الكربوهيدرات.. عنصر غذائي رئيسي
يعتقد الكثير من الأشخاص أن الكربوهيدرات هي عنصر غذائي ضار في الجسم، وسبب رئيسي للسمنة، فيعمد الكثير منهم إلى حذف الكربوهيدرات من غذائهم، ظناً أن هذه الطريقة تُحسن حالتهم الصحية وتُقلل الكيلوغرامات الإضافية لديهم.
والحقيقة أنّ هذا خطأ شائع، وحتى ندخل في تفاصيل الموضوع أكثر، دعونا نتعرف على ماهية الكربوهيدرات وأنواعها.
الكربوهيدرات هي واحدة من العناصر الغذائية الثلاثة الرئيسية، ويليها البروتين والدهون، وتنقسم إلى ثلاثة عناصر: النشويات والألياف والسكريات.
وتُنسب النشويات إلى الكربوهيدرات المعقدة، مثل: الحبوب الكاملة والبقوليات، والخضروات النشويةو مثل البطاطا والذرة. وتُنسب السكريات إلى الكربوهيدرات البسيطة، ومنها ما هو موجود بشكلٍ طبيعيٍّ في الطعام، مثل: سكر الفركتوز في الفاكهة، وسكر اللاكتوز في الحليب، وغيرهما. ومنها ما هو صناعي مضاف إلى الطعام، مثل الحلويات والعصائر وغيرهما.
تعتبر الكربوهيدرات مصدر الغذاء الرئيسي للجسم، وهي المصدر الأساسي لغذاء الدماغ، ويحتاج الجسم ٤٥-٦٥% من السعرات الحرارية المتناولة خلال اليوم من مصدر الكربوهيدرات، وبما أن الغرام الواحد من الكربوهيدرات يحتوي على ٤ سعرات حرارية، فيحتاج الشخص تناول ما يقارب ٢٢٥ غم- ٣٢٥ غم للشخص الذي يتناول ٢٠٠٠ سعر حراري في اليوم، ويختلف المعدل من شخص إلى آخر. كما أنّ الألياف الموجودة في داخلها مهمة لسلامة الجهاز الهضمي. ونقص هذا العنصر الرئيسي في الجسم يؤدي إلى صداعٍ وإرهاقٍ وإعياءٍ وتعبٍ وإمساك ونقصٍ في المعادن والإملاح.
ولكن، تكمن المشكلة في اختيار نوعية الكربوهيدرات المفيدة للجسم، فقد يسبب سوء اختيار النوعية مع الإكثار منها إلى مشاكل صحية كثيرة، منها: السكري والسمنة وأمراض القلب وغيرها.
ومن الكربوهيدرات المعقدة المفيدة للجسم:
١ . الحبوب الكاملة، مثل: القمح الكامل، الكينوا، الشوفان، الأرز البني، المعكرونة البنية.
٢ . الفاكهة بأنواعها.
٣. البقوليات، العدس، الفاصولياء، البامية، الفول، الحمص.
٤.الحليب ومشتاقاته.
للتوضيح أكثر سنوضح في هذا المثال كيف يؤثر اختيار النوعية على الجسم: يكمن الفرق بين رغيف الخبز الأسمر ورغيف الخبز الأبيض في أنّ الرغيف الأسمر مصنوع من حبوب القمح الكاملة، أي يحتوي على قشرة حبة القمح، وبالتالي فهو يعتبر من الكربوهيدرات المعقدة العالية في الألياف وفيتامينات (ب)، فيما الرغيف الأبيض مصنوع من حبة القمح منزوعة القشرة، وبالتالي فهو عالٍ في السكريات وخالٍ من الألياف وفيتامينات (ب)، ويعتبر من الكربوهيدرات البسيطة، إلا أن هذا الاختلاف في المكونات لا يؤدي إلى الاختلاف في السعرات الحرارية في كلا النوعين من الخبز. ولكنّ تناول الخبز من النوع الأبيض لا يسبب شعور الشبع والامتلاء بشكلٍ سريع بسبب خلوه من الألياف، وبالتالي يؤدي إلى تناول كميات إضافية عن المعدل، ما يُسبب مضاعفات صحية، مثل: ارتفاع السكر في الدم، وكميات عالية من السعرات، ومع الوقت تتحول إلى سمنة، مقارنةً بالأسمر الذي يؤدي إلى شعورٍ سريعٍ بالشبع، وأيضاً عدم ارتفاع معدل السكر في الدم بشكل سريع بسبب علوه بالألياف.