"موسم إنفلونزا قاسٍ": الصحة الإسرائيلية توصي بارتداء الكمامات للفئات المعرّضة للخطر الاحتلال يسلّم 8 إخطارات بوقف العمل والبناء لمنازل مأهولة في بلدة بروقين غرب سلفيت شهيد في غارة للاحتلال على لبنان السعودية تدين مصادقة الاحتلال على بناء 19 مستوطنة في الضفة تحذير أممي من تراجع أولوية إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة الاحتلال يقرر هدم مزيدٍ من المنازل في مخيم نور شمس بطولكرم إيطاليا وإندونيسيا توافقان على إرسال قوات إلى غزة بشرط عدم الاحتكاك مع حماس "ترمب" يقرر حظر حملة جواز سفر السلطة الفلسطينية من دخول الولايات المتحدة الأمريكية. "الكنيست" تصادق على إحالة مشروع قانون فصل الماء والكهرباء عن مكاتب "أونروا" للتصويت الطقس: أجواء باردة وماطرة في معظم المناطق الاحتلال يداهم الحي الشرقي في جنين ويحاصر منزلا ويحتجز عددا من المواطنين حملة اعتقالات واسعة طالت نحو 30 مواطنا في الضفة الغربية مستوطنون يحرقون مركبات فلسطينية شمال شرق رام الله سلطات الاحتلال تهدم منزلا في دير الأسد بالجليل بأراضي الـ48 عشرات المستوطنين يقتحمون المقامات الإسلامية في كفل حارس شمال سلفيت

اتهامات التلاعب بالنتائج.. نتيجة إفلاس أم حقيقة؟

كتب محمّـد عوض

من موسمٍ إلى آخـر، ومع نهايته، تطل علينا أحاديث واتهامات "التلاعب بالنتائج" من قبل الأندية الفلسطينية المشاركة في مختلف الدرجات، المحترفين، الأولى، الثانية..إلخ، إذ بدا واضحاً على مدار السنوات الماضي بأن هذا الموضوع يحظى بنقاشٍ موسّع، مع الإشارة إلى أن الدلائل لا تظهر إطلاقاً، وبالتالي تظل هذه الموضوعات تراوح مكانها.

أريد بدايةً توضيح بعض النقاط، والتي لا بد من الخوض فيها، قبيل تناول الموضوع بشيء من التفاصيل. أولاً: تسبب لاعب ما في تلقي فريقه الأهداف في مباراةٍ ما، ليس دليلاً واضحاً على التلاعب بالنتائج، ربما ينخفض مستواه في تلك المواجهة، أو يلعب بدون جهوزية، أو يقع في أخطاء طبيعية غير مقصودة.

ثانياً: مجرّد حديث شخص لشخص آخـر على "فيسبوك" مثلاً، عن بيع مباراة فريق لفريق، لا يثبت ذلك، وقد يكون افتراءً، وكذباً، وهذه النقاط الحسّاسة تستلزم بحثاً، ومراقبةً، وتحقيقاً مفصّلاً، لإثبات ذلك، ويتوجب التفكير ملياً قبل اتهام أي طرف من الأطراف، وألا يكون الموضوع لمجرّد الحديث الفارغ.

ثالثاً: إحدى الصفحات التابعة لمؤسسة البيرة، كتبت وطالبت بتفسيرات من إدارة النادي حول خسارة فريقهم بخمسة أهداف لهدف أمام هلال القدس في الجولة 18 من دوري القدس للمحترفين، وعادت لاحقاً واعتذرت، وتناست هذه الصفحة، بأن الفريق سقط ذهاباً أمام نفس الفريق، بذات النتيجة.

لنكمل.. قبل الجولة الأخيرة من دوري الدرجة الأولى –الاحتراف الجزئي- تصدر المدير الفني لشباب العيسوية، عبد الله الصيداوي، المشهد، وهمز ولمز باتجاه بعض الأندية، بأنها تلاعبت في نتائج، ستؤدي لاحقاً إلى إضراره، ثم تابع: بأن البيع تم، وتضرر فريقه، لكنه لم يقدم دليلاً واحداً على صحة حديثه، وحازت منشوراته المتتابعة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" متابعة من الكثير من الرياضيين الذين شاطروه الرأي.

