تنطلق اليوم الجمعة- قراءة في مباريات الجولة الرابعة من دوري المحترفين
كتب محمـد عوض
تنطلق اليوم الجمعة، منافسات الجولة الرابعة من الدوري الفلسطيني للمحترفين، للموسم 2023-2024، بمباراتيْن، الأولى تجمع أهلي الخليل بشباب الخليل، على ملعب الحسين بن علي في المدينة، الساعة السادسة بتوقيت العاصمة الفلسطينية القدس، والثانية يلتقي فيها ترجي واد النيص مع هلال القدس، على ملعب "بيليه" الساعة الثامنة مساءً.
وتستكمل الجولة، يوم غدٍ السبت، بأربع مواجهات، تجمع: ثقافي طولكرم بشباب العبيدية، على استاد الجامعة العربية الأمريكية في جنين، وعلى ذات الملعب ينازل مركز بلاطة شقيقه مؤسسة البيرة، والسموع مع شباب الظاهرية على ملعب الحسين بن علي في الخليل، فيما يلتقي السواحرة مع جبل المكبر على ملعب "بيليه" في الخضر.
· أهلي الخليل × شباب الخليل
تعدُّ مواجهات الديربي صعبة للغاية على كلا الطرفيْن، مهما بلغ حجم الفوارق بينهما، لأنها دومًا تخضع لحساباتٍ خاصة، بعيدًا عن الحسابات التقليدية، وتحظى عادةً بحضور جماهيري كبير، خاصةً بأنها تقام هذه المرّة على ملعب الحسين، معقل الفريقيْن وسط المدينة، مما يستدعي حضورًا جماهيريًا لافتًا.
الأفضلية على الورق تميل لصالح شباب الخليل بقيادة رائد عسّاف، خاصةً بعد نشوة الانتصار الماضي على السواحرة بثلاثية، والتركيز على التقدم أكثر على سلم الترتيب العام للأضواء، وحيوية عناصره، ولياقتهم المرتفعة، وانتشارهم السليم في الميدان، فضلاً عن جودتهم، التي تجعل لهم الأفضلية على الورق.
على الجهة الأخرى، لا يمتلك أهلي الخليل التشكيلة المثالية الطامحة، تحت قيادة فراس أبو رضوان، وعلى الرغم من المعرفة الجيدة للمدرّب بالمسابقات والفرق المحلية، إلّا أنه يدرك صعوبة مهمته أمام "العميد"، وقد يعتمد على إغلاق المنافذ الخلفية، وعلى الهجمات المرتدة، أملاً بخطف انتصار ثمين، يجعل ترتيب الأوراق عملاً ممكنًا قبل الجولات القادمة، التي ستكون أكثر سخونةً وتعقيدًا بلا أدنى شك.
· ترجي واد النيص × هلال القدس
الجريحان في الجولةِ الماضية، ترجي واد النيص بخسارته أمام ثقافي طولكرم برباعية، وهلال القدس الذي تعادل مع مؤسسة البيرة بهدفٍ لمثله، سيلتقيان وجهًا لوجه في الأسبوع الرابع، وما من حلٍ أمامهما سوى تحقيق الانتصار، حتّى لا تصعب ظروفهما، ويخيّم اليأس على اللاعبين منذ بداية المسابقة.
بالنسبةِ للترجي النيصي، بقيادة عبد الفتاح عرار، فإنَّ أوضاعه لا تسر أحدًا، فبدا واضحًا ضعف منسوب اللياقة البدنية عند لاعبيه بسبب التوقف عن التدريبات، إلى جانب الهفوات من حراسة المرمى، عدا عن العقم الهجومي، الأمر الذي يتطلب منه إيجاد حلولٍ من "لا شيء" أمام ندٍ يمتلك معظم مقومات النجاح.
هلال القدس بالواجهة التدريبية الجديدة، بقيادة أيمن صندوقة، يتطلع بعينيْن مفتوحتيْن إلى محو آثار النتيجتيْن الماضيتيْن "هزيمة وتعادل"، ومغادرة المنطقة الحمراء غير اللائقة بالنسبة له، وتشكّل هذه المباراة –نظرًا لضعف تحضيرات نظيره- فرصةً مناسبةً لكي يستهل مشواره بكسب نقاطٍ ثلاث تجنبه الانتقادات مبكرًا.
· ثقافي طولكرم × شباب العبيدية
قد تكون هذه المباراة من أصعب مباريات الجولة، لأنها لفريقيْن يمتلكان إمكانيات ومزايا متشابهة جدًا، فهما يعتمدان كثيرًا على عنصر الشباب، واللياقة البدنية العالية، والقتالية الحقيقية فوق البساطِ الأخضر، وحصلا على إشاداتٍ واسعة من قبل المتابعين، والرياضيين، نظير حصادهما في الجولات الثلاث الماضية.
"العنابي" بقيادة محمود دراغمة، وجدَ نفسه في المناطق المتقدمة، بفعل إبداعه، ولا يريد التنازل عمّا حققه بسهولة، ويرى بأن الموسم الحالي فرصة ثمينة للظفر بمركز مناسب، يليق باسم وتاريخ النادي، ويمتلك تشكيلة مميزة للغاية، لا تعوّل على اسم أو اسميْن، بل على منظومة متجانسة، متحابة، هدفها الانتصارات.
