حزب الله رد على الغارات.. الاحتلال الإسرائيلي يشنّ أوسع هجوم على لبنان منذ العام 2006
شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الأحد، ما سمّاه "هجومًا استباقيًا" على جنوب لبنان، بزعم رصد استعدادات لـ "حزب الله" لإطلاق صواريخ.
وردًا على الهجوم، أعلن "حزب الله" في "بيان رقم 1"، أنّه ردًا على اغتيال إسرائيل القائد العسكري فؤاد شكر، شنّ "هجومًا جويًا بعدد كبير من المسيّرات نحو العمق الإسرائيلي، ونحو هدف عسكري إسرائيلي نوعي سيعلن عنه لاحقًا، بالتزامن مع استهداف عدد من مواقع وثكنات العدو ومنصّات القبة الحديدية في شمال فلسطين المحتلة بعدد من الصواريخ".
وفي بيان آخر، أوضح "حزب الله" أنّه أنهى المرحلة الأولى من الردّ بنجاح كامل، مضيفًا أنّه استهدف الثكنات والمواقع الإسرائيلية تسهيلًا لعبور المسيّرات الهجومية باتجاه هدفها المنشود في عمق الكيان.
وكشف "حزب الله" تفاصيل العملية التي قام بها، مضيفًا أنّه أطلق أكثر من 320 صاروخ باتجاه 11 قاعدة عسكرية للاحتلال.
وأكد "حزب الله" أنّه في أعلى جهوزيته وسيقف بقوة وبالمرصاد لأي تجاوز أو اعتداء إسرائيلي، محذرًا من أنّه إذا تمّ المسّ بالمدنيين فسيكون العقاب شديدًا وقاسيًا جدًا.
وشنّت طائرات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الأحد، أكثر من 40 غارة بشكل متزامن استهدفت 17 منطقة وبلدة في جنوب لبنان، في أوسع هجوم منذ العام 2006.
وأفاد مراسل "التلفزيون العربي" بأن غارات عنيفة استهدفت بلدات طير حرفا وشمع وتلة ارمز ودير سريان ومرتفعات الإقليم وبيت ياحون.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر أمنية قولها إنّ "نحو 100 طائرة مقاتلة شاركت في الضربة الاستباقية على أكثر من 200 هدف في لبنان".
وادعى جيش الاحتلال أن 100 طائرة حربية دمرت آلاف منصات إطلاق القذائف الصاروخية لحزب الله كانت موجهة نحو وسط وشمال إسرائيل، فيما أوردت القناة 12 نقلًا عن مصادر أمنية أن الضربة الاستباقية أحبطت نحو 6000 صاروخ ومسيّرة كان مقررًا إطلاقها على إسرائيل
إلى ذلك، أعلن جيش الاحتلال أنّه قرّر تغيير السياسة الدفاعية لقيادة الجبهة الداخلية، وفرض قيود جزئية على شمال الجولان وجنوبه والجليل والأغوار والكرمل ومنطقة تل أبيب الكبرى.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابة إسرائيليين في مناطق نهريا وعكا شمال إسرائيل.
كما أفادت القناة 12 الإسرائيلية، بإغلاق كل شواطئ البحر أمام الإسرائيليين في مناطق حيفا. ونقل موقع "واللا" عن مصادر في جيش الاحتلال قولها إنّ إسرائيل "تستعدّ لمواجهة هجوم ليس فقط من لبنان".
ومنذ السابعة صباحًا، يعقد الطاقم الأمني الوزاري المصغر في إسرائيل اجتماعًا طارئًا، لتقييم الوضع بعد هجوم "حزب الله".
بدورها، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، بأنّ الاحتلال شنّ غارات على أطراف بلدات زبقين، وباتوليه، وطيرحرفا، وشمع، ووادي العزية، والحنية، ما أدى إلى أضرار جسيمة بالممتلكات والمزروعات والبنى التحتية، لا سيما شبكتَي الكهرباء والمياه.
كما شنّ طيران الاحتلال غارة على مرتفعات جبل الريحان، وعلى بئر كلاب في مرتفعات الريحان، وسط تحليق على علو متوسط فوق منطقة جزين.
واستهدفت سلسلة غارات جوية إسرائيلية هي الأعنف منذ بداية التصعيد في جنوب لبنان، أطراف بلدات ديرميماس، وطلوسة، وبني حيان، وبلدة قبريخا، وتولين، وحولا وعدشيت في قضاء مرجعيون.
كما أطلق الطيران الإسرائيلي صواريخ جو أرض باتجاه بلدة المنصوري قضاء صور، من دون تسجيل إصابات، بينما استهدفت غارة من مسيّرة بستانًا في محلة القاسمية ما أدى إلى إصابة جريح حالته خطرة.
إلى ذلك، أكدت واشنطن أنّها ستُواصل دعم ما سمته بـ"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، بعد "هجوم" حزب الله، وأنّ الرئيس جو بايدن يراقب عن كثب الأحداث في إسرائيل ولبنان.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي شون سافيت في بيان، إنّه بتوجيه من بايدن "يتواصل المسؤولون الأميركيون الكبار بشكل مستمر مع نظرائهم الإسرائيليين"، مضيفًا "سنواصل دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وسنواصل العمل للحفاظ على الاستقرار الاقليمي"، وفق تعبيره.