الطقس: استمرار الأجواء الحارة وانخفاض ملموس على الحرارة غدا شهيدان بينهما رضيعة في قصف الاحتلال لبيت لاهيا غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف ضاحية بيروت الجنوبية اليونيسف تعلن استشهاد 100 طفل في لبنان أهالي الأسرى بغزة: نتنياهو قرر التخلي عن ذوينا حفاظا على منصبه الاحتلال يشدد إجراءاته العسكرية على الحواجز المحيطة بنابلس الاحتلال يشن 30 غارة على ضاحية بيروت الاحتلال يعتقل 12 مواطناً من مناطق متفرقة بالضفة الغربية الاحتلال يطالب أهالي مدينة غزة وشمالها بالإخلاء فوراً ستة شهداء في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة وتوغل شرق مخيم جباليا "الإحصاء": انخفاض حاد في الرقم القياسي لكميات الإنتاج الصناعي خلال آب الماضي "الفدائي" يعلن قائمته لمواجهتي العراق والكويت في تصفيات كأس العالم جيش الاحتلال يعلن اعتراض أجسام جوية مشبوهة "يونيسف": إسرائيل قتلت أكثر من 100 طفل في لبنان خلال 11 يوما الاحتلال يغلق مدخل عابود شمال غرب رام الله

هجوم مستوطني "حومش" يثير القلق والغضب .. ثوانٍ فصلت بين الموت والحياة لعائلة البطل

ثوانٍ معدودة، فصلت بين الموت والحرق والحياة الجديدة ..لعائلة المواطن مؤيد البطل، إثر قيام مجموعات من المستوطنين بمهاجمة منزله في قرية الفندقومية جنوب غرب جنين، فحاصروه وأسرته ليعيش ساعات عصيبة، وهو يرى كما يقول "الموت يحدق بي وبعائلتي، على مرأى ومسمع من جنود الاحتلال اللذين لم يحركوا ساكناً، بل واطلقوا العنان للمستوطنين للحرق والتخريب والتدمير"، الذي امتد للأراضي المجاورة، مما بث أجواء من الرعب والهلع لدى أهالي القرية في ظل مشاعر القلق والخوف من انفلات العصابات المتطرفة من مستوطنة حومش القريبة من القرية، بينما حذرت المؤسسات والفعاليات والقوى الفلسطينية من مخاطر هذه الخطوة التي قد تشكل بداية لمشروع الاحتلال في فرض السيطرة والهيمنة على الأراضي الفلسطينية القريبة من المستوطنات.

هجوم المستوطنين ..

حتى ساعة العصر من يوم الجمعة الماضي، كانت الحياة عادية وطبيعية، لدى عائلة المواطن مؤيد البطل، لكن فجأة إنقلب المشهد وتحول لخطر كبير، بعدما نجحت مجموعات المستوطنين من التسلل من مستوطنة "حومش" المقامة على أراضي بلدة سيلة الظهر، وقرية برقة والتي تمتد حدودها نحو القرى المجاورة كالفندقومية.

ويقول البطل ، بالصدفة شاهدت مجموعة من المستوطنين وهي تتقدم نحو أراضي قريتنا، كما لاحظت وجود دوريات الاحتلال معهم، شعرت بالخطر خاصة وأنهم كانوا يتقدمون بسرعة نحو المنطقة التي نعيش فيها جنوب القرية".

ويضيف" أثناء نزولهم من الجبل، أسرعت إلى منزلي وطلبت من أسرتي الاستعداد للخروج فورا، وتوجهت إلى السيارة ووضعت حقيبتي التي كان فيها مبلغ من المال وشيكات، ثم استدرت وعدت بسرعة لإخراج عائلتي والابتعاد عن المنطقة لتلافي اعتداءات المستوطنين".

فشلت محاولات البطل بإخراج عائلته من المنزل، رغم أن خطوات قليلة تفصله عن المركبة، فقد اضطر للدخول للمنزل بسبب وصول المستوطنين واقتحامهم للبوابة الرئيسية الخارجية، ويقول:" بصعوبة بالغة تمكنت من إغلاق الباب علينا وإنقاذ عائلتي من القتل حرقا، فقد انتشروا في كل مكان وحاصرونا وشرعوا برشق الحجارة وتكسير كافة النوافذ وتخريب وتدمير كل شيء"، ويكمل "لم يكتفِ المستوطنين اللذين تجاوز عددهم الـ40 بذلك، بل وأمام جنود الاحتلال اللذين كانوا يقومون بحراستهم أحرقوا مركبتي، وهي من نوع"كيا" سبورتج" 2013"، خلال ثواني سكبوا الوقود عليها وأضرموا النار فيها، واحترقت بالكامل، لكن كل ما كان يهمني إنقاذ حياة أسرتي، التي عاشت لحظات رعب مروعة".


تعالت الصرخات والنداءات من منزل عائلة البطل، بينما كان المستوطنون يحرقون مركبتهم والأراضي المجاورة، ولم تتدخل قوات الاحتلال لتوقفهم، مما أثار حالة من الغضب والسخط لدى أهالي القرية التي أعلنت الاستنفار، وهب الأهالي وتصدوا للمستوطنين وأرغموهم على مغادرة القرية، ثم تمكنت طواقم الدفاع المدني من إخماد الحرائق في المنطقة.


