جامعة (خضوري) تعلن عن إنجاز وتصنيع جهاز تنفس بمواصفات تقنية عالمية

تحت رعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس، احتفلت جامعة فلسطين التقنية "خضوري" في طولكرم، مساء اليوم السبت، بإعلان تصنيع وتطوير جهاز تنفس اصطناعي PTUK Ventilator بنسخته الثالثة متعدد الوظائف.

ونفذ الجهاز نخبة من المهندسين: يزيد علاونة، ومحمد سلامة، وعلي شريدة، ومفيد علاونة، بإشراف ومتابعة مباشرة من رئيس الجامعة نور الدين أبو الرب، حيث يعتبر فلسطينيا بامتياز من حيث التصنيع والإنتاج بشكل كامل، وانجازا نوعيا تفوقت فيه فلسطين على العديد من دول العالم.

وخضع الجهاز للتجريب والفحص السريري ولكافة المعايير التقنية الطبية والهندسية وحصل على الشهادات والاعتمادات من قبل جهات الاختصاص الفلسطينية والدولية، مثل هيئة المواصفات والمقاييس، وشركات الإنتاج الطبية العالمية وأخصائيي واستشاريي التخدير في المستشفيات العامة والخاصة.

وهنأ الرئيس محمود عباس جامعة فلسطين التقنية "خضوري"، على إنجازها بتصنيع وتطوير جهاز تنفس اصطناعي متعدد الوظائف، يتنافس ويتفوق على العديد من الأجهزة العالمية المماثلة.

وقال الرئيس عباس، في كملة مقتضبة عبر الهاتف، "شعبنا الفلسطيني غني بالعقول، هذه العقول التي سترفع رؤوسنا في كل مكان بالعالم، هذه العقول التي ستبني دولة فلسطين بعاصمتها القدس".

وقال أبو الرب في كلمته بالحفل الذي أقيم في مسرح الشهيد ياسر عرفات بمقر الجامعة الرئيسي في طولكرم، إن فكرة تصنيع جهاز تنفس اصطناعي بدأت منذ انتشار جائحة كورونا في فلسطين، وعجز المستشفيات عن استيعاب الكم الهائل من المصابين بهذا الفيروس، وبدأ التفكير بتصنيع الجهاز في الجامعة، وأجريت عدد من الاتصالات مع مهندسين مختصين في هذا المجال.

وأضاف: "تم إعداد الأبحاث والمخططات لتصنيع جهاز تنفس اصطناعي مساعد في البدايات، وكانت التجارب بدائية، وبعد انجاز أول تجربة تم عرضها على مختصين في مؤسسة المواصفات والمقاييس، إلا أنها رفضتها، وشكل لنا ذلك الرفض حافزا مشجعا للاستمرار وإعادة الكرة مرة أخرى، وكنا على يقين بأن النجاح سيحالفنا في النهاية".

وأوضح أنه تواصل مع المهندسين والأطباء لمواصلة العمل على تصنيع جهاز مساعد للأكسجين بجهد شخصي رغم نقص مصادر التمويل لهذا المشروع الحيوي، كنا نجري تجارب كثيرة باستخدام قطع مواد خام باهظة الثمن، بتمويل جزئي من الجامعة والجزء الثاني ذاتي.

وتابع أن وزيرة الصحة مي الكيلة شكلت لجنة ضمت وفد طبي كبير لمتابعة وضع الجهاز وإبداء الملاحظات، في الوقت الذي كلف الرئيس محمود عباس، رئيس المجلس الأعلى للإبداع والتميز عدنان سمارة للإشراف على المشروع، مشيرا إلى أن الجميع أشادوا بأداء وعمل الجهاز، وبأنه متميز في الدقة وضرب من الخيال يضاهي الأجهزة التي تصنع عالميا.

