الإعلام تشارك في المؤتمر الأول حول الصحافة البيئية
شاركت وزارة الإعلام في المؤتمر الفلسطيني الأول حول الصحافة البيئية الذي عقد الثلاثاء في رام الله بعنوان "نحو التأسيس لصحافة بيئية فلسطينية استقصائية – نقدية "، ونظمته مجلة آفاق البيئة والتنمية الصادرة عن مركز العمل التنموي(معا)، ومؤسسة "هينرش بيل" الألمانية، وشبكة المنظمات الاهلية البيئية.
وقدمت الوزارة ورقة ناقشت دور الإعلام الرسمي في تعزيز الوعي البيئي، وتحللت مضمون البرامج الإعلامية المختصة بالبيئة في: هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية بتفرعاتها، والموقع الإلكتروني لوكالة (وفا)، وموقع سلطة جودة البيئة. كما تتبع محتوى الموقع الأإلكتروني لصحيفة "الحياة الجديدة".
وأجابت بطريقة منهجية على مدى حضور البيئة وبرامجها في وسائل الإعلام الرسمية. كما تفحص درجة تصنيف البيئة كاهتمام دوري أو موسمي. وتجيب عن شكل العلاقة بين الإعلام المتخصص والوعي.
وقاست الورقة، التي أعدها مدير دائرة الرقابة والمعلومات عبد الباسط خلف، نسبة حضور البرامج البيئية المتخصصة في المنابر الرسمية، وتتبعت مدى التفاعل مع هذه البرامج، وفحصت درجات توظيف نظرية وضع جدول الأعمال Agenda-Setting Theory، والتي تفترض أن وسائل الإعلام من خلال عرضها للمعلومات والحقائق تقرر القضايا التي يتداولها الجمهور.
وحللت مضمون البرامج المختلفة في أرشيف موقع الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الفلسطيني (فلسطين، ومساواة، والأخبار، وصوت فلسطين)، ووكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، والمركز الإعلامي لسلطة جودة البيئة، و"الحياة الجديدة". واستشرفت حضور المواد الإعلامية المتخصصة بالبيئة، والتفاعل الذي أحدثته، والرسائل التوعوية التي نقلتها.
وانقسمت مصادر الورقة إلى مراجعة الدراسات النظرية المماثلة جزئيًا، وتحليل مضمون البرامج والمواد الإعلامية، والخروج باستنتاجات وتوصيات، وتوزيع استبانة إلكترونية عبر Google لقياس الآراء حول حضور البيئة وغيابها في الإعلام الرسمي، وأجرى مقابلات، مع رئيس تحرير وكالة (وفا)، ومدير عام البرامج في "صوت فلسطين"، ومدير تحرير "الحياة الجديدة".
وأكدت النتائج غياب تصنيف البرامج البيئية عن تلفزيون فلسطين، فمن بين140 برنامجًا، وهناك3 برامج يمكن تصنيفها كبيئية بشكل واضح، وثمة 16 برنامجًا تحمل أبعادًا بيئية، ومن السهولة تطويرها إلى برامج خضراء. كما بينت أن تلفزيون فلسطين مباشر، يمنح البيئة مساحة معقولة من بثه، وأظهرت غياب القضايا البيئية بالمطلق من قناة مساواة.
وأشارت إلى أن البيئة لا تأخذ حقها في برامج "صوت فلسطين" فهناك في الأرشيف (362 ) برنامجًا، وفي أحدث دورة برامجية 45، بينها واحد بيئي فقط. كما يغيب التصنيف البيئي عن الإذاعة، ووكالة "وفا"، فيما يمنح موقع المعلومات في الوكالة حيزًا مستقلا للبيئة من أصل (29) تصنيفًا.
وأبرزت النتائج وجود العديد من المواد التأسيسية للوعي البيئي في المركز الإعلامي لسلطة جودة البيئة، والتي تتنوع في الشكل، لكنها مُصنفة بطريقة غير جذابة. وأفادت بغياب أي تبويب للبيئة عن موقع "الحياة الجديدة، لكنها تحضر في أقسام أخرى.
