3 عوامل تبعد صلاح عن عقدة ميسي التاريخية
فشل النجم المصري محمد صلاح، في قيادة منتخب بلاده لإحراز لقب كأس أمم أفريقيا 2019 على أرضه وبين جماهيره، بعد الخروج من ثمن النهائي على يد جنوب أفريقيا، وهو الآن أمام مرمى النيران، بعدما اتهمه البعض بعدم تقديم المستوى ذاته الذي اعتاد تقديمه على مدار الموسمين الماضيين مع ليفربول.
وكان صلاح قريبا للغاية من الفوز باللقب القاري خلال مشاركته الأولى بالبطولة عام 2017، قبل الخسارة أمام الكاميرون في المباراة النهائية، ورغم الآمال المعقودة عليه للتعويض في النسخة الحالية، خيب المهاجم المصري الآمال كغيره من زملائه وسط سخط شعبي في الشارع الرياضي المصري.
أكثر ما يتم تناوله عند الحديث عن مشوار صلاح في النهائيات الأفريقية، هي المقارنة مع نجم الكرة العالمية ليونيل ميسي، الذي شاء القدر أن يودع هو الآخر مع المنتخب الأرجنتيني، منافسات كوبا أمريكا 2019 من الدور نصف النهائي في الفترة ذاتها.
يخشى جمهور الكرة المصرية، من التشابه بين مشواري صلاح وميسي على الصعيد الدولي، لكن ووفقا للدلائل والبراهين، فإن الأول يعيش ظروفا مختلفة تجعل من هذه المقارنات أمرا ظالما بالنسبة إليه، في وقت يمر فيه ميسي بالقسم الأخير من مسيرته الاحترافية.
هناك 3 أسباب تبعد صلاح عن المقارنة مع ميسي فيما يتعلق بالمشاركات الدولية، السبب الأول هو عامل السن، حيث يبلغ صلاح من العمر 27 عاما، ومايزال أمامه سنوات عديدة لقيادة منتخب بلاده للصعود على منصة التتويج القارية.
أما ميسي فيبلغ من العمر 32 عاما، وربما تكون بطولة كوبا أمريكا في الأرجنتين وكولومبيا العام المقبل، الفرصة الأخيرة لتحقيق الأمجاد في هذه البطولة، قبل عامين من انطلاق نهائيات كأس العالم 2022 في قطر.
ولا يوجد داع للقلق بالنسبة لجمهور المنتخب المصري، فصلاح على عكس ميسي، لا يعاني من نحس مع منتخب بلاده، فقد شارك في بطولتين أفريقيتين فقط عامي 2017 و2019، أما ميسي فكانت مشاركته الأخيرة في كوبا أمريكا هي الخامسة، بعد 4 محاولات باءت بالفشل في الأعوام 2007 و2011 و2015 و2016، علما بأنه خسر في النهائي 3 مرات.
وهناك أمر لا يتوجب التغاضي عنه عند المقارنة بين الإثنين، فميسي دائما ما يتلقى مساندة من لاعبين عظماء خلال مشواره مع منتخب الأرجنتين، على شاكلة أنخيل دي مايا وسيرجيو أجويرو وغيرهما، لكن في المقابل لا يستغل هذا الدعم، معتبرا أن المهمة تقع على عاتقه وحده، علما بأن زملاءه يرمون الحمل على كتفيه كثيرا بطريقة غير مبررة.
أما المنتخب المصري، فلا يملك في صفوفه اللاعب القادر على إحداث الفارق كما يفعل صلاح، وتفاءل الجمهور خيرا بحصوله على هذه المساندة في البطولة الحالية من قبل زميله تريزيجيه الذي تألق في أول مباراتين بالبطولة، قبل أن يخيب الآمال في ثمن النهائي أمام جنوب أفريقيا عندما أهدر فرصتين محققتين من صنع لاعب ليفربول.
صلاح يملك فرصة تحقيق إنجاز دولي في السنوات المقبلة، لا سيما في البطولة الأفريقية التي ستقام في الكاميرون بعد عامين من الآن، ولا يوجد سبب فعلي للقول إن هناك لعنة قد أصابته، أما ميسي فقد خسر 4 مباريات نهائية مع منتخب بلاده بحساب نهائي كأس العالم 2014، ومع اقتراب مسيرته الدولي من الانتهاء، فإنه بات مهددا بالبقاء في ظل الأسطورة دييجو مارادونا الذي قاد الأرجنتين إلى قمة الهرم في كأس العالم 1986.