الحرية_ تهاني العثامنة

أيام قليلة وستكمل الحرب على قطاع غزة عامها الأول، والطريقة التي يدير بها نتنياهو وحكومته الحرب على القطاع تدلّ على أن الحرب مستمرّة، وقد تطول بلا أفق قريب.

كثرت التساؤولات، وتاهت التنبوءات، والمواطنون يبحثون عن جملة مبشرة يضعون خلفها نقطة النهاية لهذا الكابوس، ونحن شعب محكوم بالأمل، نبحث عن أي أفق عله يحمل بداخله أخبار مبشرة بإنهاء الحرب.

أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل، د. عماد البشتاوي، قال خلال حديث له مع (الحرية): "جميع المعطيات التي نستنتجها من أرض الواقع تفيد برغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي في استمرار الحرب، من خلال إصراره على عدم إبرام صفقة أو هدنة، وهو ما جعل حزب الله يستمر في جبهة الإسناد، ويستمر في ضرباته على شمال فلسطين المحتلة، إضافة الى مماطلته في الحرب، وإطالة أمدها بخلق ذارئع وحجج واهية".

وأضاف: "نتنياهو يحاول أن يخلق واقعًا جديدًا في قطاع غزة، بمعنى آخر إن ما يتحرك من خلاله أو به جيش الاحتلال لا يوحي بأن انسحابه بات قريبًا، وإذا كان هناك انسحاب لن يكون انسحابًا كاملاً من القطاع، حيث سيحاول نتنياهو إيجاد منطقة عازلة أو صيغة لإدارة معبر رفح، والشمال سيكون له مواصفات معينة لإعادة السكان".

وتابع: "هذه السيناريوهات لا توحي أو تقدم لنا أي أمل بأنه سيكون الآن أو لربما خلال أسابيع قادمة إنهاء للحرب الدائرة منذ السابع من شهر أكتوبر العام الماضي: والتي قتلت وجرحت وشردت مئات الآلاف" .

وأردف: "أما عن جبهة جنوب لبنان، ومن خلال السيناريوهات المتشابهة لسيناريوهات قطاع غزة، هي عبارة عن كرات لهب متدحرج، حيث بدأوا بالقصف والاغتيالات التي طالت القيادات السياسية والأمنية التي تشكل الصف الأول والثاني، وبأعداد كبيرة جدًا، والتوقعات بأنه سيكون هناك توغل بري محدود حسب الإعلام الإسرائيلي، هذا يدل على طول أمد الحرب في جنوب لبنان، وفي ذات السيناريو سيحاول الجيش الإسرائيلي خلق واقع جديد لكي يقول للعالم لن نسمع مرة أخرى ببناء قوة حزب الله".

وأكمل: "إسرائيل كانت تحاول إقناع العالم بأن حزب الله هو الذي اعتدى عليها، وهو الذي كان يوجه صواريخه خلال مرحلة الإسناد إلى شمال فلسطين، وبالتالي جاء الوقت الآن لكي تضع إسرائيل حدًا لكل هذه التجاوزات، بزعم أنها لن تسمح بطوفان جديد في جنوب لبنان، وسط حالة من الرضا في الوسط الأمريكي الذي يدعم إسرائيل بالذخائر والأسلحة المتطورة".

وأشار إلى أن "السيناريوهات القادمة مع هذا التغول والتوحش الإسرائيلي ليست مبشرة بالخير أبدًا، بالأخص بعد دخول جدعون ساعر إلى الحكومة الإسرائيلية، وهو مسؤول يميني سابق، وأكثر تطرفًا من نتنياهو، مما رفع عدد الأعضاء في الكنيست إلى 68 عضوًا، وهذا ما يعطي نتنياهو أغلبية مريحة، ويمكنه أن يصمد حتى نهاية الحرب".