لم تقف الأمـور عند هذا الحد إطلاقاً، فكتب الإعلامي الرياضي أ. محمـود السقا، مقالاً بعنوان: "الغمز واللمز"، الأحد المنصرم، عبر صفحات "أيام الملاعب"، ونشره على صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك"، ووجد متابعة من قبل المتابعين، ومن بينهم الإداري المعروف في شباب الظاهرية، علي البطاط.

البطاط كتب على صفحته الشخصية: بأن إدارة فريقه تقدمت باعتراض قانوني "وموثق"، واستوفى كافة شروط الاعتراض، ووضعه على طاولة الاتّحاد الفلسطيني لكرة القدم، وأضاف: "مشاهدة المباراة الأخيرة التي بثتها فضائية فلسطين الرياضية، أظهرت مشاهد ما كنا نتمنى رؤيتها، وبتقديري سيكون للاتّحاد موقف حاسم غير مسبوق تجاه ما جرى".

يقصد البطاط، مباراة مركز الأمعري وثقافي طولكرم، في الجولة 19 من منافسات الدوري، وانتهت لصالح "المارد الأخضر" بثلاثة أهداف نظيفة، والإشارات تتجه نحو حارس "العنابي" رمزي فاخوري، وما جعل الاتهامات تدور حوله، المستوى الذي قدمه، مع لفت الانتباه إلى أنه ارتكب أخطاء مشابهة عدة هذا الموسم.

 اتصلت هاتفياً بحارس منتخبنا الوطني الأولمبي سابقاً، وثقافي طولكرم، رمزي فاخوري، الذي سخر مما وجه إليه من اتهامات، قال: "لا أعرف كيف يفكر أي شخص يتحدث عن بيع المباراة؟ كنا نلعب بالتزامن مع مباراة الظاهرية والسموع، ماذا لو فاز الظاهرية؟ كنا سنصبح في وضع صعب للغاية؟".

وتابع: "أتذكر حينما وقعت في الخطأ وأنا حارساً للمنتخب الأولمبي أمام سوريا، وكنت سبباً للخروج من دور الـ16، بقيت ليلتيْن بلا نوم، وأتساءل: كيف وقعت في هذا الخطأ؟ أنهكني التعب حينها! هل خنت بلادي أيضاً؟ المفلسون يركزون جيداً على أخطاء تعتبر جزءاً من اللعبة، وتحدث مع أكبر الحرّاس في العالم".

وأضاف: "حينما تحصلنا في بداية المباراة أمام الأمعري على ركلة مرمى، جئت لأنفذها، ظلت الكرة تبتعد بفعل قوة الرياح، الجميع شاهد هذه اللقطة عبر الشاشة، لكن حينما سجل في شباكنا الهدف الأوّل، من كرة رأيتها تخرج، وبفعل الهواء سقطت في الشباك، الجميع رأى؟ أليس منطقاً عجيباً لا يستحق حتى الاهتمام؟".

وأردف: "ليس من أخلاقنا فعل ذلك على الإطلاق، وحسابياً لم يكن بإمكاننا فعلها، ولن يكون ما دمنا رجالاً نمثل ثقافي طولكرم العريق، فريقنا ليس مسؤولاً، ولا شماعةً لأخطاء الآخرين، وسقطاتهم، وتدهور أوضاعهم، وأود التذكير بأننا خسرنا لاعبين أساسيين في مباراة الأمعري، وتركوا تأثيراً كبيراً على سير اللقاء".

حديث الفاخوري جاء مليئاً بالسخرية ممن يحاول الإشارة إليه، وفعلياً يبقى السؤال: ماذا لو خسر ثقافي طولكرم أمام مركز الأمعري، وفاز شباب الظاهرية على السموع؟ علماً بأن مباريات "العنابي" القادمة مع فرق صعبة للغاية، وتريد تحقيق أهداف معينة هذا الموسم، ذكرنا بعض التفاصيل، ونترك الحكم للمتابع المحايد.

حديث عبد الله الصيداوي، علي البطاط، وخليفة الخطيب أيضاً، إضافةً إلى الكثير من الإداريين والرياضيين المتابعين، والاتهامات حول بيع المباريات، سيبقى يراوح مكانه، ما لم تقدم أدلة حقيقية قاطعة، والدوري بالأساس لا زال جارياً، وعلينا النظر إلى المواجهات المقبلة، حتى يكون الحديث أكثر دقة.