أيام العنب الخليلي تعيد الحياة في البلدة القديمة
تحت رعاية فخامة رئيس دولة فلسطين محمود عباس "أبو مازن"، افتُتح اليوم السبت مهرجان أيام العنب الخليلي في ساحات لجنة الإعمار بالبلدة القديمة في الخليل، وذلك بحضور عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد سعيد بيوض التميمي وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي ووزير الاقتصاد السيد خالد العسيلي ووزير الزراعة المهندس رياض العطاري ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور إسحاق سدر ومحافظ الخليل اللواء جبرين البكري ورئيس بلدية الخليل أ. تيسير أبوسنينة، ومدير لجنة إعمار الخليل السيد عماد حمدان ورئيس غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل عبده إدريس ورئيس مجلس إدارة شركة انفينيتي للدعاية نضال القواسمي، وأمين سر إقليم حركة فتح عماد خرواط ومدير التربية والتعليم أ. عاطف الجمل ولفيف من الشخصيات الاعتبارية وممثلي المؤسسات المحلية والأجهزة الأمنية.
وتأتي فعالية "أيام العنب الخليلي" ضمن فعاليات مهرجان الخليل الأول 2019، بالشراكة بين إدارة مهرجان الخليل الأول 2019 ولجنة إعمار الخليل ووزارة الزراعة، بهدف إحياء البلدة القديمة والترويج للمنتج الوطني الفلسطيني، وتستمر أيام العنب الخليلي لمدة ثلاثة أيام متواصلة، حيث يشارك فيه مجموعة كبيرة من المزارعين بما لذّ وطاب من أنواع العنب الخليلي، بالإضافة إلى عدد من الجمعيات النسوية والسيدات المشاركات في عرض ما أعددن من منتجات العنب المختلفة مثل الدبس والعين طبيخ والملبن والخبيصة.
وفي كلمته أكدّ أبو سنينة أنّ تنظيم المهرجان، جاء ليثبت للعالم أجمع أن الشعب الفلسطيني قادر على العطاء، وهذا المهرجان ما هو إلا نتاج الشراكة بين مؤسسات المجتمع المختلفة، مشدداً أنّ الخليل واحدة موحدة ولا تقبل التقسيم وبلدية الخليل هي الجِهة الوحيدة المخولة بإدارة المدينة والإشراف عليها، لافتاً إلى أنّ الخليل بحاجة إلى انتماء حقيقي للأرض والوطن ليترجم إلى عمل على أرض الواقع.
وأوضح حمدان أنّ الهدف من هذا المهرجان هو دعم المنتج والمزارع الفلسطيني والبلدة العتيقة، شاكراً كل المؤسسات الشريكة في تنظيم المهرجان ومؤسسة UNDP”" على دعمهم للمهرجان ضمن برنامج صمود وتنمية المجتمع في المناطق المسماة "ج" والقدس الشرقية، مشيراً إلى أنّ لجنة إعمار الخليل استطاعت ترميم آلاف المباني وخلق مسار سياحي ومساجد وعيادات ليرتفع عدد السكان من 400 مواطن إلى 8500.
وبيّن إدريس أنّ الغرفة التجارية برهنت من خلال افتتاح مقر لها في البلدة القديمة بجانب لجنة إعمار الخليل أنّ البوصلة تتجه دائماً للبلدة القديمة، معلناً عن البدء بتطبيق برنامج إحياء المحلات التجارية وتسكين المواطنين في محلاتهم، داعياً الحكومة الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المحلي لاستثمار طاقات الشباب ورعايتهم لبناء الوطن وتعميره.
وبدوره، طالب التميمي بعقد المزيد من الفعاليات والأنشطة في البلدة القديمة لاستقطاب المواطنين والزائرين، للمساهمة في إحياء مدينة جد الأنبياء إبراهيم عليه السلام، مثمناً جهود منظمي المهرجان وكافة اللجان والطواقم المشرفة عليه، موضحاً أنه تم رفع دعوات قضائية ضد الاحتلال الذي اتخذ قراراً ببناء 300 وحدة استيطانية في قلب الخليل و31 أخرى خلف ديوان التميمي.
واستهل زكي حديثه بقراءة الفاتحة على روح رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني سميح أبو عيشة الذي ترجل يوم أمس الجمعة، مستذكراً مجزرة الحرم الابراهيمي التي أقدم عليها طبيب حاقد، مطالباً المجتمع الدولي بالوقوف عند مسؤولياته وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، مندداً بزيارة نتنياهو الأخيرة للخليل، مؤكداً أنّ الخليل ستبقى شوكة في حلق الأعداء، شاكراً القائمين على هذا المهرجان الذين شقوا الغبار في الظروف الصعبة لتنفيذ هذا المهرجان، مبرقاً تحياته إلى الشعب الجزائري المناصر للشعب الفلسطيني على مر العصور.
وشكر العسيلي كافة المؤسسات الشريكة وطواقمها العاملة، مباركاً هذه الشراكة التي أثمرت هذا المهرجان الضخم، والذي يمثل حلم الاستقلال والدفاع عن الأرض من خلال التمسك بتراثنا لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
من جانبه، أعرب العطاري عن سعادته لوجوده في بلدة الخليل القديمة، لتسويق العنب الخليلي، مؤكداً أنّ رسالة المهرجان تتعلق بتعزيز الهوية الثقافية، مؤكداً أنّ الخليل نقطة الارتكاز الأساسية في معنى الصمود، لافتاً إلى أنّ الحكومة منحت أولوية كبيرة لقطاع الزراعة، حيث تم إنتاج 50 ألف طن من العنب وتحقيق الاكتفاء الذاتي، موضحاً أن الحكومة تعمل على تنفيذ برنامج تخضير فلسطين، حيث تم توزيع آلاف الاشتال من العنب على كل المحافظات، للانفكاك عن الاحتلال وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده.