حفاظًا على "العِرق الفلسطيني".. مجمع ناصر الطبي يناشد العالم لإدخال مواد طبية لغزة
أعلن مجمع "ناصر الطبي" في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، الخميس، أن شح المستلزمات الطبية جراء الحرب والحصار أجبرهم على التركيز على إنقاذ الأطفال والنساء؛ حفاظًا على "العِرق الفلسطيني" في القطاع. وقال الدكتور محمد صقر خلال مؤتمر صحفي مساء الخميس، "بتنا كطواقم طبية، ومع شح المستلزمات الطبية في أقسام الطوارئ، نركز على إنقاذ الأطفال والنساء للحفاظ على العرق الفلسطيني في غزة". كما وحذّر مدير التمريض، من توقف غرف العمليات الجراحية داخل المجمع خلال الساعات القادمة نتيجة نقص المستلزمات الطبية، وعدم سماح الاحتلال "الإسرائيلي" بإدخالها. وقال صقر: "وصلنا إلى مرحلة لا يوجد موازين لقياس الحرارة داخل المجمع، ونريد سؤال الاحتلال ما هي المخاطر التي تشكلها تلك المستلزمات الطبية لكي يمنع دخولها لقطاع غزة". وتابع قائلا "نرجو من أحرار العالم الضغط على الاحتلال لإدخال ما يلزمنا من مواد طبية". وانهارت المنظومة الصحية في قطاع غزة وفقدت أكثر من 70% من القدرة السريرية جراء الحرب الإسرائيلية التي استهدفت المستشفيات والمراكز الطبية في أنحاء القطاع. وفي الإطار، أفاد الوكيل المساعد لوزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة الدكتور عبد اللطيف الحاج بأن جرحى الحرب التي تشنها "إسرائيل" على القطاع يحتاجون إلى نحو نصف مليون عملية جراحية في ظل انهيار المنظومة الصحية. وأوضح الحاج -في مقابلة مع وكالة الأناضول للأنباء- أن هناك "ما يزيد عن 94 ألف جريح في غزة، وهؤلاء يحتاجون بمعدل 3 إلى 4 عمليات جراحية بعد الحرب". وأوضح أن تلك العمليات الجراحية الضرورية لن تجرى من دون توفر فرق جراحة كاملة، ومستشفيات ميدانية إلى جانب ما تبقّى من مستشفيات في القطاع المتسنزف صحيا حتى تكون داعمة لها. وأشار إلى أنه بمجرّد تنفيذ وقف إطلاق النار، من المطلوب البدء بترميم المستشفيات، وإدخال أجهزة طبية وأدوية ومستلزمات صحية لقطاع غزة بشكل سريع وعاجل. وشدد الوكيل المساعد لوزارة الصحة على ضرورة وصول مستشفيات ميدانية حقيقية فاعلة لقطاع غزة، تضمّ غرف عمليات جراحية متكاملة، بالإضافة إلى تجهيزات أخرى مهمة ولازمة. وأشار إلى أن هذه التجهيزات تشمل أجهزة تصوير بالأشعة، وأخرى بالرنين المغناطيسي، وأجهزة تصوير مقطعي محوسب، إلى جانب مستلزمات مخبرية، ومولّدات كهربائية حديثة لحلّ أزمة الوقود. وحول واقع المنظومة الطبية بقطاع غزة، أفاد الحاج إلى فقدان أكثر من 70% من قدرة المستشفيات الاستيعابية، لجهة عدد الأسرة، جراء قصف أجزاء كبيرة من المنشآت الطبية، وخروجها عن الخدمة. وبشأن عمل المستشفيات بالقطاع، أشار إلى أن 14 مستشفى ما زالت تعمل حاليا، من بينها 4 مستشفيات رئيسية، فيما الباقي عبارة مراكز صغيرة غير حكومية. وفي الحديث عن نقص المستلزمات الطبية، فإنّ أكثر من 50% من الأدوية، و60% من المواد المخبرية غير متوفّرة في قطاع غزة في الوقت الراهن، بحسب "الحاج". وأما عن الاستهداف الإسرائيلي بحق الكوادر الصحية، فأكد الحاج أن 880 كادرا صحيا استشهدوا منذ بداية الحرب، مشيرا إلى أن كل واحد كان له دوره المهم، فيما كان أفراد منهم متفردين بأدوارهم في المنظومة الصحية. وأعتبر الحاج فقدان الطواقم الطبية المميزة "مأساة لا تعوض"، مضيفاً أن "ذلك أثر بالتأكيد سلبا بمستوى تقديم الخدمات، وسوف يكون له التأثير نفسه مستقبلاً، حتى عند وقف إطلاق النار". بدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربًا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 133 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة. وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.