عماد أبو هوّاش: شقيقي هشام على حافة الموت ولا يوجد التفاف مناسب حول قضيته
الحرية- محمّـد عوض- قال السيد عماد أبو هوّاش، بأن شقيقه الأسير المضرب عن الطعام، هشام، أصبح على حافة الموت، بعد إضرابه عن الطعام لليوم الـ141 تواليًا، احتجاجًا على اعتقاله الإداري.
وأوضح عماد أبو هوّاش في حديثٍ خاص مع "الحرية"، بأن شقيقه يدافع عن قضية بأكملها بجسده النحيل، حيث بات وزنه 39 كغم، ويعاني من العديد من الأزمات الصحية الخطيرة للغاية.
وأضاف: "واجه هشام وما يزال غطرسة الاحتلال الذي لا يريد أن يراه حرًا، وشامخًا، ويحاول قتله بكل الوسائل، لكنه ظل صامدًا، قويًا، ومستمرًا في إضرابه الأسطوري".
وتابع: "نشكر ونقدر جميع الجهود التي بذلت من أجل الوقوف إلى جانب هشام وإسناده لكنني أقول بأنها ليست كافية وبحاجة إلى مزيد من التحرك".
ودارت بالأمس مواجهات في مناطق عديدة بين الشبان وقوات الاحتلال، إسناداً للأسير أبو هواش، مما أدى إلى إصابة عدة مواطنين، أحدهم في الرأس ببلدة بيت أمر شمال الخليل.
وهذا ويعم الإضراب الشامل مدينة دورا جنوب الخليل، اليوم الثلاثاء، كما دعت العديد من القوى الوطنية والفعاليات لاتخاذ خطوات مساندة.
شهدت مدينة رام الله مسيرة تضامنية مع الأسير، ردّد المشاركون فيها شعارات تطالب بإخلاء سبيله وإنقاذ حياته بشكل فوري، ونظم فلسطينيون في مدينة الخليل وقفة طالبوا فيها بالإفراج عن الأسير المضرب عن الطعام، وردد المشاركون في الوقفة شعارات تعبّر عن دعم الأسير، وتدين الاعتقال الإداري وتصفه بالجريمة.
والأسير أبو هواش أب لـ5 أطفال، وهو من بلدة دورا، غرب مدينة الخليل (جنوب الضفة)، واعتقل في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2020، وحُوّل إلى الاعتقال الإداري.
وبعد مماطلة استمرت شهورا، جمّدت سلطات الاحتلال الأحد الماضي أمر اعتقاله الإداري، ونقلته إلى المستشفى بوضع صحي حرج، لكنه رفض تعليق إضرابه. والاعتقال الإداري قرار حبس بأمر عسكري إسرائيلي، لمدة تبلغ 6 أشهر قابلة للتمديد، بزعم وجود تهديد أمني، من دون محاكمة أو توجيه لائحة اتهام.
وحذرت حركة حماس الاحتلال الإسرائيلي من الاستمرار في تجاهل قضية الأسير هشام أبو هواش، وحمّلت الحركة سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير الذي ينتمي لحركة الجهاد، وقال الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع، في بيان صحفي، إن استمرار الاحتلال في تجاهل إضراب أبو هواش "يؤكد نواياه العدوانية المبيّتة بممارسة الإعدام البطيء بحقه".
ودعت حركة حماس كل المؤسسات الحقوقية والإنسانية إلى الخروج عن صمتها، والقيام بواجبها، وتحمل مسؤولياتها تجاه ما يتعرض له الأسرى، خاصة المضربين عن الطعام، والعمل على إنقاذ حياتهم.
وفي السياق نفسه، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية اليوم السبت السلطات الإسرائيلية بالإفراج الفوري عن الأسير، قائلا إن الأسير أبو هواش في وضع صحي حرج، محمّلا "سلطات الاحتلال الإسرائيلي" المسؤولية كاملة عن حياته.
وذكر نادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحفي، أن الأسير هشام أبو هواش الذي ينحدر من مدينة الخليل "يواجه الموت" في مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي، في ظل استمرار إضرابه عن الطعام رفضا لاعتقاله الإداري.
وأفاد البيان بأن الوضع الصحي للأسير أبو هواش يشهد تدهورا مستمرا وأن هناك صعوبة في إيقاظه، معتبرا أن السلطات الإسرائيلية "تنفذ جريمة بحقه مع استمرارها في تعنّتها ورفضها الاستجابة لمطلبه المتمثل بإنهاء اعتقاله الإداري التعسفي".
كما حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية من خطورة الوضع الصحي للأسير أبو هواش، وقالت إنه يدخل في حالة فقدان متقطع للوعي"، وذكرت الهيئة أن الأسير أبو هواش "فقد قدرته على الحركة، ويعاني من صعوبة بالغة في الكلام، ونُقل من سجن الرملة حيث يقبع في مستشفى أساف هروفيه".
وفي وقتٍ سابق، أعلن الجناح المسلّح لحركة الجهاد الإسلامي، سرايا القدس، رفع حالة جهوزيته لدرجة كبيرة عقب التدهور الشديد لصحة الأسير هشام أبو هواش المضرب عن الطعام منذ 138 يوما، في حين حذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الاحتلال من مغبة تجاهل قضية الأسير، وخرجت مسيرة في رام الله تضامنا مع أبو هواش.
وأصدرت سرايا القدس تعليماتها بوقف الأنشطة التدريبية، وإخلاء مواقعها العسكرية، ووقف العمل في ورش التصنيع التابعة لها في قطاع غزة، واتهمت حركة الجهاد إسرائيل بمحاولة اغتيال الأسير أبو هواش (40 عاما)، وهددت بأنها سترد إذا استشهد.
وقالت الحركة في بيانها "كل ساعة تمضي دون إنهاء معاناة الأسير أبو هواش تعني أنه يقترب من خطر الموت، الأشبه بعملية تصفية واغتيال، وسنتعامل معها بمقتضى التزامنا بالرد على أي جريمة اغتيال يرتكبها العدو".
وأضافت "الاحتلال يواصل التلاعب وممارسة سياسة التضليل والخداع عبر ما أسمته المحاكم بقرار تجميد الاعتقال الإداري (أصدرته في 27 ديسمبر/كانون الأول 2021)، في محاولة للتهرب من المسؤولية عن مآلات الإضراب الذي يعبّر فيه الأسير عن رفضه الاعتقال الظالم".