الفوائد التي حققها سيرك فلسطين في برنامج التبادل الثقافي مع بلجيكا
تستعرض هذه المقالة تجربة مدرسة سيرك فلسطين في برنامج التبادل الثقافي بين فنانين السيرك من فلسطين وبلجيكا مع التركيز على أهم 10 مزايا منحها هذا البرنامج للمشتركين وللمدرسة ككل.
بشكل عام، تقدم برامج التبادل الثقافي فوائد عديدة للمشاركين ومجتمعاتهم على المستوى الشخص والمهني والمجتمعي، لذلك قررت مدرسة السيرك تنظيم هذا البرنامج بالشراكة مع 6 مدارس سيرك من بلجيكا والعديد من المؤسسات المحلية بهدف تعزيز التبادل الثقافي وتبادل الخبرات الفنية والتعلم بطريقة لامنهجية وتشاركية وتقديم عروض مشتركة قادرة على دمج الثقافتين.
وقد نفذ البرنامج نشاطاته خلال ثلاثة أسابيع على التوالي في الفترة ما بين العاشر من تموز حتى التاسع والعشرين بمشاركة 40 فنان\ة سيرك.
وفيما يلي بعض أهم 10 مزايا لهذا البرنامج بحسب وجهة نظر مدرسة سيرك فلسطين والمشتركين من كلا البلدين:
1. عزز برنامج التبادل الثقافي العملية التعليمية والفنية حيث استطاع المشتركين من كلا البلدين تبادل خبراتهم في السيرك وتعلم طرق ومهارات جديدة انعكست على أدائهم المميز في العروض مثل عروض الفلاش موب خلال أسبوع التراث في بيرزيت وسوق الحرجة وعرض الكرنفال النهائي الذي اختتم به البرنامج والذي تم عرضه خلال ثلاثة أيام متتالية، استطاع بها المشتركون إثبات قدراتهم ومهاراتهم أمام الجمهور الذي أبدى اعجابه بهذه العروض.
يعتبر نور أبو الرب وهو مدرب في مدرسة سيرك فلسطين أن "تجربة التبادل لم تكن مقتصرة على التدريبات والعروض المشتركة بل هناك تبادل على طول اليوم يشمل التواصل والحوار والجلسات التقييمية والنقاش المتبادل عن مواضيع مختلفة"
وتضيف إحدى الحضور لكرنفال السيرك "ما شاهدته في ساحات المتحف الفلسطيني كان رائعاً جداً من حيث أداء العارضين والتطور الكبير على مهارات ابنائنا من طلاب المدرسة، بالإضافة إلى الإدارة والتنظيم الرائع".
2. وفر التبادل الثقافي فرصة للتعليم والتعلم، حيث شمل البرنامج تدريبات مكثفة وأعمال تطوع وزيارة لأماكن تاريخية مثل القدس وبيت لحم وجلسات تقييم والتشبيك مع مؤسسات وأفراد آخرين.
وعبّر مشترك من بلجيكا عن رأيه في أحد العروض التي قدمها قائلاً "كان عرض الفلاش موب جميل خاصة انه في مكان مفتوح وكان الجميع متفاعل وسعيدين بنا وهذا جعلني أشعر بالفخر ".
3. غرس التبادل الثقافي قيم الحوار بين الشعوب المبني على المساواة والعدالة والقيم الإنسانية باستخدام لغة فنون السيرك، حيث جمع السيرك 40 فنان وفنانة من مختلف الخلفيات، الذين استطاعوا التواصل والاندماج مع بعضهم البعض، وقد قامت مدرسة سيرك فلسطين بتنظيم أمسية فلسطينية وأخرى بلجيكية تم التعرف فيهما على عادات وتقاليد الشعبين.
4. ركز التبادل الثقافي على التفاهم والتعاطف الثقافي لأنه وفر فرصة الانغماس في ثقافة مختلفة، مما مكنهم من اكتساب فهم أعمق للعادات والتقاليد وأساليب الحياة وبالتالي تعزز التعاطف والاحترام لوجهات النظر المتنوعة، حيث تم ادماج المشتركين من بلجيكا منذ اليوم الأول بالعادات والتقاليد الفلسطينية وزيادة معرفتهم بطبيعة المجتمع الفلسطيني وكيفية التعامل مع البيئة المحيطة، وتم احترام هذه العادات من قبل المشتركين جميعا بروح رياضية والاستمتاع بهذه التقاليد.
5. ساعد التبادل الثقافي بتطوير نظرة أوسع عن القضايا العالمية وبالأخص الثقافية مما عزز روح المسؤولية، حيث اعتبر المشتركين من بلجيكا أن هذا البرنامج عكس واقع الشعب الفلسطيني المغيبة في الإعلام العالمي وتعرفوا على حقيقة الاحتلال الإسرائيلي ومعاناة الشعب الفلسطيني.
