أكاديمية شباب بيت أمر لكرة القدم.. "الولادة من العدم"
خاص الحرية- بإمكانياتٍ شبه معدومة، وفي ظروفٍ صعبة للغاية، نشأت أكاديمية شباب بيت أمر لكرة القدم، عام 2017م، متجاوزة عثرات، وعقبات، لتكون محطة بناء للاعبين جدد، عشقوا منذ نعومة أظفارهم الساحرة المستديرة.
أكاديمية شباب بيت أمر الكروية، تضم في أروقتها أربع فئاتٍ عمرية، تحت قيادةِ مدرّبيْن مؤهليْن علميًا، وهما: فراس أبو عياش، وحمزة عوض؛ إذ حصل كل منهما قبل سنوات على شهادة البكالوريوس في التربية الرياضية من جامعة القدس.
بلدة بيت أمر شمال الخليل، والتي يزيد تعدادها السكاني عن 20 ألف مواطن، تمتلك فريقًا كرويًا عريقًا، يلعب في الدرجة الأولى –الاحتراف الجزئي-، ويعرف عنه اعتماده المطلق على أبناء النادي، دون اللجوء إلى التعزيز.
ومن أجل الحفاظ على اللاعبين، خاصةً الفئة الناشئة، أصبح وجود أكاديمية كروية مسألة غاية في الأهمية، وتعاظم دورها، وأهميتها، مع توقف النشاط الرياضي في فلسطين، بفعل حرب الإبادة التي تشن على شعبنا الفلسطيني، وهو ما يهدد بفقدان مئات المواهب الكروية.
ومقارنةً مع الأكاديميات الأُخرى الناشطة في مناطق الضفة الغربية، فإن أكاديمية شباب بيت أمر، شبه مجانية، كما أنّها لا تجعل من العامل المادي أساسًا ومقياسًا في التعامل مع اللاعبين، خاصةً الموهوبين.
المدرّب فراس أبو عياش، أشار في حديثه مع "الحرية" إلى أنَّ الأكاديمية تهدف لبناءٍ جيل من اللاعبين المميزين أخلاقيًا وكرويًا، وإتاحة المجال لهم للانخراط في الفرق مستقبلاً، لافتًا إلى أن التركيز ينصب على تنمية المواهب، ووضع اللاعب في المكان الذي يحبّه.
وأضاف: "نبذل جهدًا جماعيًا جيدًا، وبإمكاننا تقديم المزيد مستقبلاً، حيث نعتقد بأن علينا تطوير أنفسنا باستمرار لخدمة الأجيال في البلدة، وهذه مهمة أخلاقية بحتة، فالمعروف بأن بيت أمر، بلدة الشهداء والأسرى، تعدُّ مصنعًا للاعبين، ومنها خرج عناصر مميزة في مختلف الخطوط، وستبقى المسيرة مستمرة".
ومن جانبه، أوضح المدرّب حمزة عوض، بأن بلدة بيت أمَّـر على الدوام كانت تمرّ بظروفٍ استثنائية، بسبب معيقات الاحتلال، خاصةً اعتقال اللاعبين، مما أثر على مدار سنواتٍ طويلة على المسيرة الرياضية، الأمـر الذي يجعل تخريج أجيال من لاعبي كرة القدم، تجاوزًا لهذا المأزق.
وأردف: "نتطلع دومًا للوصول باللاعبين إلى مستويات متقدمة، وندمج بين الجوانب الفكرية، والأخلاقية، والرياضية، ونراعي الفوارق الفردية، ونرتبط مع المنتسبين بعلاقاتٍ أخوية حسنة، كما أننا نقيم البطولات الودية الداخلية بين فرق الأكاديمية، وكذلك نخوض مباريات خارجية مع منافسين آخرين بهدف زيادة الاحتكاك، والتجارب".