيين مقدسيين يعملون تحت القمع اليومي، مؤكدًا أن "القدس تخوض اليوم معركة على الأرض وعلى الرواية، والإعلام المقاوم هو جبهة متقدمة في هذه المواجهة".
وأشار الرفاعي إلى أن هذا اليوم الإذاعي يأتي تزامنًا مع ذكرى النكسة، ويحمل رسالة سياسية وأخلاقية تعكس صمود المقدسيين وإصرارهم على رفع الصوت الفلسطيني من داخل العاصمة المحتلة. ودعا إلى تحويل التفاعل العربي مع هذه المبادرة إلى حراك إعلامي مستدام، يتضمن دعمًا ماليًا ومهنيًا ومظلة حماية للصحفيين المقدسيين.
وفي تصريح، شدد نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر على أن اختيار القدس عاصمة دائمة للإعلام العربي "ليس مجرد تكريم رمزي، بل أمانة ومسؤولية جماعية"، داعيًا وسائل الإعلام العربية والدولية إلى تبني خطاب دعم نشط ومؤسسي للصحفيين المقدسيين.
وأكد أبو بكر أن نقابة الصحفيين الفلسطينيين وثّقت مئات الانتهاكات الإسرائيلية بحق الإعلام المقدسي، تتضمن الاعتقال والإبعاد، وسحب بطاقات الصحافة، وإغلاق المؤسسات الإعلامية. وأشار إلى أن النقابة قدمت تقريرًا مفصلًا لنقابات واتحادات الصحفيين في العالم، يتضمن توصيات لتوفير الدعم المالي والتدريب المهني للمؤسسات الإعلامية في القدس.
وقال: "الصحفيون في القدس لا يدافعون فقط عن مهنة، بل عن هوية ومقدسات وتاريخ، ومعركتهم ليست مهنية فقط، بل وطنية وإنسانية من الدرجة الأولى".
يُذكر أن اختيار القدس عاصمة دائمة للإعلام العربي جاء بقرار رسمي من مجلس وزراء الإعلام العرب في دورته الـ52 بالقاهرة، في حزيران/ يونيو 2022، ليُترجم لاحقًا عبر سلسلة فعاليات إذاعية وتلفزيونية وإعلامية على المستويين العربي والدولي.