شاهين: العمل المقاوم بالضفة يهدد الوجود الاستيطاني ويقلق إسرائيل
الاحتلال يزعم: ثلاثة أهداف للحملة العسكرية على شمال الضفة الغربية
الحرية- محمـد عوض- زعمت القناة (14) العبرية، بأن جيش الاحتلال شنَّ عملية عسكريةً على مناطق شمال الضفة الغربية، لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية، مستغلاً حالة الحرب على قطاع غزة، وتبادل إطلاق النار شمال فلسطين المحتلة مع حزب الله، وسط صمت المجتمع الدولي عن القيام بأي خطوات فعلية وعملية على الأرض لإيقاف "الإبادة الجماعية" بحق الفلسطينيين.
وأوضحت القناة (14)، بأن الهدف الأوّل للعملية في الضفة الغربية، والتي أُطلقَ عليها "مخيم صيف"، يتمثل بالقضاء على المطلوبين والخلايا المسلحة، إذ يزعم الاحتلال بأنها تتلقى تمويلاً من جهات خارجية من أجل تغطية نفقاتها، وشراء السلاح والعتاد، وقامت بالعديد من العمليات ضد أهدافٍ إسرائيلية، أدت لمقتل جنود ومستوطنين.
كما يسعى الجيش الإسرائيلي ضمن هدفه الثاني، إلى إبقاء الضفة "حلبة ثانوية"، في ظل انشغاله في جبهتي غزة والشمال، والتهديدات المحيطة به من جبهاتٍ أُخرى، لكن الواضح بأنَّه رفع معدّل عملياته في مدن شمال الضفة، وأدخل أسلحةً جديدةً، خاصة الطيران المسيّر والحربي، ونفذ ما يزيد عن 70 غارةً منذ السابع من أكتوبر، وقصف منازل، ومركبات، مما تسبب بارتقاء شهداء.
أما الهدف الثالث بالنسبة لجيش الاحتلال، هو إحباط وصد العمليات الخارجة من الضفة الغربية، سيّما تلك التي تستهدف المستوطنين على الشوارع، وكذلك زرع العبوات الناسفة التي أصبحت تشكّل تهديدًا كبيرًا –وفقًا للإعلام العبري-، وينسحب عليها إمكانية إطلاق صواريخ نحو المستوطنات في المستقبل.
وفي هذا السياق، علَّق أستاذ الإعلام في جامعة الخليل، د. سعيد شاهين، على الأحداث الجارية شمال الضفة الغربية قائلاً: "تشعر إسرائيل بقلقٍ أمني كبير جرّاء تنامي الفعل المقاوم في شمال الضفة الغربية، الأمر الذي بات يهدد الوجود الاستيطاني، خاصة بعد سلسلة عمليات ناجحة نفذتها مجموعات مسلحة، قادت إلى دفع وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال بن غفير، لتوزيع أكثر من 100 ألف قطعة سلاح على مجموعات متطرّفة من المستوطنين".
وأضاف: "ما زاد تعاظم هذا القلق، هو بروز تشكيلات وكتائب عسكرية تتبع لفصائل المقاومة، وتحديدًا كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكري لحماس، وسرايا القدس، الذراع العسكري للجهاد الإسلامي، وأُخرى تتبع لكتائب شهداء الأقصى، الذراع العسكري لفتح".
وتابع: "يوجد تداخل جغرافي بين شمال الضفة الغربية مع أراضي الداخل المحتل، يجعل من تعاظم دور هذه التشكيلات العسكرية خطرًا كبيرًا على دولة الاحتلال، وقد يعيد فكرة استنساخ تجربة المقاومة في قطاع غزة، ما دفع إسرائيل لشن جملة من العمليات العسكرية المتكررة لاستئصال واجتثاث بؤر المقاومة في شمال الضفة الغربية، والتي فشلت في وأد المقاومة".
وأردف: "لذلك أعلنت إسرائيل عن هذه العملية الواسعة في محاولة بائسة منها لاقتلاع المقاومة، وترويع الحاضنة الشعبية لها، عبر سياسة العقوبات الجماعية، وتدمير البنية التحتية، وإطلاق يد المستوطنين المتطرّفين لتكرار نموذج غزة، وتنفيذ المشروع الاستيطاني الهادف إلى ابتلاع الضفة الغربية، والقدس الشرقية، وقتل حلم الدولة الفلسطينية".
الجدير بالذكر في هذا السياق، بأنَّ جيش الاحتلال أَعلن انتهاء عمليته العسكرية في مخيم الفارعة بمحافظة طوباس، واستمرارها في جنين وطولكرم، حيث أدت إلى استشهاد 18 مواطنًا على الأقل، وإصابة العشرات، إضافةً إلى اعتقال آخرين، وهدم منازل، وحرقها، وتجريف البنية التحتية، وحصار المستشفيات، وملاحقة الطواقم الطبية، ومركبات الإسعاف، وفرض قيود مشددّة على حركة الصحفيين العاملين ميدانيًا.
