عودة المدارس- زي ورسوم وقرطاسية تفاقم الأعباء
الحرية- محمّـد عوض- يعود غداً، الأحد، طلبة المدارس إلى مقاعدهم، بعد غيابٍ دام ثلاثة أشهر في العطلة الصيفية السنوية، وفقاً لما أعلنت عنه وزارة التربية والتعليم، مع الإشارةِ إلى أن المعلمين عادوا إلى مواقعهم الوظيفية الأربعاء الماضي، الموافق: 21/08/2019م.
وحسبما أعلن الإحصاء الفلسطيني، فإن عدد طلبة المدارس في فلسطين بلغ حوالي 1.289 مليون طالباً وطالبة، منهم 1.048 مليون طالباً وطالبة، في المرحلة الأساسية بواقع 50.4% ذكور، مقابل 49.6% إناث، و241 ألفاً في المرحلة الثانوية بواقع 45% ذكور مقابل 55% إناث.
وترجع المدارس لاحتضانِ الطلبة، في ظل أوضاعٍ اقتصادية صعبة للغاية على المواطنين، بسبب الأزمة المالية التي تمر بها السلطة الفلسطينية، نتيجة الحصار الاقتصادي الذي فرضه الاحتلال، بعدما عمل على قرصنةِ أموال الضراب خلال الأشهر الماضية.

- مدارس بعد عيد الأضحى
وبلا أدنى شك، فإن الظروف الاقتصادية الصعبة، أُتبعت بنفقات كبيرة في عيد الأضحى المبارك، في وقتٍ تقاضى فيه كل موظف 60% فقط من راتبه الحكومي، الأمـر الذي جعل ميزانية كل أسرة تعاني شحاً، وقحطاً، خاصةً في ظل الالتزامات البنكية المترتبة على الكثير من العاملين.
عودة المدارس بعد عيد الأضحى مباشرةً، تعني ضغطاً متواصلاً على أربابِ الأسر، ومحاولات لا تتوقف "لرقع" كل الاحتياجات وفقاً للإمكانيات، وهو ما عاد سلباً على الطبقتيْن: الفقيرة والمتوسطة، وترك تأثيراً مالياً ونفسياً بحاجةٍ إلى انتعاشة جديدة تتغلب على جملة المصاعب الماضية.
- زي ورسوم وقرطاسية
وما تتطلبه المدارس، ليس سهلاً على الأسر في الوقت الراهن، بل يعد عبئاً ثقيلاً وجديداً عليها، فبدءاً من الزي المدرسي الموحّد، وضرورة الانصياع له، مروراً برسومٍ دراسية "رمزية" للمدارس الحكومية، وصولاً إلى قرطاسية تشتمل: الشنط، الدفاتر، الأقلام..إلخ.
الرسوم للمدارس الحكومية، وإن كانت رمزية، تشكّل حملاً كبيراً في ظل وضعٍ اقتصادي مزرٍ، فالطالب الوحيد في المرحلة الأساسية والإعدادية تبلغ رسومه 50 شيقلاً، ومن كان له أخ 40 شيقلاً، وفي المرحلة الثانوية تبلغ 70 شيقلاً للطالب الوحيد، و60 شيقلاً لمن لديه أشقاء في المدارس الحكومية.
وكلما زاد عدد الأبناء في المدارس، تعاظمت الصعوبات، وازدادت النفقات، وانتشار العروض التجارية على القرطاسية والزي المدرسي، لا يجعل أبداً من المسألة سهلة، فالعائلات في نهاية الشهر، ولا تجد ما يسعفها إطلاقاً على اقتناء الحاجيات المناسبة.

- عروض القرطاسية "مفبركة"
ومن خلال الجولات في مناطق عدّة بالمدن الفلسطينية، والإعلانات الكثيرة على صفحات "فيسبوك" للعروض على القرطاسية، يمكن القول بأن معظمها "مفبركة" وغير صحيحة تماماً، وغالباً يكون الحصول على دزينة الدفاتر بسعر العرض مشروطاً بالحصول على كافة المستلزمات الأخرى، والتي يرتفع سعرها من أجل التغطية على سعر السلعة مخفَّضة السعر.
أسعار الشنط المدرسية متفاوتة وفقاً لجودتها، وتتراوح من 20 شيقلاً وتصل بعضها إلى 150 شيقلاً، وترتفع الأسعار في محلات بيع "الماركات"، وهي لا تتناسب إطلاقاً مع الوضع الاقتصادي للطبقتين: الفقيرة والمتوسطة، والتي كانت تتوجه إلى "البسطات"، ومحلات العروض التجارية لمطالعة الأسعار قبل الشراء.
- أراء الشارع الفلسطيني
"الحرية" تابعت أراء مجموعة من أرباب الأسر الذين توجدوا في الأسواق برفقة أبنائهم وزوجاتهم، وعبروا بشكلٍ عام عن حالة استياء وتذمر من الوضع الاقتصادي، وما آلت إليه الظروف، والديون الكبيرة التي ترتبت عليهم على مدار الأشهر الماضية.
م.س، معلم في مدرسة حكومية، لديه أربعة أبناء في المدارس، يقول: "لا أجد شيئاً أستطيع من خلاله توفير المتطلبات، لم أقم بشراء شنط جديدة، وسنعتمد على المستعملة، وكذلك سنقتني الأساسيات فقط، والزي المدرسي سيستخدم كل منهم ما لديه في خزانة ملابسه إلى أن يتحسّن الحال".
آمنة عبد الله، أم لطفليْن في المدارس، أوضحت: "الاحتياجات لدينا أقل، كنت قد اشتريت شنطتيْن بسعرٍ زهيد في وقت سابق من (عيديتي)، وادخرت عيدية أبنائي لشراء لوازم المدرسة، ودفع رسومها، والحمد لله على كل حال".
الموظف أحمد عوض الله، أب لثلاث طالبات في المدرسة، أشار إلى أن تقليص الراتب بسبب قرصنة الاحتلال، وضعه في موقفٍ صعب، ودفعه للحصول على قرضٍ من إحدى المؤسسات، لسد الالتزامات المترتبية عليه خلال عيد الأضحى، والمدارس.