أما بالنسبة للعنيد شباب العبيدية، بقيادة مؤيد أبو كشك، فقد حقق الجولة الماضية انتصارًا على السموع بهدفيْن لواحد، وكان الأوّل له في المحترفين، لكنه كان كفيلاً بالوصول بمعنويات اللاعبين إلى السماء، وأكد لهم بأن التركيبة قوية، وتستحق الإشادة، ونكهة الانتصار التي تذوقتها منظومة النادي، لا بد من تكرارها.
· مركز بلاطة × مؤسسة البيرة
لم يلعب مركز بلاطة الجولة الماضية أمام جبل المكبر، بسبب الاستحقاق الآسيوي للأخير، واستثمر فترة التوقف بالوصول لأعلى درجةٍ ممكنة من الجاهزية الفنية والبدنية، بل وأضافَ إلى تشكيلته لاعبيْن أردنييْن يُنتظر منهما الكثير، وهما: "يزن ثلجي، ومحمّـد هشام"، وسبقهما وصول محمـد علي، وخضر الحاج، فضلاً عن استعادة خدمات محمود أبو وردة بعد تعافيه من الإصابة.
خرجَ مؤسسة البيرة من مباراة صعبة في الجولة الثالثة، كانت أمام هلال القدس، وسيخوض نزالاً أصعب مع "الجدعان"، ويمتلك في رصيده نقطتيْن، فيما لدى نظيره ست نقاط مع بقاء مباراة مؤجلة، وسيكون الاعتماد كبيرًا على المدير الفني ساجد كراكرة، بإدارة المواجهة كما يجب، وتحصين الدفاع، منعًا لضربه مبكرًا، وإحداث انهيارات غير محسوبة.
ما من أحدٍ إلا ويغلّب كفة بلاطة على البيرة، لكن على الورق فحسب، فلا يمكن الاستهانة "بفرسان الوسط"، وهذا ما لقنه إسلام جلال المدير الفني "للجدعان" لعناصره، والمرجو ضبط النفس فوق الميدان، وعدم الاستعجال في التسجيل من الطرفيْن، مع ضرورة استثمار الفرص المتاحة، لأن ما يأتي قد لا يتكرر.
· شباب السموع × شباب الظاهرية
مواجهة قوية تصنّف ضمن "ديربيات" الخليل، تجمع شباب السموع صاحب النقطتيْن، بشقيقه الظاهرية، متصدّر الترتيب العام بالعلامةِ الكاملة، فالأوّل يريد مغادرة المناطق المتأخرة حتّى لا يجد نفسه يسقط في المربع الأحمر، فيما يمتلك نظيره طموحًا مختلفًا يتمثّل بالسعي وراء القمة، ولا شيء سوى القمة.
"ليث الجنوب" يقوده علي يونس، فيما يتسّلم العارضة الفنية "لغزلان الجنوب" بشير الطل، ويوجد فروقات واضحة بين الطرفيْن، فالأوّل لم يستعد للمسابقة بأي شكلٍ من الأشكال، بل ظل غارقًا في وحل المشكلات الإدارية وضعف الاستقرار، فيما عصفت ظروف صعبة في الثاني، لكنه تحضّر جيدًا، واختتم سوقًا مميزًا بالصفقات.
من الدفاع إلى الهجوم، كلّ الأرقام تصب في صالح شباب الظاهرية، قوةٌ ضاربة رغم عدم استقرار الخط الخلفي نتيجة الغيابات، وتأخر التحاق بعض اللاعبين، وهي مسألة انتهت تقريبًا، والدعم الجماهيري من أسس نجاح "الغزلان"، وعلى جماهير "الليث" الوقوف خلفَ الفريق، سعيًا وراء نتيجة إيجابية، تحسّن الترتيب و"المزاج".
· السواحرة × جبل المكبر
العامل المشترك في هذه المباراة، غير أنها ديربي القدس، أن السواحرة خرجَ من خسارة ثقيلة بثلاثية على يد شباب الخليل في دوري المحترفين، وانهزم جبل المكبر أمام النهضة العماني برباعية في الجولة الثانية من كأس الاتّحاد الآسيوي، مما يعني بأن التعويض ومصالحة الجماهير يعدّ هدفًا مشتركًا لهما.
رحلَ سعيد أبو الطاهر عن السواحرة، وعادَ نائل أسعد مجددًا لقيادة العارضة الفنية، والآمال معقودة عليه بطي الصفحات السابقة، وبدء صفحة جديدة، فيها من الانتصارات ما يسد الرمق، ويرفع المعنويات، لكنه يدرك بأن جودة عناصره ليس كمنافسه، وسيعوّل على الضغط العالي، وسد الطرقات أمام الجبل، ومنعه من التسجيل أولاً، ومحاولة خطف الأهداف بعد ذلك.
أما المكبر، فلا يريد أي تخبطٍ جديد، بعد خسارته آسيويًا، ويتطلع لإرضاء محبيه، مما يعني بأن خيار كسب النقاط الثلاث كاملةً، هو الوحيد أمام خضر عبيد ورجالاته، الذين يقع على عاتقهم عبئًا كبيرًا بالقتال على مختلفِ الأصعدة، ولا بدّ هنا من تفعيل خاصية الحنكة التدريبية، وامتصاص الاندفاع السلبي، وجعل التركيز كاملاً ينصب فوقَ الميدان، حتّى يستمر تدفق الدعم، والتكاتف، والهرولة وراء الأحلام الكبيرة.