إطلاق رواية "فتى الغور 67" للكاتب كامل أبو صقر
عقد في مركز القطان الثقافي–رام الله، حفل إطلاق واشهار رواية "فتى الغور 67"، للكاتب كامل أبو صقر، التي صدرت طبعتها الأولى عن منشورات الآن ناشرون وموزعون في عمان العام الحالي، وكان الإطلاق يوم الخميس الماضي 25/8/2022 الساعة السابعة مساءً في مسرح المركز ،وقد قدم الكاتب الاعلامي والكاتب / عماد الأصفر ابن بلدة عقربا قائلًا : إن "الرواية تكمّل ما كنت ابحث عنه، لانها تتحدث عن طفل عاش فترة النكسة، وانا وخرجت من عقربا نابلس القريبة من الغور عندما كان عمري عامين، وكنت فضوليا للتعرف على ماذا حصل".
واكدت ياسمين من مركز القطان الثقافي الذي استضاف حفل اشهار الروايه : ان رواية "فتى الغور 67" تأخذنا في رحلة طويله عبر التاريخ ممتدة من زمن يسبق أحداث النكسة في منطقة الأغوار وشفا الغور، وتحاول تصوير حياة سكانيها وإعادة إنعاش الذاكرة وتاريخ الأجداد في تلك المنطقة.
واكد الكاتب والاعلامي عماد الاصفر: لم يكن فتى الغور وحده بطل الرواية، فأبطالها تعددوا ما بين أشخاص وأماكن وحيوانات، حاكها الكاتب وسردها بلغة أدبية بسيطة مبنية على الواقع والشهادات الحية، وطرح فيها قضايا جريئة كظاهرة العملاء الممتدة من زمن النكبة حتى يومنا هذا.
أوضح ابوصقر مؤلف الروايه: انالرواية استغرقت كتابتها 10 سنوات، جمعت شهادات العشرات ممن كانوا يسمون بفتية الغور الذين كانت أعمارهم تتراوح بين 7 سنوات إلى 10 سنوات خلال احداث النكسة. مؤلف الرواية، المحامي والمستشار القانوني المقيم في دبي بالإمارات، كامل أبو صقر هو من مواليد عقربا عام 1960، تلك القرية القريبة من الغور وعاش النكسة عندما كان عمره 7 سنوات. يقول إن "فتى الغور 67" هي رواية طُبخت على نار هادئة على مدار 10 سنوات بعد انقطاع عن الكتابة، حيث قمت بنشر 5 كتب قبلها، ونتيجة ضعف سوق النشر في العالم العربي توقفت عن النشر.
وأضاف في معرض حديثه ، "أثناء زيارتي للغور في فصل الربيع، كنت استمع لشهادات الناس هناك، وجمعت شهادات من نحو 50 شخصا ممن كانت أعمارهم فترة النكسة (7-10) سنوات وسجلتها، بالتالي اصبح لدي مادة خام لتأليف كتاب جديد.
وأوضح أنه قام بكتابة الرواية ووضعها على الرف خلال فترة كورونا، لكنها عاد مؤخرا بمراجعتها وطباعتها، وأطلقها الخميس الماضي في (25/8/2022) في رام الله.
وآكد الناقد رائد الحواري إلى أن من ميزة الرواية تعدد أبطالها، وليس بطل واحد فالشخص بطل، والحمار بطل والغور بطل ونصير وسقف الحيط وسقف المغارة، كلهم أبطال في الرواية، ويتطور الاسم الذي كان يسمع أكثر مما يتكلم وكان فضوليا ويتصرف كراشد لكن عمره كان 7 سنوات، واصبح اسمه نصير. وما قد يوخذ على الرواي انه جعل بطل الروايه وهو طفل يتعامل ويتكلم بلغة الراشدين .
اما المؤلف فقد إن الرواية تحدثت عن رحلة الشتاء وتنتهي في الصيف في منطقة شفا الغور، لكن هذا العرف توقف بعد النكسة بسبب الاحتلال ووجود المهربين والعائدين.
ورأى الأصفر أن الرواية لها ثلاث أهميات الأولى تاريخية، والثانية أنها لم تعتني برواية السياسيين والعسكريين في تلك المرحلة، وإنما اعتنت بطفل في النكسة، والاهمية الثالثة تعالج خلالها احداث وقعت في غور فلسطين لا زال مستهدفا.
