هيئة مكافحة الفساد تعقد مؤتمرها الدولي الأول "نزاهة وحوكة من أجل التنمية المستادة"
عقدت هيئة مكافحة الفساد، اليوم الثلاثاء 10 كانون الأول 2019، تحت رعاية رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس، مؤتمرها الدولي الأول "نزاهة وحوكمة من أجل التنمية المستدامة"، بمشاركة وحضور مختصين وباحثين وخبراء ومسؤولين محليين وإقليميين ودوليين.
ويستمر المؤتمر، والذي إفتتحه سيادة الرئيس محمود عباس يوم أمس الاثنين، لمدة يومين، وتناقش خلاله أكثر من سبعين ورقة عمل وبحث علمي، ضمن أربعة محاور وهي "النزاهة والحوكمة والتنمية المستدامة وفق المبادئ الدولية"، و"التشريعات والسياسات الوطنية المعززة للنزاهة والحوكمة من أجل تنمية مستدامة"، و"تجارب وقصص نجاح في النزاهة والحوكمة المعززة للتنمية المستدامة"، و"الجهود الفلسطينية في تحقيق مؤشرات التنمية المستدامة: ما لها وما عليها".
ورحب رئيس هيئة مكافحة الفساد معالي المستشار الدكتور أحمد براك بالحضور، وشكر سيادة الرئيس على رعايته وافتتاحه للمؤتمر، مؤكدا بأن ذلك يؤكد على الرغبة السياسية العليا بالمضي قدما لمكافحة الفساد، وشدد على اهمية وضرورة الخروج بعدد من التوصيات والنتائج الهامة التي تخدم تعزيز قيم النزاهة والحوكمة والتنمية المستدامة.
بدوره أوضح مسؤول مكتب الامم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فلسطين السيد خلدون عويس ان انتشار الفساد ينعكس سلبا على الاقتصاد والموارد والفرص، مؤكدا بأن مكتب الامم المتحدة يطمح لتعزيز قيم المساءلة والشفافية والحكم الرشيد، مؤكدا بان فلسطين شهدت تقدما ملحوظا في مجال تجريم الفساد، مشيرا الى ان المكتب يعمل على ترجمة اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد على ارض الواقع، مشددا على اهمية وضرورة التعاون والتشارك لمكافحة الفساد.
من جانبه أكد السيد جيسن رايكلد من قسم دعم تنفيذ فرع الجريمة الاقتصادية والفساد وتنمية شؤون المعاهدات من خلال كلمة مصورة على ضرورة التعاون الدولي لمكافحة الفساد، مشيدا بعمل هيئة مكافحة الفساد الفلسطينية والانجازات الكبيرة التي حققتها بالرغم من جميع الصعوبات، وتمنى لها التوفيق في مؤتمرها الدولي الأول وكافة انشطتها المستقبلية.
وكرمت هيئة مكافحة الفساد ممثلة برئيسها الدكتور احمد براك رئيسها السابق الاستاذ رفيق النتشة، وشكر الاستاذ النتشة هيئة مكافحة الفساد وكافة العاملين بها على هذا التكريم، واشاد بعمل الهيئة وجهودها المثمرة في عقد هذا المؤتمر، وتمنى لها التوفيق في كتمل انشطتها المستقبلية.
ووقعت هيئة مكافحة الفساد الفلسطينية ممثلة برئيسها الدكتور احمد براك اتفاقية تعاون مع الهيئة العامة لمكافحة الفساد في دولة الكويت ممثلة بنائب رئيسها المستشار رياض الهاجري، وذلك بهدف تعزيز التعاون بين الجانبين، وتبادل الخبرات، حيث تندرج هذه الاتفاقية ضمن الجهود الكبيرة التي تبذلها هيئة مكافحة الفساد الفلسطينية لتعزيز تعاونها مع مختلف المؤسسات والهيئات ذات العلاقة بمكافحة الفساد، محليا وإقليميا ودوليا.
كما وقع رئيس هيئة مكافحة الفساد المستشار الدكتور احمد براك اتفاقية تعاون مع السيد خالد العوالمة رئيس مركز الرؤى للدراسات التنموية الإستراتيجية في الاردن، وذلك بهدف تبادل الخبرات بين الجانبين، وتوطيد التعاون والعمل المشترك خاصة في المجالات ذات العلاقة بمكافحة الفساد.