"لم يكن لدي توقعات معينة عند قدومي لأنني لم أكن اعرف الكثير عن فلسطين لكنني بعد البرنامج استطعت التعرف على هذا البلد الجميل الذي استقبلنا بكل حب... أشعر أنني أقوم بعملي بكل ثقة". بحسب قول مشترك من بلجيكا.
6. ساهم التبادل الثقافي في تطوير النمو الشخصي والثقة بالنفس حيث التواجد في بيئة جديدة بعيداً عن منطقة الراحة الخاصة بالمشتركين شكّل تحدياً للتكيف والاستقلال، وبالتالي التطور في نموهم الشخصي، وقد عبر المشتركين عن سعاداتهم في هذه التجربة التي طورت من مهارة المرونة والثقة بالنفس ومهارات حل المشكلات لديهم.
تقول إحدى المشتركات من فلسطين "كان لدي مخاوف في التحدث مع شخص جديد لكن هذه التجربة ساعدتني في كسر هذه الحواجز وقمت بتكوني علاقات صداقة مع المشتركين."
7. طور التبادل الثقافي مهارات التعامل مع الآخرين والاتصال حيث شجع المشتركين على التفاعل مع أشخاص من خلفيات مختلفة، وتعزيز مهارات الشخصية القوية وقدرات التواصل الفعال بين الثقافات، مما ساهم في تكوين علاقات الصداقة بينهم وكسر حواجز الخوف.
وقد وجهت مشتركة من بلجيكا رسالتها للزملاء الفلسطينيين قائلة "رسالتي للزملاء الفلسطينيين أن يبقوا الأمل عندهم وأن يبقوا على تواصل مع العالم وليستمروا في أعمال السيرك وكل شيء يجعلنا سعداء ".
8. يحمل التبادل الثقافي عنصراً مهماً لكسر الحصار المفروض من قبل الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني حيث يعكس السيرك رسالة سلام تحمل قيم العدالة والمساواة، ولهذا كان للبرنامج دور في نقل رسالة الشعب الفلسطيني للشعب البلجيكي الذي استطاع أن يعيش الظروف الحالية بكل حيادية والتعرف على معاناة الشعب الفلسطيني، وكان من ضمن هذا البرنامج زيارة لبيت لحم والقدس والتعرف على تاريخهما والاطلاع على جدار الفصل والعديد من الظروف المحيطة.
ويعتبر مشترك من بلجيكا أن "الكثير من الأمور الجميلة تحدث هنا والمغيبة عن الاعلام الدولي لذلك الناس في الخارج لا يعرفون الصورة الحقيقة عن فلسطين وهذا أمر محزن ولا بد من تغييره".
وتضيف مشتركة من فلسطين أن "الفن بشكل عام والسيرك بشكل خاص يستطيع ان يوصل رسالة عن فلسطين ولنقول للعالم اننا موجودون على هذه الأرض لنساعد بعضنا البعض بطريقة فنية وهذا جزء من المقاومة".
9. وفر التبادل الثقافي فرصة للتعاون والتشبيك بين الشركاء حيث تم دعم البرنامج من قبل 10 مؤسسات بالشراكة مع 6 مدارس سيرك.
10. عزز التبادل الثقافي رسالة ورؤية مدرسة سيرك فلسطين حيث أن البرنامج وأهدافه تتوافق ورسالة المؤسسة ورؤيتها، إذ تسعى مدرسة سيرك فلسطين إلى تقوية الإمكانات الإبداعية والاجتماعية والجسدية للفلسطينيين لدمجهم وتمكينهم من أن يصبحوا أعضاءً فاعلين في المجتمع.
يعتبر هذا البرنامج واحد من البرامج التبادلية في مدرسة سيرك فلسطين، إلا أنه تميز بوجود مشتركين طموحين كانوا قادرين على كسر الحواجز المعيقة وتقديم صورة جميلة عنهم وعن البرنامج.
وبشكل عام، تعد برامج التبادل الثقافي للشباب أدوات قوية لتعزيز السلام والتفاهم والحوار بين الثقافات بين الشباب، وتعزيز عالم أكثر ترابطاً وتسامحاً، وبشكل خاص قدم برنامج التبادل الثقافي هذا فرصة للشباب للخوض في تجارب استفادوا منها على المستوى الشخصي والثقافي والاجتماعي، مما سيساهم في المستقبل في خلق جيل أكثر تعاطفاً وتسامحاً، وبالتالي تعزيز مستقبل أكثر إشراقاً لعالمنا المترابط.