تحذير حقوقي: إخراج الاحتلال مستشفيات شمال غزة عن العمل ينذر بكارثة إنسانية
أدانت ثلاث مؤسسات حقوقية فلسطينية بأشد العبارات استمرار العدوان الإسرائيلي على محافظة شمال غزة، واستهداف مستشفياتها وإخراجها عن العمل، وقصف المزيد من المنازل فوق رؤوس ساكنيها، وارتكاب جرائم قتل جماعي ضد المدنيين والمدنيات.
وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ومركز الميزان ومؤسسة الحق في بيان مشترك: إن هذا التصعيد يأتي في وقت وسعت فيه قوات الاحتلال من هجومها البري في رفح، واستمرت بتنفيذ غاراتها وقصفها المدفعي في أرجاء متفرقة من القطاع.
وأشار البيان إلى توثيق عدد من الغارات الإسرائيلية على شمال غزة، منها قصف الاحتلال فجر الأربعاء منزلاً لعائلة أبو زايدة في منطقة بير النعجة غرب مخيم جباليا، ما أدى إلى استشهاد 8 مدنيين، منهم امرأتان و4 أطفال، وإصابة آخرين بجروح.
ووثقت المؤسسات حصار قوات الاحتلال مستشفى كمال عدوان الواقع بين مشروع بيت لاهيا ومخيم جباليا، بعد قصف جوي ومدفعي تجاهه وإطلاق النار من طائرات كواد كابتر تجاه أي شخص يتحرك فيه.
ونقلت عن مصادر طبية تأكيدها مغادرة العديد من المرضى والمصابين والطواقم الطبية المستشفى، فيما بقي آخرون داخله وقُطع الاتصال بهم، مؤكدة أن المستشفى خرج عن العمل.
كما أشار إلى أن قوات الاحتلال حاصرت مستشفى العودة الصحي في شارع تل الزعتر في مخيم جباليا، وسط إطلاق نار كثيف على كل من يتحرك داخل المستشفى بواسطة طائرات كواد كابتر ورشاشات الدبابات، وأخرجته عن الخدمة.
وعلم مراسل وكالة سند للأنباء أن قوات الاحتلال اقتحمت مساء الأربعاء مستشفى العودة وأجبرت الطواقم الطبية على مغادرته بعد التنكيل بهم وأجبرتهم على النزوح باتجاه غزة، فيما أبقت المرضى الذين يتعذر تحركهم برفقة طبيب و6 ممرضين وانقطع التواصل معهم.
ووفق البيان، تواصل قوات الاحتلال هجومها البري الذي بدأته على منطقة شمال غزة منذ مساء يوم السبت، 11 مايو/أيار الجاري، ووسعت توغلها ليشمل غالبية أحياء جباليا ومخيمها، وأجزاء من بيت لاهيا وبيت حانون.
وقال: لا يزال آلاف المدنيين، ومنهم أطفال ونساء، متواجدين داخل الأحياء التي تتوغل فيها قوات الاحتلال وكذلك داخل الأحياء التي لم تصلها آليات الاحتلال، حيث يقيمون في منازل ومراكز إيواء وسط قصف جوي ومدفعي متواصل ووسط حصار خانق، في وقت خرجت فيه جميع المستشفيات العاملة في المنطقة عن العمل.
وحذرت المؤسسات الحقوقية من وقوع كارثة إنسانية تضاعف الكارثة الفعلية الموجودة سواء على صعيد التعامل مع الأعداد الكبيرة للضحايا من الشهداء والجرحى الذين لا تزال أعداد منهم في الشوارع ويتعذر انتشالهم، أو على صعيد عودة شبح المجاعة مع عدم توفر أي مساعدات ومواد تموين خاصة داخل وفي محيط المناطق التي تشهد هجوما بريا.
كما اشارت المؤسسات إلى أن قوات الاحتلال وسعت فجر الأربعاء 22 مايو/أيار الجاري، هجومها البري في رفح، بالتقدم غربا مسافة 1.5 كيلو متر على طول الحدود الفلسطينية المصرية تحت غطاء من القصف الجوي والمدفعي، وصولا إلى حدود مخيم يبنا ومنطقة العبد جبر جنوب وسط رفح.
وأكدت أنه نتيجة للهجوم العسكري الجاري في شرق رفح، يتعذر الآن الوصول إلى مركز التوزيع التابع للأونروا ومستودع برنامج الأغذية العالمي، وكلاهما في رفح. وقد تم تعليق توزيع المواد الغذائية في رفح حاليا بسبب نقص الإمدادات وانعدام الأمن، وفق ما أعلنته الأونروا.
وجددت دعوتها لإجبار إسرائيل على وقف جريمة الإبادة الجماعية ومن ضمنها التهجير القسري للفلسطينيين والفلسطينيات، وفرض وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإلزامها بتطبيق قرارات محكمة العدل الدولية بمنع ارتكاب إبادة جماعية. ونطالب أصدقاء الشعب الفلسطيني بالتحرك للضغط على الاحتلال لفتح المعابر بشكل فوري وضمان إدخال جميع المساعدات وعودة العمل الإنساني وإدخال الاحتياجات المختلفة، وإلاّ فإننا سنكون أمام عودة سريعة إلى شبح المجاعة في مختلف قطاع غزة.