وذكر المواطن البطل، أن اعتداء المستوطنين شكل كارثة وخطر هدد حياة أسرته، التي نجت من الموت بأعجوبة، بينما ، مُني بخسارة كبيرة بسبب إحراق المركبة وحقيبة النقود والشيكات الخاصة به، ويقول "احتجزونا داخل المنزل وبالكاد استطعنا إغلاق الباب، وإلا كانوا قد أحرقونا جميعا، شعوري بعد النجاة لا يوصف، أنني أشعر بحياة جديدة وعمر جديد كتبه الله لنا عندما حمانا منهم، و لولا قوة الله التي أعطانا إياها لكنا الآن موتى جميعا".


هجوم المستوطنين على قرية الفندقومية، والذي يعتبر الأول منذ سماح الاحتلال بإعادة بناء مستوطنة حومش على أراضي قريتي سيلة الظهر وبرقة، يثير حالة من القلق لدى أهالي المنطقة اللذين عبروا عن مخاوفهم من تكرارها، أو كونها مقدمة لهجمات أكثر وأوسع وأخطر، وقال رئيس المجلس القروي غسان قرارية: "إن المستوطنين هاجموا جبال القرية من الجهة الجنوبية، وقاموا بإحراق العشب والأراضي بشكل متعمد إضافة إلى أن استهداف عائلة قرارية، يثير القلق من أبعاد هذه الجريمة، وأضاف"كل المؤشرات تؤكد أن هنالك نوايا إسرائيلية لتنفيذ تهديدات وزير المالية، وقادة الأحزاب الدينية المتطرفة بتعزيز الاستيطان، وإستهداف المناطق المصنفة "ب"، وأضاف" منذ السابع من تشرين أول، أصبح الجميع يشعر بخطر كبير فيما يتعلق بالاستيلاء على الأراضي على حساب شعبنا، ولا نستبعد أن مايجري بداية لمخطط إسرائيلي أوسع".


منذ صدور قرار إعادة بناء مستوطنة حومش، يتعرض سكان المنطقة لاعتداءات يومية من قبل المستوطنين، وسط حماية وحراسة قوات الاحتلال، ويقول راغب أبو دياك منسق القوى في محافظة جنين، هناك خطر حقيقي يهدد حياة المواطنين في البلدات والقرى المحاذية للمستوطنة، ونحن ننظر بقلق وخطر كبير لدعوات الاحتلال للمستوطنين للعودة إلى أراضينا كما حدث في حومش، التي أخليت خلال الانسحاب الأحادي الجانب من غزة، والان أعيدت للوجود.


لتشكل منطلقاً لهجمات المستوطنين مستقبلاً"، وأضاف "ما حدث في الفندقومية، والاعتداء على السكان وحرق الأراضي والسيارات ومحاولة اقتحام المنازل بحماية جيش الاحتلال، خير دليل على تنفيذ تلك النوايا والدعوات، وذلك ينسجم مع تصريحات ساسة الاحتلال وحكومته اليمينية المتطرفة والمتمثلة بأضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية، وأنهاء دورها وإعادة فرض سيطرة وهيمنة الاحتلال وأدواته على الأرض مكانها من خلال فرض سياسة القتل والتهجير وسلب الأرض وتجسيد الاستيطان والحصار الاقتصادي والتضييق المعيشي على المواطنين".


وشكل إعادة بناء مستوطنة "حومش"، قاعدة لانطلاق اعتداءات المستوطنين ، ويومياً يتعرض المزراعين ورعاة الماشية والمدنيين لحملات قمع وتنكيل في منطقة السيلة وبرقة، لكن الجميع ينظر بخطورة للهجوم الأخير، ويقول أبو دياك " هذه الانتهاكات والممارسات والتى تهدف إلى محاولة التهجير وتجسيد ما يطلق عليه بالتطهير العرقي والتى تنسجم بشكل مطلق مع تصريحات ساسة الاحتلال وحكومته اليمينية المتطرفة بهذا السياق"، وأضاف "شعبنا الفلسطيني وعلى مدار سنوات الاحتلال، لم تثنية تلك الضغوط والممارسات الهادفة إلى النيل من صمودة وقتله وتهجيره وسلب أرضه، ولعل ردود الفعل الشعبية لخير دليل وذلك من خلال التصدي لقطعان المستوطنين وإفشال الجزء الأكبر من مخططهم رغم حماية الجيش وتدخله لصالحهم".


ودعا نشطاء الى تشكيل لجان مقاومة وحراسة للدفاع عن المنطقة والتصدي للمستوطنين، وقال الناشط هيثم خليل لـ"القدس" دوت كوم:" ما حدث نفس ما توقعناه، بعد تثبيت وترسيخ وتعزيز وجود حومش والمستوطنين، ستبدأ الهجمات والملاحقات والمضايقات لطردنا وتهجيرنا ولكن لم ولن يمر ذلك، سنباشر تشكيل لجان محلية للتصدي ومقاومة هذه الممارسات وطرد المستوطنين وحماية أرضنا".

وأضاف الناشط عزام مازن: "لن نسمح للمستوطنين بالعربدة ، بدانا بقرع ناقوس الخطر لنتحرك ونعمل سويا لتعزيز صمود الناس ومواجهة أي محاولة إسرائيلية لفرض نكبة جديدة واقتلاعنا من أرضنا".