وعُرض خلال اليوم الأول من المؤتمر، فيلم قصير بعنوان "أثر ضعف النزاهة والحوكمة والتنمية المستدامة في فلسطين"، وقُسم اليوم الأول إلى أربعة جلسات، حيث ترأس الجلسة الأولى "النزاهة والحوكمة والتنمية المستدامة وفق المبادئ الدولية"، مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" د. عمار دويك، وقُدمت خلال هذه الجلسة أربع ورقات عمل حول متابعة تنفيذ الهدف "16" من أهداف التنمية المستدامة، والنزاهة والحكم الرشيد لتنمية السياسات، ودور التحقيقات الصحفية الاستقصائية في جهود مكافحة الفساد، وآليات تعزيز النزاهة العامة، من قبل خبراء ومستشارين ومختصين محليين ودوليين.
وترأس الجلسة الثانية "التشريعات والسياسات الوطنية المعززة للنزاهة والحوكمة من أجل التنمية المستدامة" رئيس هيئة النزاهة ومكافحة الفساد الأردنية الدكتور مهند حجازي، وتضمنت الجلسة عرض ست أواق عمل علمية ناقشت مواضيع مواءمة التشريعات الفلسطينية نحو مكافحة الفساد وتعزيز النزاهة، وجهود الإدارة العامة في تعزيز الشفافية والوقاية من الفساد، وسياسات وآليات واستراتيجيات النزاهة والحوكمة ومكافحة الفساد التي اتخذتها الحكومة الفلسطينية، وضمانات المحاكمة العادلة في إطار تسريع إجراءات التقاضي في قضايا الفساد، ودور القضاء الدستوري في تحقيق سيادة القانون، والتشريعات والسياسات الوطنية المعززة للنزاهة والحوكمة من أجل التنمية المستدامة، حيث قدم الأوراق العلمية مجموعة من المختصين والباحثين والمسؤولين المحليين والإقليميين.
وجاءت الجلسة الثالثة بعنوان "تجارب وقصص نجاح في النزاهة والحوكمة المعززة للتنمية المستدامة"، وترأسها رئيس تحرير وكالة معا الدكتور ناصر اللحام، وتضمنت الجلسة مناقشة ست اوراق عمل وأبحاث علمية، قدمها خبراء ومختصين محليين وإقليميين ودوليين، حول التجربة التونسية في مقاومة الفساد، والتحديات القانونية المختبرة في تنفيذ برنامج حماية الشهود، ودور الديانات في مكافحة الفساد والتنمية المستدامة، والتجربة البولندية في مكافحة الفساد، والحكامة من أجل تنمية مستدامة في الوطن العربي.
وحملت الجلسة الرابعة والأخيرة في اليوم الأول عنوان "الجهود الفلسطينية في تحقيق مؤشرات التنمية المستدامة: ما لها وما عليها"، وترأسها رئيس جامعة القدس الدكتور عماد أبو كشك، وناقش خلالها خبراء واكاديميين ومختصين محليين وإقليميين خمس أوراق عمل حول دور المساءلة المجتمعية في تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، والتنمية الزراعية المستدامة في فلسطين في إطار من النزاهة والشفافية، والتحديات التي تواجه الجهود الفلسطينية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 في القدس ومناطق "ج"، وامتثال البنوك الفلسطينية لقواعد ومبادئ الحوكمة وأثرها في تعزيز التنمية المستدامة، وإدارة وحوكمة الفرق الوطنية المتخصصة "الفريق الوطني للهدف 16 نموذجا".
وبعد نهاية كل جلسة، فتح باب النقاش امام الحضور، بهدف إغناء المؤتمر والخروج بتوصيات هامة تنعكس ايجابيا على ارض الواقع.
هذا ويستمر المؤتمر حتى يوم غد الاربعاء، حيث سوف يقسم اليوم الثالث والأخير من المؤتمر الى ثماني جلسات، تناقش خلالها عشرات اوراق العمل والبحوث العلمية.