نصر الله: ما تقبله حماس سنقبل به وجاهزون لأسوأ الاحتمالات
شدد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله على أنّ "وقف إطلاق النار بشمال فلسطين المحتلة مرتبط بوقف إطلاق النار في غزة"، مؤكداً أنّه "لدينا أكثر من مائة ألف ضابط وجندي منذ نحو عشرة أشهر، (تاريخ بدء المواجهات على الحدود اللبنانية الجنوبية)، وباقون لمواجهة العدو"، لافتاً إلى أننا "ننتظر نتيجة المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة وما تقبل به حركة حماس نقبل به جميعاً".
وأكد نصر الله أننا "لن نتسامح مع أي اعتداء على لبنان يمكن أن يقدم عليه العدو إذا حصل وقف إطلاق النار في غزة وإن كان مستبعداً، ويجب أن نبقى حذرين ونبني على أسوأ الاحتمالات ونحن تحضّرنا ونتجهّز بشكل دائم ولا نكتفي بجهوزيتنا الحالية". وقال نصر الله في الاحتفال التأبيني لقائد وحدة "عزيز" في حزب الله محمد نعمة ناصر الذي اغتالته إسرائيل الأربعاء الماضي مع مرافقه في الجنوب اللبناني: "نحن اعتبرنا أننا جزء من معركة طوفان الأقصى وليس لمعركتنا في جبهتنا اللبنانية اسم خاص للتأكيد على وحدة المعركة ونضيف عليها عنوان جبهة الإسناد اللبنانية وشهداؤنا اخترنا لهم اسم شهداء على طريق القدس، وحددنا أهدافاً للمعركة ونرى تحققها يوماً بعد يوم وإنجازاتها، والأهم أن العدو يعترف بتحققها ويطلق عليها إنجازات استراتيجية وأنا يهمني ما يشعر ويقرّ به العدو ويعيشه لأن معركتنا معه".
وأشار نصر الله إلى أننا "منذ البداية أردنا لجبهة الإسناد اللبنانية كما حال بقية الجبهات استنزاف قوات وقدرات العدو بشرياً، مادياً، اقتصادياً، معنوياً ونفسياً، وهذا ما تحقق حتى الآن، ومن خلال هذا الاستنزاف والضغط المتواصل نستطيع أن نشغل جزءاً كبيراً من قوات وقدرات العدو عن التفرغ لغزة وحسم المعركة في غزة والضغط عليه ليفهم أن وقف إطلاق النار بالشمال مرتبط بوقف إطلاق النار في غزة"، مشدداً على أنّ "العدو سيضطر إلى وقف الحرب وإلاّ فهو يمضي إلى الهاوية"، مؤكداً أن "الجبهة ماضية وتحقق الهدف والعدو من حيث المجموع في أسوأ أيامه ومرحلة في عمر الكيان على الأصعدة كافة".
وقال نصر الله "اليوم هناك مفاوضات في الدوحة، وبالنسبة إلينا، العالم كلّه سلّم بأن إسرائيل غير قادرة على الحسم العسكري ويجب وقف إطلاق النار، والدعوات إلى وقف إطلاق النار في كلّ العالم وهو يضغط ويعمل بهذا الاتجاه، وحماس تفاوض عن نفسها وبالنيابة عن الفصائل الفلسطينية والمقاومة، وما تقبل به حماس نقبل به جميعاً". وأضاف "نستطيع أن نعرف ونقدّر حجم الضغوط السياسية والدبلوماسية التي يتعرضون لها من كثير من دول العالم، أحياناً من العدو، أحياناً من الصديق، قيادة حماس تفاوض بأعصاب هادئة وقوية وراسخة ولا يهزها كل هذه المظاهر المؤلمة التي نشاهدها في غزة وخصوصاً أنّ من يفاوض تتعرض عائلته لكثير من القتل والمجازر". وأردف "القضية اليوم سياسياً في أيدي أمينة وشجاعة وواعية وحكيمة وثابتة وراسخة والميدان في يد مقاومة قوية وصلبة وتستند إلى بيئة لا مثيل لها في مشاهد الصبر والتحمّل والثبات، وننتظر ونرى إلى أين ستصل نتيجة المفاوضات".
