رحيلٌ صاخب لأيقونة المقاومة الشعبية وبطل المسافر "سليمان الهذالين"
خاص لشبكة الحرية الإعلامية- كتب محمـد عوض- بعد 12 يومًا قضاها في العناية بالمكثفة بالمستشفى، أُعلنَ اليوم استشهاد أيقونة المقاومة الشعبية، وبطل قرية أم الخير في مسافر مدينة يطا جنوب الخليل، الشيخ "سليمان الهذالين"، 70 عامًا، عقِبَ تعرّضه للدهس المتعمد من قبل مركبة عسكرية لشرطة الاحتلال.
في لقاءٍ صحفي مع الشيخ "الهذالين"، أقسمَ إما الشهادة على هذه الأرض، أو العيش عليها بكرامة، فكان له ما أراد، ارتقى صلبًا، حرًا، شهمًا، مقدامًا، مدافعًا عن بيته البسيط، وحقه في الأرض، رافعًا علم فلسطين عاليًا، مؤكدًا بأن الاحتلال مهما طغى، فمصيره إلى زوال.
· اعتقالات واعتداءات:
تاريخٌ حافلٌ بالنضال، دفع قوات الاحتلال لاعتقاله مرّات عديدة، محاولاً إسكات صوته المرتفع، لكنه في كلِّ مرَّة كان يخرج أقوى مما سبقَ، مشددًا على حقوقه كافة، وأهمها بأن هذه الأرض فلسطينية، كانت وما زالت، وستبقى إلى الأبد، مهما حاول العدوان طمس هذه الحقيقة الخالدة.
مع كل اقتحامٍ لقرية "أم الخير"، كان الشيخ الهذالين يقف مدافعًا، رافضًا لإملاءات الاحتلال، ومحاولاته التي لا تتوقف بمصادرة الأرض، وفرض نفسه عنوةً، مما تسبب في تعرَّضه لاعتداءات جسدية، وتحمل ذلك رغم جسده النحيل، لأنه يتسلّح بإرادةٍ لا تلين.

· مشاركات بالمحافل الوطنية:
كان الشيخ سليمان الهذالين، لا يترك مناسبةً وطنية إلا وشارك بها، واضعًا يده على يد الناس، ففي الاعتصامات المطالبة بالإفراج عن المضربين، إلى المسيرات السلمية الرافضة للاستيطان، وصولاً إلى وقوفه أمام أعتى قوة في العالم، واضعًا رأسه برأسهم، مقسمًا قسمه الشهير: "الشهادة فوقها أو العيش عليها بكرامة".
ولأن الفصائل الفلسطينية تدرك دوره المحوري في القضايا الوطنية، نعته بعد استشهاده، وأشارت إلى أن الاحتلال لا يعرف إلا لغة القتل، وينبذ كل أشكالِ المقاومة، وهي سياسة ينتهجها أمام الجميع، غير آبه لطفل، أو امرأة، أو شيخ، أو واقف، أو حتّى عاجز.

· تفاعل مع استشهاده
بعد الإعلان عن استشهاد الشيخ "الهذالين"، تفاعل الفلسطينيون عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة مع النبأ، وعددوا مناقبه، وصموده في البقاء على أرضه، على الرغم من كم المضايقات التي تعرَّضَ لها من قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين.
كما أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان، ما وصفته بـ"إعدام" المُسن الهذالين، وقالت إن "هذه الجريمة حلقة في مسلسل جرائم الإعدامات الميدانية التي تنفذها قوات الاحتلال وفقا لتعليمات وتوجيهات المستوى السياسي والعسكري في دولة الاحتلال".
وأضافت: "هذه الجريمة تعكس وحشية وعنصرية الاحتلال في قمعه وتنكيله بالمواطنين المدنيين العزل المشاركين في المسيرات السلمية دفاعا عن أرضهم في وجه الاستيطان والمستوطنين".
وأردفت وزارة الخارجية أنها "ستتابع هذه الجريمة، وتفاصيلها العنصرية مع المنظمات الأممية المختصة والمحكمة الجنائية الدولية".
الجدير بالذكر، بأن عائلة الشيخ سليمان، تنحدر من منطقة عراد بمحاذاة أراضي عام 1948م جنوب محافظة الخليل، وسكنت في خربة أم الخير جنوب شرق يطا، بعد شراء قطعة أرض فيها عام 1965م، لكن الاحتلال أقام على جزء من أرضها وأراضي المواطنين مستوطنة "كرمئيل" عام 1980م، وأصبحت تتوسع يومًا بعد يوم.