وأكد أبو الرب أن انجاز هذا الجهاز هو مفخرة لفلسطين وعلمائها، خاصة أنه حتى الآن لم تستطع أي دولة في العالم أن تصنع مثيلا له، وكان تحديا كبير عملنا لأكثر من 100 يوم بشكل متواصل عليه رغم جائحة كورونا والاغلاقات والعقبات، مع مساندة وإشراف من مختصين وخبراء من الجامعات الفلسطينية، ومهندسين وأطباء من مختلف مستشفيات الوطن، لنتمكن أخيرا من أخذ الاعتماد من الأطباء على اكتمال أداء جودة وفعالية الجهاز الذي يستطيع تحديد حاجة المريض تلقائيا من الأكسجين بعد النفس الأول.

بدوره، قال رئيس المجلس الأعلى للإبداع والتميز عدنان سمارة، "هذا يوم عظيم وشرف لنا جميعا، وأنقل لكم تحيات الرئيس محمود عباس الذي كلفني بمتابعة الموضوع، لأنه منذ اليوم الذي اجتاحت كورونا البلاد، كان هاجسا لدى الرئيس كيفية حل المشكلة، وبعد الإغلاق والخوف من الاحتياج لأجهزة تنفس، بدأت المحاولات في كل مكان، وبعد جهد نجحنا في الوصول إلى بر الأمان، ليس فقط لفلسطين بل والسعي لإرساله إلى الأصدقاء في الدول النامية ومن ثم بيعه في كل أنحاء العالم باسم دولة فلسطين".

وهنأ الجامعة ورئيسها أبو الرب والفريق الذي عمل ليل نهار، معربا عن شكره لكل من سهل الطريق لخروج هذا الجهاز إلى النور من المواصفات والمقاييس ووزارة الصحة ونقابة الأطباء. وأضاف سمارة "في المجلس مهمتنا الأخذ بأيديكم، كلنا نفتخر بكم، ونتابع الأفكار للأخذ بأيدي المبدعين، وكانت فكرة الرئيس من إنشاء هذا المجلس لأنه يعول على الشباب والأفكار النيرة كثيرا، حيث احتضنا أكثر من 74 مشروعا، وحاليا نحتضن 24 مشروعا، وعملنا مع 13 شركة".

من جهته، شدد محافظ طولكرم عصام أبو بكر، على أن الرئيس محمود عباس يحرص ويشجع ويدعم مثل هذه الإبداعات والنجاحات والعقول، والتي كان لها الدور الكبير بانجاز جهاز التنفس الاصطناعي، مثنيا على جهود طاقم جامعة خضوري ممثلا برئيس الجامعة الدكتور نور الدين أبو الرب الذي تابع وأشرف عليه منذ البداية.

وأشار إلى مكانة جامعة خضوري ودورها التاريخي المهم ومكانتها العلمية وما حققته من إنجاز علمي وطبي، خاصة أننا بأمس الحاجة لمثل هذه الأجهزة لمواجهة جائحة كورونا وغيرها من الأمراض، داعيا إلى تكثيف الجهود والاستمرار بالإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا، وأخذ اللقاح، للوصول إلى بر الأمان.

من ناحيته، ثمن مختص التخدير الدكتور عايد سليم، الروح المعنوية الكبيرةة الموجودة لدى الطاقم وإصراره على التواصل رغم الصعوبات الكبيرة.

وقال: "كنت على تواصل مع الطاقم كلما استدعوني، وكان لديهم سرعة استجابة لأي ملاحظات، لتطبيقها على أعلى المعايير"، مشيرا إلى أن الجهاز يضاهي الأجهزة العالمية في تنويع المعطيات داخله ودقته وأمانه على المريض إضافة إلى تعامله مع كافة أنواع المرضى.

وأهاب بالمؤسسات الحكومية والخاصة في الوطن دعم المنتج الوطني، وأن نكون يد عون له وإعطاء حق الأولوية في حضوره إلى جانب أسرة المرضى.