كذلك، قال نصر الله إن "إصرار نتنياهو على عملية رفح إقرار ضمني بالهزيمة وعدم النصر"، معتبراً أنّ هناك مكاسب لبنانية ربطاً بما يحصل في رفح، وعدم تحقيق الإسرائيلي انتصاراً واسعاً وحاسماً وسريعاً في غزة، منها نزول سقف الأهداف الإسرائيلية تجاه لبنان، مشيراً إلى أنّ "ما جرى في غزة أدّب الجيش الإسرائيلي والقادة الإسرائيليين ولم نعد نسمع بالحرب الشاملة".
وتابع نصر الله "الذي يهدّدنا باجتياح جنوب الليطاني عليه أن يرى ما يحصل في رفح، حيث أنّ مساحة محافظة رفح كلها 64 كلم مربع، مدينة رفح ما زال القتال جارياً فيها مساحتها التقريبية 27 كلم مربع، أغلبها منازل، وطوابق أرضية، في هذه المساحة الضيقة عدة فرق وألوية إسرائيلية بينها نخبة، وسلاح الجو متمركز على رفح، والقتال على أساس يحتاج أسبوعين إلى ثلاث أسابيع بحسب إعلان العدو، للنصر المطلق، ولا زالوا اليوم يحتاجون إلى شهرين وثلاث، ولا ندري كم بعد، هذا الجيش يهدّد باجتياح جنوب الليطاني"، وأضاف: "لو حقق الجيش الإسرائيلي انتصاراً واضحاً سريعاً حاسماً في غزة كان سيأتي إلى لبنان ويفرض شروطه على دول المنطقة وسندخل على عصر جديد مختلف وأول من سيكون في دائرة التهديد لبنان".
ولفت نصر الله إلى أن جيش الاحتلال كان يريد من الحزب "الانسحاب عن الحدود 3 إلى 5 كلم، لعدم وصول صواريخ المقاومة إلى مواقعه، ولكن لدينا صواريخ كشفنا عنها في جبهة الإسناد، تصل إلى أكثر من 8 كلم، فأصبح يتحدث عن انسحاب إلى 8 كلم"، مشيراً إلى أنّه "إذا حصل وقف إطلاق نار في غزة فجبهتنا ستتوقف، بمعزل عن أي اتفاق أو اليات، وإذا ذهبت الأمور إلى أي أشكال أخرى فسنتحدث بوقتها، وإذا قرر العدو الاستمرار فنحن كما فتحنا الجبهة للدفاع عن غزة فطبيعي فتح الجبهة للدفاع عن الجنوب ولبنان".
وردّاً على اغتيال ناصر في منطقة الحوش في الجنوب اللبناني، استهدف حزب الله أكثر من عشرة قواعد عبر ضربات استخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة المتطورة النوعية، منها المسيّرات الانقضاضية وصواريخ البركان الثقيلة. ويستمرّ التصعيد العسكري على جبهة الجنوب، مكرّراً جيش الاحتلال أيضاً استهدافه البقاع، وذلك على وقع ترقّب مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة لانعكاسها تهدئة على المواجهات، وقال مصدرٌ مقرّبٌ من رئيس البرلمان نبيه بري، إنّ "الكل ينتظر ما ستؤول إليه المفاوضات، والتي ستنسحب تلقائياً على لبنان.
وأضاف المصدر "الرئيس بري قال بإنّ الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين جاهز للانتقال إلى لبنان وفلسطين المحتلة بعد وقف إطلاق النار لتفعيل مسعى الوصول إلى صيغة تؤسس لهدوء على جانبي الحدود"، مؤكداً أنّ "موقف لبنان معروف بألا صفقات أو تسويات على حساب المصلحة الوطنية، وكل تفاوض سيكون على أساس تطبيق القرار الدولي 1701، وانسحاب العدو الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية التي يحتلها، منها تلال كفرشوبا ومزارع شبعا".