وأضاف الاصفر : ان احداث التاريخ تتكرر، ما جرى في النكبة تم إعادته في النكسة، وما حصل مع الثورة في عمان جرى في بيروت، وما جرى في الانتفاضة الأولى تكرر في الثانية، وقصتنا مع العملاء في النكبة لازالت موجودة، و لازالت النكبات تتوالى وحتى ما حصل في غزة يتكرر.
أما الباحث والحكواتي حمزة العقرباوي، منظم تجوال سفر ومن عشاق الغور ، فأشاد بأداء الروائي، قائلا: انا ابن المنطقة التي تتحدث عنها الرواية، وهي جزء من بحثي، وتعتبر أدبية أصيلة لما ابحث عنه. الرواية جميلة وملهمة، وتعكس طبيعة شفا الغور والأغوار. مضيفا: الرواية تقدم الغور على أنه مكان فيه حياة اجتماعية وحب ومغامرة ويوجد فيه مقيمون وفلاحون وبدو وغجر ونور.
اما الدكتور محمود فطافطه فقد ركز من خلال مداخلته على اهمية عنوان فتى الغور واهميتها لتصبح عمل درامي فهي ملحمه غورانية تستحق ان تدرس وان تقدم كعمل درامي .
فهي تعرض الى ارهاصات النكسه والعودة والهجرة والتهريب والنضال، بما فيها من تفاصيل دقيقة لمشاعر الناس، وبيان لما كان يتوقعونه أو يتبادلونه بينهم من أحاديث خلال تلك الفترة، موظفًا أسلوب الاستعادة للماضي "فلاش باك"، ليتمكن من تغطية المساحة الزمنية الممتدة للأحداث من العهد العثماني مرورا بنضال الشعب الفلسطيني ضد الإنجليز، وبأحداث مرت على الوطن العربي وصولا حتى النكسة.
اما اللواء المتقاعد ناجح عثمان فقد قال في مداخلته ان الروايه تكاد تتحدث عنه شخصيا ( روايه تستحق جميله اشعرتني انني اعيش في المنطقه لم اشعر بها انها روايه فقط بل هي ادخلتني في فلم سينمائي اعاد لي الذاكره الى عشرات السنين من بداية وادي الناطوفه وحتى قرن سرطبه والشريعه مرورا بالطويل وداميه والافجم وابو الدرج وخلة السجري وعراق السبعه الجهير والدوه واد الاحمر وقلعة النمر حقيقه بمطالعتي للروايه اتجول في خيالي وكأني اعيش في هذه المناطق ما زلت في الصفحه 100 ولكن بودي ان اقضم الروايه قضما حتى اعيش الماضي شكرا للكاتب المبدع ابو حسان والى روائع اخرى بأذن الله تعالى)
وتسرد الرواية ظروف ولادة البطل قبل النكسة واسرة ابو نسر ونشأته قبل الحرب العالمية الأولى وهزيمة تركيا ودخول الانجليز وثورات الشعب الفلسطيني ضد الانتداب وخصوصا في الارياف وشفا الغور ، ومعاصرة اسرة ابو نسر الحرب العالميه الثانيه والنكبة ، وتتقاطع في ما قبل النكسه مع تزامن مولد فتى الغور في ليله عاصفه ما قبل النكسه بسبع سنوات .
كامل محمد أبو صقر
ولد في عقربا قضاء نابلس، ودرس في مدارسها، تخرج من كلية الحقوق تخصص قانون من الجامعة الأردنية العام 1982، وحاصل على الماجستير من جامعة (Hull) في المملكة المتحدة. يعمل منذ 40 سنة في مجال المحاماة والاستشارات القانونية. له العدد من الدراسات والأبحاث والكتب، نشر بعضها باللغتين العربية والإنجليزية، كما شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات المتخصصة، ومن إصداراته:
• العولمة التجارية والإدارية والقانونية .. رؤية إسلامية، الجزء الأول 2000، والجزء الثاني 2001.
• العولمة والتجارة الإلكترونية: الجوانب الإدارية والاستراتيجية والفنية، 2001.
• Bridging the Gulf, The Authoritative Guide to Agency 2000.
• نظرات في الوجود 99، ومضة نصوص بين الشعر والنثر، 2022.
• فتى الغور 67 (رواية)، 2022.