البابا فرنسيس يصل إلى منغوليا في أول زيارة حبرية
وصل البابا فرنسيس، اليوم الجمعة، إلى منغوليا في أول زيارة حبرية إلى هذا البلد الشاسع في آسيا الوسطى.
وحطت الطائرة البابوية قبل الظهر في أولان باتور حيث كان في استقباله حرس الشرف المنغولي باللباس التقليدي الأزرق والأحمر والأصفر، ووزير الخارجية باتمونخ باتسيتسيغ.
وتستمر زيارة الحبر الأعظم البالغ 86 عامًا حتى الاثنين لهذا البلد الذي يدين غالبية سكانه بالبوذية، وتأتي دعما للأقلية الكاثوليكية التي تضم نحو 1400 شخص من أصل إجمالي عدد سكان البلاد البالغ أربعة ملايين.
ولهذه الرحلة، وهي الثانية للبابا في المنطقة بعد زيارة لكازخستان في أيلول/سبتمبر 2022، بُعد استراتيجي جيوسياسي.
وبعد وقت قصير من وصوله إلى أولان باتور، زار البابا منزل الكاردينال الإيطالي جورجيو مارينغو، البالغ 49 عامًا، وهو أصغر كاردينال في الكنيسة الكاثوليكية.
واستقبله حشد ضم مئات الأشخاص، هاتفين "عاش البابا!". ومن بينهم، قالت أليث إيفانغليستا لوكالة فرانس برس إنها وزميلاتها الراهبات شعرن "بأنهن محظوظات وأن البركة حلت عليهن" بمجيء البابا إلى هذا البلد.
وأضافت "منغوليا دولة غير مسيحية وغالبية سكانها من البوذيين والشامانيين، لكن البابا هنا" ليدعو إلى السلام والتواصل بين جميع الناس.
هذه الزيارة، وهي الثالثة والأربعون للبابا فرنسيس في حبريته المتواصلة منذ عشر سنوات، وتطرح صعوبات صحية للبابا الذي يواصل السفر رغم خضوعه لعملية جراحية لمعالجة فتق في البطن في حزيران/يونيو ومعاناته من أوجاع في الركبة تضطره للتنقل على كرسي متحرك.
ويتضمن برنامج الحبر الأعظم لقاءات مع رئيس البلاد اوكنا كوريلسوخ ورئيس الوزراء لوغسانامسراي أيون اردين، كما سيلقي كلمة أمام المسؤولين والدبلوماسيين وأفراد من المجتمع المدني.
والسبت، يلتقي الرعية الكاثوليكية التي تضم فقط 25 كاهنا و33 راهبة بينهم منغوليان، في كاتدرائية القديسين بطرس وبولس.
ويلقي البابا الأحد خلال لقاء متعدد الأديان، كلمة بحضور رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في أولان باتور، ويرأس بعد ذلك قداسا في ملعب للهوكي على الجليد بُني قبل فترة قصيرة.
وتُنتظر مشاركة مصلين سيأتون من الدول المجاورة في القداس، على ما أفاد الفاتيكان، ولا سيما من روسيا والصين وكوريا الجنوبية وتايلاند وفيتنام وكازاخستان وقرغيزستان وأذربيجان.
وقد يدق البابا مجددا ناقوس الخطر بشأن تداعيات التغير المناخي الواضحة جدا في منغوليا.
فبسبب أنشطة استغلال المناجم والرعي المفرط، يفاقم ارتفاع درجات الحرارة وتداعياته ظاهرة التصحر في مساحات شاسعة من أراضي منغوليا. ويفتك البرد القارس والفيضانات والجفاف بقطعان المواشي في المراعي الشاسعة ما يضطر الرعاة الرحل إلى النزوح باتجاه أولان باتور التي باتت الآن محاطة بأحياء فقيرة يسكنها رعاة مشردون.