وأظهرت نتائج الاستطلاع أن (70,1 %) من المشاركين يتابعون الإعلام الحكومي، فيما أفاد (75,6%) من المستطلعين بوجود اهتمام بيئي في الإعلام الرسمي، واعتقدوا أن الوسيلة الأكثر متابعة للشأن البيئي هي "وفا"، ثم تلفزيون فلسطين، فصوت فلسطين، بعده الحياة الجديدة، فموقع المركز الإعلامي لسلطة جودة البيئة.
وعزا المبحوثون أسباب عدم حصول البيئة على اهتمام مماثل (كالرياضة مثلاّ) في وسائل الإعلام إلى تراجع الوعي البيئي، والتربية، وتقصير القائمين على الاعلام، وغياب صحفيين متخصصين، وعدم وجود جمعيات بيئية قوية ومؤثرة، وضعف البيئة كمادة جاذبة للإعلانات والتسويق، وسيطرة الهموم الحياتية المباشرة على اهتمامات الناس، والاهتمام بالأخبار السياسية والتطرق للبيئة فقط في حال ارتباطها بالاحتلال.
وأوصت الورقة بمنح البيئة تصنيفًا مستقلًا، وبنسبة ثابتة (3% كاقتراح بحدود دنيا) في وسائل الإعلام الرسمية؛ وتخصيص مساحة تفاعلية في المواقع الإلكترونية للإعلام الرسمي للقضايا البيئية، والاستدامة في البرامج البيئية، والتنسيق أكثر بين سلطة جودة البيئة والإعلام الرسمي والأهلي لتأسيس إعلام بيئي متخصص وفاعل، والاستفادة من التجارب السابقة، خاصة لـ"صوت فلسطين" و"تلفزيون فلسطين" لجهة تطوير المضامين التراثية والزراعية والصحية والتعريفية بالمواقع إلى برامج بيئية، والتي لا تحتاج إلى مجهود هائل.
كما دعت إلى تبني خطة وطنية بشراكة حكومية وأهلية لتدريس الإعلام البيئي في الجامعات كمساق اختياري في المرحلة الأولى، وتدريب الإعلاميين والصحافيين على المعالجة الفعالة للقضايا البيئية، ومساعدتهم في بناء وتطوير قدراتهم.
واقترحت تنسيق إلزام وسائل الإعلام الخاصة، عبر وزارة الإعلام، بمنح البيئة مساحة (2% من نسبة الـ 20% المنصوص عليها كبرامج منتجة محليًا)، ومساعدة الوزارة للمحطات بتطوير كادرها في الإعلام البيئي، بالشراكة مع جهات العلاقة.
وشهدت الجلسة الافتتاحية كلمات لرئيس سلطة جودة البيئة عدالة الأتيرة، ونقيب الصحافيين ناصر أبو بكر، وللمنظمين. فيما تضمنت الجلسة الثانية أوراقًا لعضو الأمانة العامة للنقابة عمر نزال حول واقع الصحافة الفلسطينية وبيئتها السياسية، وعالجت جيهان عوض واقع الصحافة المحلية: ثقافة الخوف والرقابة الذاتية.
وتتبعت الجلسة الثالثة مكانة الإعلام البيئي في ظل تخصصات الصحافة بالجامعات الفلسطينية: جامعة بير زيت نموذجا، وهل توجد صحافة فلسطينية بيئية جديرة بهذا الاسم؟، والصحافة البيئية..."الخطوط الحمراء" وثقافة الخوف، قدمتها على التوالي: نبال ثوابتة مديرة مركز تطوير الإعلام في "بير زيت"، ومنتصر حمدان، رئيس شبكة الصحافة الاستقصائية، وجورج كرزم، رئيس تحرير مجلة آفاق البيئة والتنمية.
وقدم معمر عرابي، عضو مجلس إدارة شبكة وطن الإعلامية، والصحافي في شبكة أجيال الإذاعية، فراس الطويل، ومحررة مجلة (آفاق) ربى عنبتاوي، وممثل وزارة الإعلام عبد الباسط خلف، أوراقًا بحثية وتجارب في الصحافة الاستقصائية، والإعلام الإذاعي والأهلي والرسمي، فيما عرض أستاذ الجغرافيا البشرية في جامعة مولاي سليمان، مصطفى ازعيتراوي ورقة تتبعت الوصول إلى المعلومة البيئية في السياق المغربي.