إلغاء ندوة إسرائيلية في معرض سالونيك للكتاب انتصار للعدالة الفلسطينية ورفض لتبييض الإبادة
أُلغيت ندوة نظمتها السفارة الإسرائيلية ضمن فعاليات معرض الكتاب الدولي في مدينة سالونيك اليونانية، في دورته الحادية والعشرين، وذلك بعد احتجاج واسع شاركت فيه الجالية الفلسطينية، واتحاد الناشرين اليونانيين، وحركة المقاطعة BDS، وعدد كبير من دور النشر والجمعيات الطلابية والنقابات الثقافية، ومواطنون يونانيون ومتضامنون، بما يزيد على 500 مشارك.
وجاء إلغاء الندوة، في مشهد ثقافي تضامني لافت، التي كان من المقرر أن يتحدث فيها السفير الإسرائيلي، وسط موجة غضب شعبي وثقافي بسبب ما وصفوه بمحاولة "تبييض الإبادة الجماعية" التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة. وقد تحوّل الاعتراض إلى تظاهرة داخل قاعة المعرض، رُفعت فيها الأعلام الفلسطينية والشعارات المناهضة للاحتلال، ما دفع السفارة إلى إلغاء الحدث بالكامل.
تزامن ذلك مع مشاركة الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، مراد السوداني، الذي دعته دار نشر "إيريني" إلى توقيع ديوانه المترجم إلى اللغة اليونانية، بحضور حاشد من الجمهور وفاعليات ثقافية يونانية وفلسطينية.
وفي تصريح له، اعتبر السوداني إلغاء الندوة "انتصاراً لغزة الشهيدة، ورفضاً لمحاولات الاحتلال غسل يديه من المجازر المتواصلة في فلسطين"، مشيراً إلى أن ما جرى هو "صفعة ثقافية في وجه الرواية الصهيونية التي تحاول فرض وجودها حتى في الفضاءات الثقافية".
وقال السوداني: "إننا نثمّن موقف اتحاد الناشرين اليونانيين، والجالية الفلسطينية، والنقابات وحركة المقاطعة، الذين وقفوا مع الحق وعدالة القضية الفلسطينية، ورفضوا استضافة ممثلين لدولة ترتكب تطهيراً عرقياً ومجازر يومية بحق شعبنا".
من جهته، أكد مدير دار نشر "إيريني" الناشر كونستانتينوس، أن الحدث الملغى كان محاولة مكشوفة من إسرائيل لتجميل جرائمها في فلسطين، وقال: "رفضنا، مع ناشرين آخرين، استغلال الفضاء الثقافي في ترويج الأكاذيب. وقد نجحنا في إفشال الندوة، وشهدنا دعماً واسعاً من الزوار والمشاركين الذين أداروا ظهورهم لها".
بدوره، أشار رئيس الجالية الفلسطينية في اليونان، محمد السيد، إلى أن الفعاليات الثقافية أصبحت ساحة مواجهة للرواية الإسرائيلية، مؤكدًا أن الحضور الحاشد لندوة مراد السوداني كان بمثابة "ردّ ثقافي قوي على محاولات التغطية على الجرائم".
وشكّل توقيع الديوان الشعري للسوداني، باللغتين اليونانية والعربية، محطة مؤثرة في الفعالية، حيث تحدث أمام المئات عن الثقافة الفلسطينية ومأساة غزة المستمرة تحت القصف والحصار. وقد أجمعت الأصوات الثقافية الحاضرة على ضرورة استمرار التصدي لمحاولات الاحتلال اختراق الفضاءات الثقافية والأكاديمية الأوروبية.
ويأتي هذا الحدث في وقت يشهد فيه قطاع غزة حرباً مفتوحة، وسط تصاعد الدعوات الأوروبية لوقف المجازر وتقديم الاحتلال للمحاسبة الدولية، في ظل تعالي الأصوات الثقافية والحقوقية المؤيدة للعدالة الفلسطينية.