المالكي يطلع مسؤولة ألمانية على الوضع الإنساني الكارثي في غزة والتصعيدات بالضفة

أطلع وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، مفوضة الحكومة الألمانية لسياسة حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية لويز امتسبرغ، والوفد المرافق لها، على الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، وعلى انتهاكات الاحتلال ومستعمريه المتصاعدة في الضفة الغربية.

وشار الوزير المالكي إلى استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل لــ125 يوما من القتل والتدمير، التي طالت حياة آلاف المدنيين الأبرياء معظمهم من النساء والأطفال، وقال: بالإضافة لاستهداف قوات الاحتلال للمدنيين وقتلهم، فإن هناك ضحايا تموت من الجوع والعطش وانتشار الأمراض، معبرا عن إحباطه وقلقه الشديد خاصة مع انهيار المنظومة الصحية واستهداف الطواقم الطبية وشح المعدات الطبية والأدوية، الأمر الذي يعرض حياة أكثر من 67 ألف جريح إلى الخطر. 

وشدد على ضرورة الضغط على إسرائيل لتنفيذ وقف إطلاق نار فوري، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل يتلائم مع حجم الكارثة الإنسانية، مضيفا أن ما يدخل كل يوم من مساعدات يمثل فقط 3% من احتياجات الفلسطينيين في قطاع غزة.

وأكد المالكي أن الاحتلال الإسرائيلي له نية واضحة في نقل العنف الحاصل في قطاع غزة إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية، حيث تشهد انتهاكات وتصعيدات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرين، الذين يستغلون الوضع في غزة لتعزيز إرهابهم واعتداءاتهم على الفلسطينيين، كل ذلك يتم بدعم من الحكومة الإسرائيلية التي تقوم بتشجيعهم على القتل من خلال توزيع الأسلحة عليهم. مضيفا أن اقتحام وتدمير الاحتلال للمخيمات في جنين وطولكرم ونابلس هو من ضمن الحملة الشرسة التي تقودها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على الأونروا، حيث تحاول من سنين أن تشكك وتشوه سمعة الأونروا بشتى الأساليب والطرق.

وطالب الدول الغربية بضرورة الوقوف مع الشعب الفلسطيني، وتسمية الأشياء بمسمياتها، فكثير من الدول تقلل من الانتهاكات التي تقوم بها دولة الاحتلال عن طريق تبسيط وعدم استخدام المصطلحات الصحيحة، مع أنه واضح جدا الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل للقانون الدولي وحقوق الإنسان، مشددا على ضرورة الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة كونه هو الحل الجذري لعقود من المعاناة الفلسطينية. 

وتطرق المالكي إلى نظام الإصلاحات التي أعلنت عنه السلطة الفلسطينية، مؤكدا أهميته وضرورة تنفيذ إصلاحات تضمن حرية التعبير وخلق شراكة مع المجتمع المدني والقطاع الخاص، لكن مع استمرار وجود وتغلغل الاحتلال بالأراضي الفسطينية يجعل تلك المهمة أكثر صعوبة وتعقيدا.

من جانبها عبرت امتسبرغ عن قلقها الشديد للوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، مؤكدة أن الحكومة الألمانية تتابع الوضع عن كثب وتبذل كل الجهود بالضغط على إسرائيل لإدخال مساعدات إنسانية أكثر وعودة السماح بإدخال الشاحنات التجارية والتوصل إلى هدنة إنسانية بأسرع وقت، مشددة على أهمية حكم محكمة العدل الدولية، راجية أن بمساعدة حكم المحكمة والجهود المبذولة من الحكومة الألمانية سيتم التوصل إلى حل ينهي معاناة المدنيين في قطاع غزة. 

وأكدت أيضا أهمية التركيز على الأوضاع في الضفة الغربية، فجميعها مرتبطة مع بعضها البعض ومهمة في التوصل إلى حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره